"ملاكمة الظل" بين الصين واليابان في أوكرانيا.. هل هي امتداد لصراع واحد؟

يتحدث تقرير لـ "فايننشال تايمز"، عن قيام الرئيس الصيني ورئيس وزراء اليابان بزيارات متزامنة ومتنافسة إلى عواصم روسيا وأوكرانيا، معتبراً أنها "تؤكد الأهمية العالمية" للحرب في أوكرانيا، لا سيما وأنّ اليابان والصين "تتنافسان بشكل شرس في شرق آسيا". 

  • الصين، اليابان وحرب أوكرانيا: صراع جيوسياسي واحد؟
    ملاكمة الظلّ بين الصين واليابان، بشأن أوكرانيا، هي جزء من اتجاه أوسع، يصل إلى صراع جيوسياسي واحد

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريراً بعنوان "الصين، اليابان وحرب أوكرانيا"، يتحدث فيه الكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية جدعون راخمان، عن المنافسات الجيوسياسية وتداخلاتها، معتبراً أنّ "ما ينشأ عالمياً اليوم هو صراع جيوسياسي واحد".

ويعتبر التقرير أنّ "حقيقة قيام رئيس الصين ورئيس وزراء اليابان بزيارات متزامنة ومتنافسة إلى عواصم روسيا وأوكرانيا، تؤكد الأهمية العالمية للحرب الأوكرانية"، لا سيما وأنّ اليابان والصين "تتنافسان بشكل شرس في شرق آسيا". 

وأوضح تقرير "فايننشال تايمز" أنّ "ملاكمة الظلّ هذه بين الصين واليابان، بشأن أوكرانيا"، هي جزء من اتجاه أوسع، حيث تتداخل المنافسات الإستراتيجية في منطقتي أوروبا والمحيط الهادئ، والمحيطين الهندي والهادئ، بشكل متزايد، مستخلصاً بأنّ "ما ينشأ هو شيء يبدو أكثر فأكثر وكأنه صراع جيوسياسي واحد".

كما أشار إلى أنّ زيارة شي إلى موسكو، تأتي ضمن ما يسميه الأستاذ في جامعة هارفارد جراهام أليسون بـ"التحالف غير المعلن الأكثر أهمية في العالم"، وهو محور روسي صيني يمتدّ عبر مساحة أوراسيا.

اقرأ أيضاً: تقرير: واشنطن تنقل "تجربة أوكرانيا" إلى شرق آسيا لمواجهة الصين

وأضاف الصحيفة البريطانية بأنّ التحالف الروسي الصيني تقف ضدّه "مجموعة من الديمقراطيات، المتحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة"، وهذا ما يرسخه الناتو في المنطقة الأوروبية الأطلسية، ويرسخه حلفاء واشنطن "في معاهدة المحيطين الهندي والهادئ، وفي مقدمتهم اليابان".

وبحسب "فايننشال تايمز"، فقد أثار "ظهور كتلتين عالميتين متنافستين حديثاً لا مفرّ منه عن حرب باردة جديدة، إذ تظهر أصداء واضحة لهذا الصراع مع تحالف روسي-صيني، يتصارع مرة أخرى ضدّ تحالف الديمقراطيات بقيادة الولايات المتحدة، بينما تحوم مجموعة كبيرة من دول عدم الانحياز، التي تسمى الآن (الجنوب العالمي)، على هامشه".

ومع ذلك، فإنّ هذا التشابه التاريخي "يبدو أكثر كآبة"، عندما يقارن بتصاعد التوترات الدولية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، ففي ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، "كانت قوتان سلطويان، واحدة في أوروبا والأخرى في آسيا، غير راضيتين تماماً عن نظام العالمي الموجود"، الذي اعتبروا أنه خاضع "لسيطرة القوى الأنغلو أميركية بشكل غير عادل".

 

ويشير التقرير إلى أنه "في الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت الدول غير الراضية هي ألمانيا واليابان، ويعتبر المؤرخ إيان كيرشو، في كتابه الخيارات المصيرية، والذي يسجّل فيه ردّ فعل الإمبراطورية اليابانية على اندلاع الحرب في أوروبا، أنّه "في أعقاب الانتصارات العسكرية المذهلة لهتلر في أوروبا الغربية، سعت اليابان لاستغلال ضعف هذه البلدان، واتخذوا القرارات المصيرية للتوسع في جنوب شرق آسيا".

ويتابع بأنّ "هذا الاختيار هو الذي قاد اليابان بسرعة إلى حرب، ليس فقط مع بريطانيا وفرنسا وهولندا، ولكن أيضاً مع الولايات المتحدة"، مضيفاً بأنّ "خطر الانزلاق إلى صراع عالمي لم ينته بعد، مع اندلاع الحرب في أوروبا، إلى جانب تصاعد التوترات في شرق آسيا، والصلات المتنامية بين هذين المسرحين".

ويختم تقرير "فايننشال تايمز" بأنّ "المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف للتأكد، هذه المرة، من أنّ الخصومات المترابطة في أوروبا وآسيا لن تبلغ ذروتها في مأساة عالمية".

اقرأ أيضاً: موسكو: طوكيو على طريق حشد غير مسبوق للقوة العسكرية

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك