هدوء نسبي في مناطق سيطرة "قسد" ..واتهام كردي لتركيا بإنعاش "داعش"
ثلاثة أيام من القصف التركي العنيف على مناطق سيطرة "قسد"، ينتج أضراراً كبيرة في البنى التحتية، في ظل أسئلة حول الأهداف التركية المبيتة في ضربها للمرافق الاقتصادية.
انخفضت وتيرة القصف التركي بشكل واضح على مناطق سيطرة "قسد"، منذ ليل أمس الاثنين وصباح اليوم الأحد، وذلك بعد ثلاثة أيام من القصف الجوي والمدفعي الكثيف، الذي طاول نحو 80 هدفاً وموقعاً في مناطق في الشمال السوري، إثر مقتل تسعة جنود أتراك في هجوم لعناصر "حزب العمال الكردستاني" على قاعدة للجيش التركي في شمال شرق العراق.
وتوقف منذ صباح اليوم الثلاثاء القصف الجوي، مع اقتصار الهجمات على قصف مدفعي وصاروخي على عدة قرى في ريفي منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى لأضرار مادية كبيرة.
وأعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية لشمال شرق سوريا، عن نتائج ثلاثة أيام من القصف التركي المكثف، منذ ليل الجمعة وحتى أمس الاثنين، مؤكدة أنه، " أدى لخروج 31 محطة مياه عن الخدمة مع خروج 11 محطة كهرباء، بينها منشأة السويدية لتوليد الطاقة التي تولد نحو 100 ميغا كهرباء، مع دمار لحق بعدد من آبار النفط والغاز، ومطحنة لإنتاج الطحين الخاص بإنتاج رغيف الخبز". وقدرت الذاتية " الخسائر الناتجة عن القصف بملايين الدولارات".
وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحات إعلامية، أنه " يجب على جيراننا أن يدعموا حربنا ضد الإرهاب"، مشيراً إلى أن "حزب العمال الكردستاني أصبح الآن مشكلة للأمن القومي في سوريا والعراق".
من جهتها، ركزت الجهات والأحزاب الكردية على أن الهجمات التي تعرضت لها المنطقة خلال الأيام الماضية، ستؤثر على عملية مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك بعد إعلان "قسد" عن تعرض القسم الخاص "بأشبال الخلافة" من أطفال تنظيم داعش في سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة إلى قصف صاروخي، ما أدّى لإصابة عدد منهم بإصابات طفيفة".
وأدان تجمع من 33 حزباً وشخصية مؤيدة لـ" الإدارة الذاتية" خلال تجمع لهم أمام مبنى تابع للأمم المتحدة في مدينة القامشلي، الهجمات التركية الأخيرة على مناطق شمال شرق سوريا.
وقالت الأحزاب، في بيانها، إن "إشغال الإدارة الذاتية وقواتها في صراع آخر مع جيش الاحتلال التركي، هو تشويش على التركيز على محاربة تنظيم داعش المتطرف"، مضيفة أن "استهداف سجن الصناعة، يأتي في إطار خطة تركية لضرب الإدارة الذاتية وإنعاش داعش".
بدوره، قال " مجلس سوريا الديمقراطية" الذراع السياسي لـ"قسد" في بيان، أن "هدف تركيا من هجماتها على مناطق شمال شرق سوريا، هو إعادة إنعاش داعش وضرب الأمن والاستقرار وخلق الفوضى في المنطقة".
وتوقعت مصادر ميدانية، أن "الهجمات التركية ستبقى متواصلة خلال الايام المقبلة، سواء عبر الطيران المسير أو المدفعي"، معتبرةً أن "تركيز تركيا على استهداف منشآت اقتصادية، يهدف لتحقيق هدفين هما ضرب القدرات الاقتصادية للإدارة الذاتية، وتدمير البنى التحتية الوطنية السورية".
واستبعدت المصادر، "لجوء تركيا لهجوم بري قريب على مناطق سيطرة قسد في شمال شرق سوريا، بسبب عدم وجود أي موافقة روسية وأميركية حتى الآن"، مرجحةً أن "الموجة الأخيرة من الاعتداءات التركية تمت بموافقة أميركية لكون غالبية المناطق المستهدفة تقع ضمن مناطق نفوذها".
كذلك، وصفت "التدمير الكبير الذي طال المنشآت الخدمية السورية في الحسكة مصلحة تركية أميركية مشتركة، عبر استمرار تدمير الاقتصاد الوطني السوري".