نتنياهو هائمٌ على وجهه.. "إسرائيل" سقطت في فخٍّ استراتيجي بين الشمال والجنوب

كيان الاحتلال الإسرائيلي يتلقّى ضربات في شمالي فلسطين وجنوبيها، والإعلام الإسرائيلي يتساءل عن اليوم التالي للعدوان على غزة، كما يتساءل عن الخيارات التي يمكن اتخاذها على صعيد الحرب مع حزب الله.

  • نتنياهو هائم على وجهه..
    الدخان يتصاعد من موقع للاحتلال الإسرائيلي استهدفته المقاومة الإسلامية في لبنان (أ.ف.ب)

ماذا في اليوم التالي، وماذا سنفعل في الشمال؟ سؤالان يتكرران على لسان المسؤولين والإعلام في "إسرائيل" يومياً، والذين يرون أنّ أيّ حل لهذا المأزق يتلخّص في إقامة منطقة عازلةٍ في غزة، وبمعنى آخَر: انسحاب من أجل حفظ ماء الوجه.

صحيفة "هآرتس" تقول إن "إسرائيل"، بين الشمال والجنوب، سقطت في فخٍّ استراتيجي... في الشمال هناك حربٌ مع المقاومة الإسلامية، وثمّة تهجيرٌ لأكثر من 100 ألف شخصٍ، فكيف تُعيدهم "تل أبيب" إلى بيوتهم؟ أليس التصديق على خطط الحرب مجرّد تهويل؟

في هذا الإطار، قال محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحام، إنّ الحكومة الإسرائيلية ليست حكومةً اعتيادية، بل عصابة تتحكّم في مصير "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يتأثّر باستطلاعات الرأي أو التظاهرات.

ولفت اللحام إلى أنّ هذه الأجواء تنعكس على جنود الاحتلال وضباطه عندما يَرَون تناقضات وشتائم بين السياسيين والأحزاب، مضيفاً أنّها ستدفع الجندي إلى السؤال عمّا يحدث وراءه، وعن السبب الذي دفعه إلى القتال في غزة.

من جهته، أكّد محلّل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، أنّ سيناريو اليوم التالي تقرره المقاومة الفلسطينية وإرادة الشعب الفلسطيني، مشدّداً على أنّ الاحتلال لم يستطع أن يحقّق أهدافه حتى الآن.

ولفت سليمان إلى أنّ القتال مستمر في المناطق التي يتحدث الاحتلال عن السيطرة عليها، مشدّداً على أنّ المقاومة تتصدّى بصورة بطولية للاحتلال وآلياته.

ورأى أنّ من الضروري الاتفاق على تصوّر فلسطيني موحّد لما بعد الحرب، بعيداً عن التصورات والتسريبات التي تُقدَّم بتشجيع أميركي، وتطرح أموراً كنزع السلاح في غزة.

من جهته، أكد محلّل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين، أنّ نتنياهو يريد أن يهرب الى الأمام لأنّه معرَّض للسقوط والمحاكمة بعد انتهاء الحرب.

وأكّد عز الدين أنّ جبهات المقاومة تكمّل بعضها البعض في المواجهة المسلّحة، فضلاً عن الجبهات السياسية التي تضرب السياسة الأميركية، لافتاً إلى أنّ انتصار غزة يمكنه تغيير المعادلات وموازين القوى في المنطقة، ضد السياسة الأميركية والوجود الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: نتنياهو يدخل متاهة الأهداف المتخيّلة.. كيف صادرت المقاومة خياراته في غزة؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك