"ناشيونال انترست": هل تصبح أوكرانيا "إسرائيل الجديدة" للولايات المتحدة؟
في الوقت الذي تجد فيه "إسرائيل" صعوبة في الاستمرار في الحفاظ على حالة الدعم والتأييد بين غالبية الأميركيين، قد يكتشف زيلينسكي أنه حتى كونك مثل "إسرائيل" لن يفي بالغرض، ماذا كتبت "ناشيونال انترست"؟
تتمتع أوكرانيا بتأييد شعبي واسع بين الأميركيين وممثليهم في الـ "كابيتول هيل"، الذين يعتقدون أن الأوكرانيين، مثل الإسرائيليين، أو "يشبهونهم"، وفق ما وصفت صحيفة "ناشيونال انترست" الأميركية في عددها الأخير.
وذكرت الصحيفة، وهي التي تعكس أراء ومواقف اتجاهات من داخل حركة المحافظين الجدد، في مقال للكاتب ليون هادار، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي يحاول إظهار بلاده على أنها "إسرائيل" أوروبا بالنسبة لأميركا.
وقال الرئيس الأوكراني للصحفيين العام الماضي، إنّه يريد أن تصبح بلاده "إسرائيل كبيرة"، ذات وجهها الخاص بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أنّ "الأمن سيكون على الأرجح هو القضية الرئيسية في أوكرانيا خلال فترة ما بعد الحرب".
وكان زيلينسكي يرسم بعض أوجه الشبه بين مستقبل أوكرانيا و"إسرائيل"، حيث تنتشر صور الجنود والمدنيين المسلحين، وتتذرع الحكومة بالأمن بشكل متكرر.
كما شدّد الرئيس الأوكراني على أن رؤيته لمستقبل بلاده في مرحلة ما بعد الصراع، تتضمن وجود قوات مسلحة في "جميع المؤسسات ومحلات السوبر ماركت، وفي دور السينما أيضاً"، وهو هنا يُظهر بلاده مستقبلاً كـ"إسرائيل" القائمة على الأمن.
وقد شدّد في عدة مناسبات على أهمية الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع "إسرائيل"، التي أشاد بها كنموذج لأوكرانيا.
ورفض زيلينسكي فكرة أن أوكرانيا ما بعد الحرب، ستُحاكي ديمقراطية أوروبية ليبرالية، مثل سويسرا كنموذج، وقال إنّه مثل "الدولة اليهودية، لن تكون أوكرانيا ليبرالية تماماً، أوروبية"، بل سيتعيّن عليها اتباع طريقة عمل مختلفة، تعكس وضعها الجغرافي السياسي الفريد.
يطرح المقال ظهور زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، مثل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بائع الأثاث السابق. وإذا حاول الأخير، كما اقترح البعض وفق الصحيفة، تحويل "إسرائيل" إلى الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، فزيلينسكي يبدو في بعض الأحيان، أنه يأمل أن تكون بلاده الولاية الثانية والخمسين.
ويؤكد الكاتب أنّ الفكرة القائلة بأن أوكرانيا ستحاول أن تكون مثل "إسرائيل"، قد لا تبدو فكرةً بعيدة المنال.
وبالفعل، كما في حالة "إسرائيل"، فإنّ جهود أوكرانيا لوضع نفسها كحليف طبيعي لواشنطن، في المصالح والقيم على حد سواء، قد تمّ قبولها كـ "بديهية دبلوماسية" من قِبل قوى السياسة الخارجية الأميركية.
وانضم إلى القبول بهذه البديهية، حسب كاتب المقال، كل من المحافظين الجدد، وكذلك العديد من "القوميين المحافظين" من اليمين السياسي، ومن قبل الليبراليين الدوليين الذين يسيطرون على تفكير الديمقراطيين، بما في ذلك رأس الإدارة الأميركية الذي يشغل البيت الأبيض حالياً.
وكان قد دعا رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، يهود العالم إلى الضغط على "تل أبيب" لتسليح بلاده بأسلحة دفاعية، وقد رأى ذلك مهماً، ليس فقط لأمن أوكرانيا، وإنما لأمن "إسرائيل" أيضاً.
ووصف يرماك روسيا بأنها "حزب الله الأوروبي"، مؤكداً أنّ "توفير أنظمة الدفاع الجوي ضروري، ليس فقط للأمن الأوكراني، لكن أيضاً لضمان السلام من أجل إسرائيل"، بحسب تصريحاته لممثلي المنظمات اليهودية الأميركية والأوروبية، وذلك في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وكان موقع أكسيوس الأميركي قد كشف، قبل قرابة شهر، عن طلب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من "إسرائيل" إرسال صواريخ "هوك" إلى أوكرانيا، وقد وافقت "إسرائيل" على الطلب الأميركي، وذلك رغم تحذيرات روسيا المتواصلة لها في حال دعمها أوكرانيا.