ناشونال إنترست: هل تنقذ "دبلوماسية الزلازل" العلاقات بين اليونان وتركيا؟

مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، تتحدث عن "دبلوماسية الزلازل" في العلاقات اليونانية التركية، وتقول إنها أدّت إلى دفء العلاقات بين الجانبين بعد التوترات الأخيرة بينهما.

  • وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس

ذكرت مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، اليوم الأحد، أنّ "دبلوماسية الزلازل" ليست جديدة على العلاقات اليونانية التركية، لكنها أدت إلى دفء العلاقات بين الجانبين بعد التوترات الأخيرة بينهما.

وأوردت المجلة، أنه منذ الزلزال المروّع الذي وقع الشهر الماضي على طول الحدود التركية السورية، أتى الدعم الإنساني لتركيا من جميع أنحاء العالم، مضيفةً أنّ الدول التي ساعدت في جهود الإغاثة شملت أصدقاء تركيا المقربين بالإضافة إلى بعض الدول التي كانت لديها، حتى وقت قريب على الأقل، مشاكل كبيرة مع أنقرة.

وأشارت، إلى أنّ أثينا المجاورة، التي عايشت توتراً هائلاً في العلاقات مع تركيا في عام 2022 وأوائل عام 2023 ، تدخلت على الفور لمساعدة الأتراك الذين يعانون من الكارثة، لافتةً إلى أنه "من الممكن أن يكون الجانب المشرق المحتمل لهذا الحدث الكارثي هو التحسن الملحوظ في العلاقة الثنائية بين أثينا وأنقرة".

وبحسب المجلة، فعلى الرغم من العلاقات المشحونة، كانت اليونان من أوائل الدول التي أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في إنقاذ الضحايا، مشيرةً إلى أنه "داخل الاتحاد الأوروبي، تلعب اليونان دوراً مركزياً من حيث حشد الموارد لمساعدة تركيا".

كذلك، أوضحت أنّ "تركيا كانت تقدّر هذه الجهود تقديراً عالياً، مضيفةً أنّ "الامتنان ظهر باستمرار في وسائل الإعلام التركية منذ 6 شباط/فبراير، كما شكر المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وكبير مستشاري السياسة الخارجية، اليونان علانيةً على مساعدتها في 10 شباط/فبراير".

ووفق المجلة، فإنّ "دبلوماسية الزلازل" ليست جديدة على العلاقات اليونانية التركية. في 17 آب/أغسطس 1999، تسبب زلزال "إزميت" في منطقة مرمرة التركية في مقتل ما يقرب من 20.000 شخص وتسبب في انهيار حوالي 100.000 مبنى.

في ذلك الوقت، كانت هناك توترات دبلوماسية بين أثينا وأنقرة حول عدد من القضايا، قبل ثلاث سنوات فقط كانت الاثنتان قريبتين من خوض حربٍ على زوجٍ من الجزر غير المأهولة.

ولفتت المجلة، إلى أنه "مع ذلك، تدخلت اليونان لتقديم مستويات عالية من الدعم"، مضيفةً أنه "بشكلٍ مأسوي، في الشهر التالي، وقع زلزال آخر أقوى بـ 150 مرة في أثينا، مما أدى إلى مقتل 98 شخصاً وتشريد ما يقرب من 50.000 شخص".

وردّ الأتراك بالمثل وقدّموا لجارتهم الكثير من المساعدة، وما تبع ذلك كان قرابة عقد من العلاقات الدافئة بين البلدين، بحسب المجلة.

وتابعت المجلة، أنه "من المرجح أن تهدّئ هذه العلاقات الدافئة مخاوف اليونان من استفادة رئيس الدولة التركي وحلفائه من التوترات بين أنقرة وأثينا، وحتى مواجهة عسكرية مباشرة محتملة بين الاثنين في بحر إيجة أو شرق البحر المتوسط، لحشد الدعم القومي لإعادة انتخاب إردوغان".

وأشارت إلى أنه "تم تخفيف مثل هذه المخاوف بين اليونانيين الشهر الماضي"، مؤكدةً أنّ العلاقات بين أنقرة وأثينا آخذة في الدفء بالفعل إلى حدٍّ ما.

يُشار إلى أنه في 17 شباط/ فباير الماضي، اعتبر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أنّ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا يمكن أن يمثّل فرصة لإعادة رسم العلاقات المضطربة حتى الآن بين أثينا وأنقرة.

وأشار ميتسوتاكيس إلى أنّ اليونان كانت من أوائل الدول الأوروبية التي أرسلت فرق إنقاذ إلى المناطق المتضررة من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات.

وقبل ذلك، قام وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بزيارة لمناطق منكوبة مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، بعد شهور من القطيعة والتوتر بين البلدين الجارين.

بدوره، أكّد جاويش أوغلو ضرورة تطبيع العلاقات مع اليونان، مشيراً إلى أنّ مساعي البلدين "ستستمر في سبيل تحقيق ذلك، على الرغم من تباين وجهات النظر بينهما".

وتشهد العلاقات بين اليونان وتركيا توترات منذ فترة طويلة، وتصاعدت التوترات أيضاً بسبب الاتهامات التركية لليونان بعسكرة الجزر اليونانية شرقي بحر إيجه.

اقرأ أيضاً: نار تحت الرماد.. هل يشتعل الخلاف التركي اليوناني؟

زلزال مدمر ضرب أجزاءً واسعة من سوريا وتركيا، ودمر الآلاف من المباني وحصد الآلاف من الأرواح في البلدين، في هذه الصفحة تجد كل الأخبار والمستجدات والتقارير المرتبطة بالزلزال.

اخترنا لك