"منصة موسكو" بشأن أفغانستان: لتشكيل حكومة شاملة في كابول
العاصمة الروسية موسكو تستضيف الاجتماع الرابع للدول المشاركة في منصة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان، والمشاركون يؤكدون أهمية تشكيل حكومة شاملة في البلاد.
عُقد في العاصمة الروسية موسكو، اليوم الأربعاء، الاجتماع الرابع للدول المشاركة في منصة موسكو للمشاورات بشأن أفغانستان.
وشارك في الاجتماع الممثلون الخاصون وكبار المسؤولين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى قطر، الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية.
وقال البيان الختامي للاجتماع إنّ "المشاركين ناقشوا الوضع الحالي في أفغانستان مع التركيز على قضايا الأمن الإقليمي، والاستقرار الأمني (العسكري) والسياسي ، والوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني".
وأكد المشاركون "الالتزام بقيام أفغانستان كدولة مسالمة وموحدة ومستقلة ذات سيادة وخالية من تهديدات الإرهاب وتهريب المخدرات"، وأضاف البيان أنه "تم حث أفغانستان على الوفاء بالتزاماتها بالقضاء على الإرهاب وتهريب المخدرات الصادرين من أراضيها، واتخاذ المزيد من التدابير الملموسة ضد جميع المنظمات الإرهابية، والتصدي لها بشكل حاسم".
وأشار البيان إلى أنه "تم التأكيد على عدم قبول إقامة مرافق بنية تحتية عسكرية لدول ثالثة في أفغانستان والدول المجاورة"، كما أعرب المشاركون عن تأييد السلطات الأفغانية في تطوير برامج الزراعات البديلة ومكافحة إنتاج المخدرات والإتجار بها، وكذلك في جميع جهود الحكومة للقضاء على مشكلة المخدرات.
إلى جانب ذلك، تم التأكيد على أهمية تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، تعكس مصالح جميع المجموعات العرقية السياسية الأساسية في البلاد، كما تم التنويه بأهمية التعاون العملي بين دول المنطقة وأفغانستان في هذا المجال.
وأكد المشاركون أيضاً على "الحاجة إلى زيادة الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية للشعب الأفغاني من أجل إعادة إعمار البلاد بعد الصراع"، كما شددوا على مطالبة جميع فئات المجتمع الأفغاني الولايات المتحدة برفع التجميد الكامل عن الأصول الأجنبية المحجوبة، ودعوا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإلغاء تجميد الاحتياطيات الوطنية الأفغانية التي تحتفظ بها الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص لأفغانستان، زمير نبييفيتش كابولوف، إنّ روسيا "تقدّم المساعدات منذ عام 2020 لأفغانستان، بما فيها الأدوية و المواد الأساسية و الأجهزة و المعدات المختلفة"، وطالب الولايات المتحدة بالإفراج عن الحسابات الأفغانية المجمدة.
بدوره، قال مبعوث الصين الخاص لأفغانستان،ـ يو وي سياويون: "قدمنا دعمنا لمبادىء تسوية أفغانية ذاتية لا سيما تحقق الاستقرار والنمو الاقتصادي وحل مشكلة اللاجئين"، وأضاف: "بالنسبة لاعادة الإعمار، أميركا تتهرب من مسؤولياتها و الإفراج عن حسابات البنك المركزي الأفغاني".
من جانبه، أكد ممثل الهند، سينغخ دجيتندير بال، أنه "على دول الجوار الالتزام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان و دعم الحوار الأمني ومساعدة حقوق الأطفال و المرأة"، مشيراً إلى أنّ الهند قدّمت وتقدم المساعدات للشعب الأفغاني.
أما ممثل الرئيس الإيراني، السيد كاظمي قومي، فقال للميادين إنّ بلاده حاولت "تخفيف أثر العقوبات الأميركية على أفغانستان"، موضحاً أنّ 520 ألف طالب أفغاني يدرسون في إيران و خمسة ملايين أفغاني يعيشون في إيران.
وتابع بالقول: "أرسلنا نصف مليون طن مساعدات لأفغانستان، الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد عودة الأميركي لإعمار أفغانستان لأنهم هم من دمروها".
في حين دعا مبعوث باكستان الخاص لأفغانستان، محمد الصادق، "كل مجموعة الدول الإقليمية المجاورة لبذل جهود من أجل أفغانستان ودعم حكومة تصريف الاعمال لتحقيق طموحات الشعب الأفغاني"، مضيفاً: "نؤيد مبدأ المشاركة في تشكيل حكومة وطنية جامعة".
بدوره، أشار مبعوث أوزبكستان عصمة الله رايموفيتش إيرغاشوف، إلى أنه "على الرغم من عدم استتباب الأمور الأمنية و إشكاليات موضوع العلاقات الخارجية لا يمكن إلا أن نشير إلى تراجع وتيرة و عدد العمل الإرهابي، ما يساعد على الاستفادة من منطقة أفغانستان كطريق ربط من أوزبكستان إلى باكستان عبر أراضي أفغانية".
من جانبه، حذّر ممثل الرئيس القرغيزي للمهام الخاصة، سيد مصديقوف طلعت بيك شامودينوفيتش، من "تمويل المجموعات الإرهابية من الغرب".
أما مستشار سفارة جمهورية كازخستان في موسكو، طورسينكولوف ألجان ساغينديكوفيتش، فأكد أنّ "صيغة منصة موسكو هامة لدعم استقرار أفغانستان و الأمن الإقليمي".
في حين أكد سفير المملكة السعودية في موسكو، عبد الرحمن الأحمد، أنّ السعودية ترفض التدخل الأجنبي في أفغانستان، لافتاً إلى أنّ "الدور المحوري لدول محيط افغانستان هام في تخفيف من المعاناة الإنسانية".
بدورها، أشارت مستشارة السفارة التركية عيشة زينب غوندوز إلى أنّ "الوضع حرج في ظل تجميد الأصول الافغانية ما يوثر سلباً على الاقتصاد الهش أساساً"، لافتةص إلى ضرورة "الانفتاح على الحوار مع حكومة تصريف الأعمال و القيام بخطوات عملية لتشكيل حكومة شاملة تضمن حقوق الانسان و المرأة ومكافحة الإرهاب".
ملاحظات على هامش المؤتمر
وكان ملاحظ في الاجتماع، عدم وجود مشاركة أفغانية لا من قبل الحكومة ولا من قبل جهات سياسية أخرى. كما أن الدول العربية الـ3، السعودية، الامارات وقطر كذلك تركيا شاركوا كمرقبين، و بذلك لم يوقعوا و لم يتبنوا البيان الختامي.
وإذا تم سرد مضمون كلمات المشاركين فجميعهم طالبوا بتحرير الأصول المالية والحسابات الأفغانية لكن السعودية وقطر والإماراتي فطالبوا بمساعدة افغانستان ولم يذكروا مسألة تحرير الحسابات التي جمدتها وقرصنتها واشنطن.
كما أن البيان الختامي يحوي مطالبة لواشنطن ودول الناتو بالتعويض عن الـ20 سنة التي احتلوا خلالها افغانستان، إضافة لتحرير الحسابات والأصول الافغانية ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الافغاني.
وكان لافتاً، كلمة مبعوث الرئيس الإيراني وهي كانت الأكثر تشدداً في المطالبة بدفع التعويضات للشعب الأفغاني وتحرير الأرصدة وإضافة لذلك رفض عودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان تحت أي سبب.