ما العقبات التي تعترض طريق واشنطن لبناء أسطول من الطائرات المسيرة؟

تترك أسواق الطائرات النفاثة والتاكسي الجوي المزدهرة نقصاً في قطع الغيار والعمالة الماهرة، ما يتسبب بأزمة إنتاج، في ظل نهم البنتاغون لإنتاج وشراء آلاف الطائرات المسيرة خلال فترة قصيرة.

  • وول ستريت جورنال: عقبات تعرقل خطة البنتاغون شراء آلاف الطائرات المسيّرة
    الطائرة الأميركية المسيّرة "كاتروس إكس كيو" من انتاج شركة كاتروس للصناعات الدفاعية والأمنية في الولايات المتحدة 

يسعى البنتاغون للحصول على آلاف الطائرات المسيّرة على مدار العامين المقبلين، إلا أن صنع الطائرات المسيّرة في وقت قليل وبتكلفة زهيدة هو تحدٍ من نوع آخر.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن الإنتاج الضخم للطائرات من دون طيار، سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، يُعدّ أمر بالغ الأهمية لخطة البنتاغون لبناء مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخائر لردع الصين، التي تصفها وزارة الدفاع بأنها المنافس الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة.

ومن أجل ذلك، اقترح البنتاغون إنتاج نوعين أساسيين للطائرات المسيّرة في برنامجين مختلفين؛ البرنامج الأول يعتمد على إنتاج طائرات مسيرة تستخدم لمرة واحدة فقط، وتكون تكلفتها زهيدة.

أما البرنامج الثاني، فيقترح إنتاج طائرات أكبر حجماً، بتكلفة أعلى، لتستخدم عدة مرات، مثل المسيّرات العادية، إلا أن خطة البنتاغون تواجه عقبة الطلب المتزايد في سوق الطيران التجاري الذي ترك نقصاً واضحاً في العمالة الماهرة والمواد الخام وأجزاء مثل الإلكترونيات المتقدمة وأجهزة التثبيت.

ويريد البنتاغون شراء آلاف الطائرات المسيّرة الرخيصة في أقل من 18 شهراً، وما يصل إلى 2000 طائرة مسيّرة من الحجم الأكبر.

ويهدف برنامج "ريبليكاتور" الذي تدعمه نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس لإنتاج أسطول ضخم من الطائرات المسيّرة، الجوية والبرية والبحرية، التي يمكن نشرها بالآلاف، إلا أن الواقع على الأرض مختلف، فقد أنتج أحد الموردين الأساسيين للطائرات المسيّرة في الولايات المتحدة، "شيلد أي آي"، 38 طائرة فقط خلال العام الماضي.

وقالت شركة أوليفر وايمان، وهي شركة استشارية، في تقرير حديث، "إن الأحجام والأنواع المقصودة من طائرات برنامج "ريبليكاتور" ستتطلب قدرة إنتاجية ومرونة لا توجد عادة في القاعدة الصناعية الدفاعية".

ولتصنيع أسلحة بشكل أسرع وأرخص، وبكميات أكبر من أي وقت مضى، يتطلع البنتاغون إلى ما هو أبعد من مقاولي الدفاع الرئيسيين إلى شركات أصغر مدعومة في كثير من الأحيان برأس المال الاستثماري.

ولم يكشف البنتاغون عن التكلفة التي يتوقعها للطائرات المسيّرة، لكنه يقول إنه سيكون جزءاً صغيراً من سعر الطائرات المأهولة التي تتراوح بين 40 مليوناً و100 مليون دولار.

ويشعر المصنعون بالقلق من أن برنامج الطائرات المسيّرة التابع للبنتاغون لا يتضمن تمويلات جديدة.

من جهة أخرى، يمثل صانعو مسيرات "التاكسي الجوي" الناشئون تحدياً آخر، إذ يتنافس ما يقارب 12 شركة على تطوير مركبات تعمل بالمروحيات يمكنها الإقلاع والهبوط مثل الطائرات المروحية (العمودية)، ما قد يؤدي إلى تقليل أوقات الرحلات في مدينة نيويورك ولوس أنجلوس وغيرها من المناطق الحضرية الكبرى.

يجري ذلك بالتزامن مع إعلان إحدى أكبر الشركات المصنعة لسيارات الأجرة الجوية، الأسبوع الماضي، عن خطط لإنشاء مصنع في مدينة دايتون في ولاية أوهايو الأميركية، من شأنه أن يوظف ما يصل إلى 2000 عامل قرب قاعدة رايت باترسون الجوية.

وتشكو صناعة المسيرات الأميركية، مقابل نظيراتها في الدول التي طوّرت أساطيل من المسيرات كالصين وإيران وروسيا، من ارتفاع التكلفة والاعتماد على التكنولوجيا بشكل مكثف، ما يصعّب عملية إنتاج كميات كبيرة منها.

بطبيعة الحال، ستتنافس هذه الأنواع من الشركات على الموارد والخبرات والطاقات البشرية نفسها، في ما يبدو أنه سيكون سباقاً بعيد المدى في إنتاج المسيرات على أنواعها، سيفتح الباب لشكل جديد من الحروب مختلف تماماً عن الحروب التقليدية، لا سيما مع ما شهدته وتشهده الحرب في أوكرانيا من استخدام للمسيرات، ما أثّر بشكل كبير في مجريات الحرب وتفاصيلها ومساراتها المتوقعة.

اقرأ أيضاً: "الناتو": أوكرانيا تعاني المسيّرات الروسية.. والتصدي لها مسألة معقّدة

اخترنا لك