مجلّة أميركية: البُلهاء في البلاد يقتلون القرن الأميركي.. والخصوم يتفوقون
مجلة "رولينغ ستون" الأميركية تؤكد أنّ القرن الأميركي يقترب من نهايته، مع تفوّق الخصوم الخارجيين على الولايات المتحدة في المواجهات الاستراتيجية الحاسمة في مختلف أنحاء العالم، بالتزامن مع تدمير المتطرفين الداخليين للقيادة الأميركية.
قالت مجلّة "رولينغ ستون" الأميركية إنّ الولايات المتحدة الأميركية تبدو "أضعف من أيّ وقتٍ مضى"، بعد عقودٍ من الفشل في السياسة الخارجية، ومن الهزائم الاستراتيجية التي مُنيت بها، مؤكدةً أنّ أعداءها يدركون هذا الواقع.
وفي مقالٍ بعنوان "البلهاء الأميركيون يقتلون القرن الأميركي"، نشرتها، اليوم السبت، أكدت المجلة أنّ القرن الأميركي يقترب من نهايته، مع تفوّق الخصوم الخارجيين على الولايات المتحدة في المواجهات الاستراتيجية الحاسمة، في مختلف أنحاء العالم، بالتزامن مع تدمير المتطرفين الداخليين للقيادة الأميركية.
وبحسب المجلّة، سواء كان الغرض من القوة الأميركية فرض نظام دولي يدافع عن حقوق الإنسان، كما يقول المسؤولون الأميركيون، أو بناء إمبراطورية جشعة، كما يقول أعداء الولايات المتحدة، فإنّ واشنطن غير قادرة على القيام بأي منهما، بصورة فعّالة.
وقالت "رولينغ ستون" إنّه يكفي، من أجل إدراك ذلك، مشاهدة الطائرات المحمّلة بالأفغان الفارّين وهي تقلع من كابول في صيف عام 2021.
ونقلت المجلّة عن أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد، إيان موريس، قوله "إنّ انهيار النظام العالمي، الذي تقوده الولايات المتحدة، هو السبب فيما نراه". ودعا إلى عدم التفاجؤ برؤية الناس أكثر استعداداً لتحدّي القوة العظمى مع التراجع النسبي في الموقف الأميركي عالمياً.
تحالف خصوم الولايات المتحدة.. "فسيفساء من المصالح المتداخلة"
وتوقفت "رولينغ ستون" عند فشل الولايات المتحدة في تحقيق هدفها الاستراتيجي، المتمثل باحتواء إيران، مشيرةً إلى أنّ نفوذ طهران في ذروته بعد 30 عاماً من التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.
وركّزت المجلة على أهمية تعاون إيران وروسيا من أجل تحدّي التفوّق العسكري الأميركي، واندماجهما مع الصين وكوريا الشمالية في تحالف يشكّل "فسيفساء من المصالح الاستراتيجية المتداخلة"، بالإضافة إلى دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الصراع في غزة، من خلال دعوته الفصائل الفلسطينية، وبينها حركة حماس، إلى اجتماع في موسكو.
وعلقت "رولينغ ستون" على ما سمّته مهارة الجيش الأميركي في العثور على الأهداف ذات القيمة العالية واستهدافها في العراق، وقالت إنّ واشنطن "لم تطوّر أبداً استراتيجية لا تعتمد على استخدام المتفجرات لحل المشكلات المعقدة"، وإنّ عدم إتقان الديناميكيات السياسية ترك الباب مفتوحاً أمام الآخرين، الذين يعملون وفق جداول زمنية أطول، من أجل تحقيق أهداف ملموسة.
ورأت المجلة أنّ الصدمة المتأتية من انعدام الكفاءة في "الحرب على الإرهاب"، في عهد جورج دبليو بوش،كانت سبباً في سلوك مسار يتأرجح بين فك الارتباط الاستراتيجي الكامل والتدخل العنيف، لكن واشنطن لم تتخلَّ قطُّ عن ميلها إلى الحرب.
وفي السياق ذاته، وضعت المجلة إعطاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، الضوء الأخضر لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للانغماس في التعطش إلى الدماء على النحو نفسه الذي تبنته الولايات المتحدة بعد تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر.
وخلصت المجلة إلى حقيقة وصفتها بـ "غير المريحة"، ومفادها أنّ السياسة الأميركية في المنطقة عبارة عن قائمة مرجعية من الإخفاقات.