مع انطلاق الانتخابات الروسية.. تعرف على أبرز الأحزاب المشاركة وحظوط كل منها
بعد انطلاق عملية الاقتراع في انتخابات مجلس الدوما في روسيا صباح اليوم الجمعة، نستعرض هنا تعريفاً بأهم الأحزاب المشاركة في الانتخابات.
انطلقت عملية الاقتراع في انتخابات مجلس النواب الروسي (الدوما) في معظم روسيا، وتستمر لـ3 أيام متواصلة حتى مساء الأحد 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
وفتحت مراكز الاقتراع الأولى غربي روسيا، حيث أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية عن دخول البلاد رسمياً مرحلة الصمت الانتخابي المتعلق بالإعلانات والدعايات السياسية التي رافقت المواطنين طيلة الأشهر الماضية، ويمنع القانون الروسي من إجراء حملات ودعوات سياسية تحثّ المواطنين على انتخاب المرشحين طيلة فترة الاقتراع والتصويت مع غرامات وعقوبات تصل إلى السجن.
وينص الدستور الروسي على أنّ الجمعية الفيدرالية الروسية (البرلمان) هي الهيئة التشريعية في البلاد وهي تتألف من مجلسين هما مجلس النواب (الدوما) أي (الغرفة الدنيا) الذي يمثل الأحزاب السياسية ومجلس الفيدرالية (الغرفة العليا) الممثل للكيانات الروسية المختلفة.
وبحسب الدستور، يتألف مجلس النواب الروسي (الدوما) من 450 نائباً ينتخبون لولاية زمنية قدرها 5 سنوات، حيث يعمل النواب المنتخبون على التشريع وسنّ القوانين والتصويت وإقرار الموازنة، بالإضافة إلى ممارسة مهام مراقبة أداء الحكومة وسيرورة عملها ومساءلة الوزراء وغيرها من القضايا الأساسية في البلاد.
أما النظام الانتخابي المعتمد فهو نظام انتخابي مختلط يجري من خلاله انتخاب 225 نائباً ضمن القوائم الحزبية المغلقة، و225 نائباً آخر في الدوائر الفردية المفتوحة.
ويشارك في الاستحقاق الانتخابي في روسيا هذه السنة نحو 14 حزباً روسيا استطاعت مسبقاً جمع نحو 200 ألف توقيع للمشاركة رسمياً في الاستحقاق بحسب القوانين الروسية. وتتميز البنية السياسية الروسية بوجود مجموعة من "الأحزاب البرلمانية" التي تتألف من 4 أحزاب كبرى ثبتت حضورها التاريخي على مدى السنوات الـ10 الأخيرة.
حزب روسيا الموحدة
يدخل حزب روسيا الموحدة الاستحقاق الانتخابي بقوة هذه المرة خصوصاً مع إدخال مرشحين من الطراز الثقيل إلى القائمة الحزبية الرسمية والمتمثلة بوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ووزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، ومدير مشفى موسكو الحكومي المعالج ضد فيروس كورونا، دينيس بروتسينكو، بالإضافة إلى مديرة مركز "سيريوز" التعليمي إيلينا شميليفا ومفوضة حقوق الطفل في روسيا آنا كوزنتسوفا، بالإضافة إلى وجوه أخرى بارزة في مناطق أخرى مثل رئيس الدوما فيتشسلاف فولودين.
يعتبر حزب روسيا الموحدة نفسه حزب الأغلبية الشعبية والمدعوم مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تقوم أيديولوجيته على مبادئ المحافظة على الوسطية والبرغماتية في سياسة والمجتمع، كما يدعو إلى تعزيز سيادة روسيا وزيادة قدرتها الدفاعية، بالإضافة إلى الدعوة إلى تطوير الاقتصاد الوطني على النسق الليبرالي الديمقراطي والسوق المفتوح التنافسي، ويشجه على زيادة الاستثمار والابتكار وتطوير الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني.
وشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية أربع مرات، وحصد فيها المركز الأول بعدد النواب منذ عام 2003 وحصل خلال انتخابات 2016 البرلمانية على 344 نائباً.
الحزب الشيوعي الروسي
يُعدّ الحزب الشيوعي الروسي من أكبر الأحزاب البرلمانية المعارضة للحزب الحاكم، وتأسس عام 1993 بعد سقوط الحزب الشيوعي السوفياتي، ويرأسه غينادي زيوغانوف، ويقوم الحزب اليساري على المبادئ والتعاليم الماركسية اللينينية ويحمل شعار بناء "الاشتراكية المتجددة" في روسيا.
ويدعو الحزب الشيوعي إلى إنشاء "مجتمع العدالة الاجتماعية" على أساس مبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية الحقيقية على أن تكون السلطة للشعب العامل، كما يدعو الحزب إلى تأميم الموارد الطبيعية والقطاعات الاستراتيجية للاقتصاد، وتطوير إنتاج التكنولوجيا الفائقة، وخلق الظروف لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتعزيز سيطرة الدولة على أسعار السلع الأساسية والثانوية المجانية وتطوير التعليم والرعاية الصحية العامة.
وشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية منذ نشوء دولة روسيا وحصد فيها المركز الثاني بعدد النواب، حيث حصل خلال انتخابات 2016 البرلمانية 42 نائباً.
يدخل الحزب الشيوعي الروسي الانتخابات البرلمانية هذا العام بوجوه مألوفة مع تغييرات طفيفة تحمل زخماً شبابياً بارزاً لا سيما في المقاطعات الروسية البعيدة عن المركز أي العاصمة، حيث يتصدر النائب الشيوعي عن مقاطعة ساراتوف والمدون نيقولاي بوندارينكو المشهد من خلال معارضته لسياسات الحزب الحاكم عبر نقله لكل الأحداث من خلال قناته على "اليوتيوب"، واستطاع بوندارينكو من إثبات نفسه شعبياً في منطقته وبات وجهاً محبوباً عند عامة الناس وذلك لأعماله وقراراته السياسية المعتمدة وخطابه القريب من الناس.
هذا الأمر دفع "حزب روسيا الموحدة" إلى تفعيل المواجهة ضده من خلال ترشيح رئيس مجلس النواب الروسي فيتشسلاف فولودين في المنطقة ذاتها لمحاولة الفوز بالمقعد الذي قد يكون من حظوظ الشيوعي المعارض.
كما يحاول الحزب الشيوعي اللعب على تناقضات الحزب الحاكم، خصوصاً مع رفع شعار حق الناس بتقرير مصير عملهم وما يتعلق بالإجراءات المتخذة بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، وانتقاد المجتمع للوضع الاجتماعي والاقتصادي المتبع من قبل الحكومة خلال السنوات الأخيرة.
الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي
يُعدّ الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي من أقدم الأحزاب الروسية، حيث تم تأسيسه عام 1990 باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي للاتحاد السوفيتي، وفي 12 أبريل/نيسان 1991، أصبح ثاني حزب مسجل رسمياً في الاتحاد السوفييتي بعد الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي، ويترأس الحزب منذ تأسيسه النائب فلاديمير جيرينوفسكي.
ويقوم الحزب الليبرالي الديمقراطي على الأفكار الليبرالية، حيث يدعو إلى تعزيز الأفكار الوطنية وينادي بـ"استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى"، كما يدعو إلى الانتقال من نظام فيدرالي إلى نظام رئاسي موحد، مقترحاً توسيع صلاحيات الحكومات المحلية، كما ينادي بتعزيز دور الدولة في إدارة الاقتصاد وإعادة "كل رؤوس الأموال المصدرة بشكل غير قانوني" إلى روسيا. كما يعلن عن ضرورة حماية اللغة الروسية وتشديد سياسات الهجرة.
وشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية منذ نشوء دولة روسيا وحصد فيها المركز الثالث بعدد النواب، حاصلاً خلال انتخابات 2016 البرلمانية على 39 نائباً.
ودخل الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي في أزمة سياسية، وذلك بسبب غياب التجديد التنظيمي وانعدام الروح الشبابية، خصوصاً أنّ النائب جيرينوفسكي يسيطر على مفاصل الحزب الأساسية ويعتبر الوجه الإعلامي والإعلاني له دون وجود آخرين، ما يضع الحزب في أزمة وجود في السنوات المقبلة.
ويسعى الحزب إلى الحفاظ على مكانته في البرلمان من خلال بعض الوجوه المعروفة في البلاد، حيث أكد عبر حملاته الانتخابية أنّ هدفه البقاء ضمن الأحزاب البرلمانية الأربعة لمواجهة الخطر الغربي وتعزيز الروح الوطنية الروسية في المجتمع.
حزب روسيا العادلة والوطنيون من أجل الحقيقة
يدخل "حزب روسيا العادلة والوطنيون من أجل الحقيقة" الانتخابات البرلمانية الروسية بزخم جديد، وذلك بعد مؤتمر سياسي أدى إلى اندماج حزبي بين روسيا العادلة من جهة والوطنيون من أجل الحقيقة من جهة أخرى، نظراً للشعارات والمبادئ المشتركة التي تجمع الحزبين.
ويرأس الحزب النائب سيرغي ميرونوف ونائباه عن الحزب المدمج زاخار بريليبين وغينادي سيميغين. ويقوم هذا الحزب على المبادئ الاشتراكية الحديثة للعالم تحت شعار العدالة والحرية والتضامن، حيث يدعو إلى قيام استراتيجية حكومية تسهم بالتنمية الاقتصادية على مبدأ للأولويات الاجتماعية، وينادي بفرض ضرائب نسبية على الملكيات الخاصة وتوفير الرقابة العامة على احتكارات الشركات الخاصة والعامة.
وشارك الحزب في الانتخابات البرلمانية لأول مرة منذ عام 2007، وهو الحزب الرابع من حيث عدد النواب في مجلس النواب الروسي (الدوما) حصل خلال انتخابات 2016 البرلمانية على 23 نائباً.
يحاول هذا الحزب بعد الاندماج السياسي فرض واقع جديد على الخريطة السياسية الروسية، لكن غياب الوجوه الشابة والكفاءات تضع الحزب في مأزق التراجع البرلماني خصوصاً خلال الانتخابات البرلمانية الحالية.
الأحزاب الروسية الصغرى وحظوظها وأهدافها
ينصّ الدستور الروسي المتعلق بالانتخابات البرلمانية على شروط معينة لدخول البرلمان، يتوجب على الأحزاب التي تريد دخول الدوما (مجلس النواب) عبور نسبة 5% من الأصوات للحصول على المقاعد، كما تحاول بعض الأحزاب الصغرى من خلال هذا الاستحقاق الانتخابي على الحصول على نسبة 3% من الأصوات التي تضمن التمويل والدعم الحكومي للتنظيم أو الحزب حتى خارج القبة البرلمانية.
أما الأحزاب الروسية الأخرى المشاركة في الانتخابات هي: حزب الخضر، ونوفيي ليودي (ناس جدد)، ويابلوكو، وحزب التنمية، وحزب الحرية والعدالة الروسي، وشيوعيو روسيا، والمنبر المدني، والبديل الأخضر، وحزب المتقاعدين، وحزب الوطن.