محاولة توحيد مرشحي اليسار الفرنسي في الانتخابات الرئاسية تفشل مجدداً
اقتراح مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي توحيد مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية لا يحظى بالقبول في صفوف بقية المرشحين، فيما يواجه الحزب الاشتراكي صعوبات كثيرة.
من جديد تسقط محاولة توحيد مرشحي اليسار الفرنسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بهدف خوضها بمرشّحٍ مشتركٍ، إذ لم يحظَ اقتراح مرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، لإقامة مسابقةٍ في ساحة اليسار لتسمية مرشح مشترك، بالصدى المتوقع.
ولا تعطي استطلاعات الرأي هيدالغو موقعاً منافساً في الدورة الأولى للانتخابات، ويعترف حزبها بصعوباتٍ كثيرةً للملمة الحزب بعد هزيمته المدوية في الانتخابات السابقة عام 2017.
وتريد هيدالغو إخراج ما وصفته بـ"اليسار المنكسر" من اليأس في الانتخابات الرئاسية، لكنَّ دعوتها إلى انتخاباتٍ تمهيديةٍ لم تحظَ بردودٍ إيجابيةٍ، باستثناء المرشح أرنو مونتبورغ الذي عبّر عن استعداده لتقديم ترشيحه لاتحاد اليسار.
المشهد كاملاً
بالنسبة إلى الرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند، فإنَّ إمكان تقديم مرشحٍ مشتركٍ في الانتخابات الرئاسية "تكون منطقية فقط إذا كان هناك مشروعٌ مشتركٌ، وإذا كان جميع المرشحين الذين ينسحبون من أجل الشخصية التي يمكن أن تجمعهم معاً متّفقون على الاقتراحات نفسها المفاهيم ونفسها"، وأضاف هولاند بأسف "نحن نعلم أن الأمر ليس كذلك" .
وقال الرئيس السابق: "لا أعتقد أنَّه سيكون من الممكن الحصول على ترشيحٍ مشتركٍ من اليسار بأكمله، ولا أعتقد أن السيد جان لوك ميلانشون يريد المشاركة في هذه العملية".
وفي أوساط المرشح الشيوعي فابيان روسيل، فإن "الانتخابات التمهيدية تجعل من الممكن فقط حل مشكلة الاختيار. لكن مشكلة اليسار اليوم هي أنه لم يعد يخاطب الطبقات الشعبية".
من جانب أنصار جان لوك ميلانشون، بالكاد يوجد المزيد من الحماسة. القيادي في "فرنسا غير الخاضعة" إريك كوكوريل، أوضح أن الاتحاد يكون "وراء برنامج وليس وراء هذا النوع من الأشياء التي ستظهر للجميع كملاذ لإخفاء صعوبة الحملة"، في إشارة إلى المرشحة آن هيدالغو.
وعلى الرغم من موجة الرفض، لم ييأس السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، وقال: "أفهم أنه في الاستجابة الفورية التي سيتم تأمينها، يحاول كل جهاز مقاومة ما يعتقد أنه فخ"، مناشداً بذلك الفطرة السليمة للمرشحين.
وتابع: "لقد مرّت شهور وشهور، كان الجميع يأمل أن يحدث شيءٌ ما في هذه الانتخابات الرئاسية، وأن يتولّى شخصٌ ما القيادة ويفرض نفسه على الآخرين".
وتعتبر الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها في نيسان/أبريل من العام المقبل، الأكثر انقساماً في تاريخ البلاد، حيث إن ما يميّز الإعداد للمعركة الانتخابية هو الانقسام والتناقضات في محوري اليمين واليسار على حدّ سواء.