مركز أبحاث أميركي: التقارب السعودي السوري فوز للدبلوماسية الروسية

معهد "ستيمسون" الأميركي يشير إلى معرفة الرياض بأن الجهود لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد قد فشلت، ويلمّح إلى أن واشنطن قد ترى أن من المفيد أن تكون الدول العربية على علاقة إيجابية مع دمشق.

  • ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (أرشيف).
    ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (أرشيف).

نشر معهد "ستيمسون" الأميركي للأبحاث تقريراً رأى فيه أن "التقارب السعودي السوري علامة جديدة على التحوط السعودي وفوز للدبلوماسية الروسية"، مشيراً إلى أنَّ "الاتفاق السعودي السوري في موسكو يمثل فوزاً كبيراً للسياسة الخارجية الروسية بعد أسابيع فقط من توسط الصين في اتفاق مماثل بين السعودية وإيران".

وأكّد المعهد أن "الحديث عن تخطيط السعودية لإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع سوريا جاء في أعقاب الإعلان عن صفقة بوساطة صينية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران"، ورأى أن "بالإمكان النظر إلى هذا التطور ضمن سياق دبلوماسية الكوارث الطبيعية، وكذلك زيادة التحوط السعودي بعيداً من الاعتماد على الولايات المتحدة".

من جهتها، تدرك الرياض، بحسب "ستيمسون"، أن "الجهود لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد فشلت، بيد أنّ الظروف الاقتصادية في سوريا تعطي السعودية سبباً للاعتقاد بأن لديها فرصة للاستفادة من مواردها في دمشق".

وعند تقييم حسابات السعودية تجاه الأسد، يقول التقرير إن العامل الروسي مهم أيضاً، "فمنذ دخول روسيا إلى سوريا في 2015 كان أحد أهداف الكرملين إقناع أعضاء مجلس التعاون الخليجي بالتعامل مع الواقع المستمر في سوريا. وبناء عليه، عُقدت مباحثات أخيرة لتطبيع العلاقات السعودية السورية في موسكو.

ولم يُخفِ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغبته في جعل المملكة أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، وفق التقرير، إذ إنَّ "تعزيز العلاقات مع خصوم واشنطن، وعلى رأسهم روسيا والصين، يخدم هذا الغرض".

وأضاف: "كما أن التقارب السعودي مع سوريا من شأنه أن يقرب الرياض من الكرملين بصفتهما زعيماً (أوبك+)".

ويدعو التقرير القيادة السعودية إلى أن "تدرس كيف يمكن للتقارب مع الأسد أن يؤثر سلباً في شراكتها مع واشنطن"، ويوضح "أن إعادة فتح بعثة دبلوماسية في دمشق وإعادة سفير سعودي إلى سوريا لن يشكل انتهاكاً لعقوبات قيصر المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة، لكن دعم إعادة الإعمار في سوريا في غياب اتفاق سياسي مع المعارضة السورية سيكون كذلك".

كذلك، يرى المعهد الأميركي أن "الرياض قد تستمر في المضي قدماً بحذر بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الرئيس الأسد لتجنب مشاكل جديدة في واشنطن. ومع ذلك، اعتماداً على كيفية تطور علاقة السعودية بإيران، وما إذا كان وقف إطلاق النار في اليمن سارياً، قد تجد المملكة نفسها أقل حاجة إلى ضمانات أمنية أميركية مما كانت عليه في الماضي، عندما كانت التوترات بين الرياض وطهران عالية جداً".

اقرأ أيضاً: سوريا والسعودية.. أي أفق للتقارب؟

اخترنا لك