مجلة أميركية: كيف تغذّي الاستخبارات والشركات الأميركية آلة القتل الإسرائيلية في غزة؟

مجلّة "the nation" الأميركية تورد تفاصيل عن الدعم الأميركي الذي تحصل عليه الوحدة "8200" الإسرائيلية المتخصصة في الحرب السيبرانية، والذي يشتمل على معلومات استخبارية من وكالة الأمن القومي، وبرامج ذكاء اصطناعي من شركات أميركية لاستخدام هذه المعلومات.

  • من موقع استهداف موظفي
    من موقع استهداف موظفي "المطبخ المركزي العالمي" بغارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (وكالات)

أكدت مجلة "the nation" الأميركية أن استهداف ثلاث مركبات تابعة لـ"المطبخ المركزي العالمي"، أثناء مغادرتها مستودعاً في دير البلح، كان دقيقاً، وكان "يهدف إلى ضمان عدم وصول الطعام أبداً إلى أولئك الذين يموتون جوعاً".

وشبهت المجلة إعلان "إسرائيل" أن الغارة كانت عن طريق الخطأ، بالقتل "الخطأ" لنحو 200 من عمال الإغاثة الآخرين في القطاع في غضون أشهر فقط، لافتةً إلى أن العدد يفوق عدد جميع عمال الإغاثة الذين قُتلوا في جميع الحروب في بقية أنحاء العالم على مدار الثلاثين عاماً الماضية مجتمعة، وفقاً لقاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة.

وشككت المجلة في الرواية الإسرائيلية، مؤكدةً صعوبة فهم حصول مثل هذه "الأخطاء" الفظيعة، في ظل الكم الهائل من أجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة للاستهداف، المقدمة إلى "الجيش" الإسرائيلي، وبعضها من قبل شركة أميركية واحدة هي "Palantir Technologies".

وفي هذا الإطار، تحدثت المجلة بالتفصيل عن الوحدة "8200" المتخصصة في التنصت وفك الشيفرات والحرب السيبرانية، بوصفها المعادل الإسرائيلي لوكالة الأمن القومي الأميركية.

وقالت المجلة إن أحدث  المنظومات وأهمها في مقر الوحدة "8200"، الذي يقع في مستوطنة "رامات هشارون" في "غوش دان"، عند مفترق مستوطنة "جليلوت"، هو مركز علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والذي، وفقاً لمتحدث باسمه، كان مسؤولاً عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي "غيّرت بالكامل مفهوم الأهداف في الجيش الإسرائيلي".

وأشارت المجلة إلى أنّ الأرض التي أُنشِئ عليها مقر الوحدة كانت قبل أكثر من سبعين عاماً تابعة لقرية إجليل الفلسطينية،التي قُتل سكانها أو أجبروا على ترك منازلهم أثناء النكبة عام 1948.

وأوضحت المجلة أن مقر الوحدة المذكورة هو جزء من معسكر "موشيه دايان"، القاعدة العسكرية الأكثر سرية في كيان الاحتلال، والتي يتم فيها اليوم تدريب الجنود وعناصر الاستخبارات على "القصف وإطلاق النار وتجويع أحفاد الفلسطينيين الذين أُجبِروا منذ عقود على العيش في ظروف بائسة في غزة".

وبالعودة إلى شركة "Palantir Technologies" الأميركية، أكدت المجلة أنها تعدّ واحدة من أكثر شركات استخراج البيانات تقدماً في العالم، مشيرةً إلى أنّ لها علاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وأنّ عملها هو تزويد "الجيش" الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات بقدرات استهداف متقدمة وقوية.

وأشارت المجلة أيضاً إلى أنّ منصة الذكاء الاصطناعي التي تستخدم مجموعة من التقارير الاستخبارية السرية لاتخاذ قرارات حياة أو موت بشأن الأهداف التي سيتتم مهاجمتها، هي جزء من المشروع الذي باعته الشركة لوزارة الأمن الإسرائيلية.

وتابعت المجلة موضحةً أنّ البيانات التي تحتاجها آلات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، هي عبارة عن تقارير استخبارية عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كانت "وكالة الأمن القومي الأميركية" لعقودٍ من الزمن هي المصدر الرئيسي والسري للغاية لها بالنسبة إلى "إسرائيل"، وفقاً للوثائق التي نشرها إدوارد سنودن.

وأشارت المجلة إلى أن الوحدة "8200" تستمرّ، مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة، في استخدام المعلومات المهمة الآتية من وكالة الأمن القومي، لاستهداف عشرات الآلاف من الفلسطينيين، باستخدام قنابل تزن 2000 رطل، وأسلحة أخرى مقدّمة من الولايات المتحدة نفسها.

وتعمل الشركة حالياً، بحسب المجلة، على تطوير نظام استهداف للذكاء الاصطناعي أكثر قوةً، يُسمّى "TITAN" (يُشار إليه بـ"عقدة الوصول إلى استهداف الذكاء التكتيكي").

ووفقاً للشركة، فإن "TITAN" هي "محطة أرضية للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من الجيل التالي ممكّنة بواسطة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمعالجة البيانات الواردة من الطبقات الفضائية، والارتفاعات العالية، والطبقات الجوية والأرضية".

وعلى الرغم من أن المحطة المذكورة مصمّمة للاستخدام من قبل الجيش الأميركي، فمن الممكن أن تتمكن الشركة من اختبار نماذج أولية ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: ما هي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي قتلت "إسرائيل" 7 من موظفيها في غزة؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك