ماكرون يصف اليمين المتطرف بـ"العدو".. مواجهة لوبان أولوية
وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليمين المتطرف بـ"العدو"، ولذلك خاطب ماكرون الناخبين لمساعدته في هزيمته، قائلاً إنّ الوقت لم يعد ملائماً للانقسام أو الاضطراب.
لم يعد المرشح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهتم لأي تهديد ومنافسة إلا لليمين المتطرف ممثلاً بالمرشحة مارين لوبان. في خطاباته لم يذكر غير اليمين المتطرف كخطر يهدد الجمهورية وقيم فرنسا. وفي خطابه الأخير أخرج ماكرون كل خوفه من مارين لوبن من خلال مصطلحات الإدانة لليمين المتطرف.
وصف ماكرون اليمين المتطرف بـ"العدو"، ولذلك خاطب ماكرون الناخبين لمساعدته في هزيمته، قائلاً إنّ الوقت لم يعد ملائماً للانقسام أو الاضطراب.
قبل أقل من أسبوع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 نيسان/ أبريل، حان وقت الوحدة التي حاول إيمانويل ماكرون ربطها خلال لقائه بالأنصار في مدينة "نانتير" لتجميع "قوة هادئة ضد أولئك الذين يحاولون زرع سم الانقسام، والتفتيت، وتقسيم المواطنين".
المراقبون لاحظوا أنّ ماكرون مثل الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران الذي دعا، في فجر إعادة انتخابه في عام 1988، إلى إعادة تعبئة اليسار في مواجهة "العشائر" و"العصابات" و"الفصائل"، مثل شارل ديغول أيضاً الذي، في عام 1965، نبّه المواطنين إلى "انهيار" الجمهورية إذا لم يعاد تعيينه، فإنّ رئيس الدولة هو الضامن الأفضل لقيم فرنسا "العالمية"، و "الأخوية" والعلمانية، في وجه من يبوح "بالقذارة" الأكاذيب "و" النظريات المقززة".
حتى قبل تجاوز عقبة الجولة الأولى، يخطط إيمانويل ماكرون للجولة الثانية، والتي قد تضعه، وفقاً لاستطلاعات الرأي، أمام مارين لوبان، ممثلة التجمع الوطني.
بعد الدخول الشاق في الحملة الانتخابية لماكرون الذي يعاني من تداعيات إجراءات غير شعبية يتبناها، مثل التحول في سن التقاعد إلى 65، وأحياناً قاسية، ومثل المتطلبات المقابلة للحصول على دخل من التضامن النشط، وفي مواجهة التآكل التدريجي والمستمر لرصيد الرئيس المنتهية ولايته، بالتزامن مع الزخم الذي سجلته المرشحة اليمينية المتطرفة، يحتاج إيمانويل ماكرون إلى حشد جمهور ناخبي يسار الوسط. إنه يريد إعادتهم إلى المسار الصحيح، لكن هذا هو التحدي الأكثر صعوبة مما كان عليه في عام 2017، كما يلاحظ فريديريك دابي، مدير الرأي العام لمعهد الاقتراع "إيفوب" IFOP.
الفجوة تضيق بين الخصمين المحتملين في الجولة الثانية، لدرجة توحي بفوز مارين لوبان، وللعثور على الزخم الذي يفتقر إليه، حاول إيمانويل ماكرون أولاً إرضاء صورته. لعب على التعاطف لمناقضة أولئك الذين يتهمونه بالغطرسة ويقولون إنه بعيد عن هموم الفرنسيين، وأوضح أنّ "الاستياء محرك رهيب للتطرف".
بينما نصِّبت مارين لوبان نفسها كمرشحة للقوة الشرائية، الشاغل الأول للفرنسيين، فقد حاول استعادة هذا الاحتكار منها، مخاطباً هؤلاء "الفرنسيين الذين يعملون و يرون رواتبهم بالكامل تذهب لملأ سياراتهم بالوقود والفواتير والإيجار، ويتخلون أخيراً عن تقديم هدية لأطفالهم". وقال إنه "من غير العدل" تقديم تفاصيل أفضل عن الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل للتعامل مع ارتفاع أسعار الوقود والطاقة، مستذكراً خطته لوضع "علاوة على القوة الشرائية" تصل إلى 6000 يورو، ووعد أيضاً بـ 550 يورو إضافية على مستوى الحد الأدنى للأجور للعاملين لحسابهم الخاص.
بعد افتراض إعادة فرنسا إلى العمل، حتى لو كان ذلك يعني تبني نظرية نيكولا ساركوزي "العمل أكثر لكسب المزيد"، ندد ماكرون "بالعالم المجنون حيث لا تزال المليارات تذهب في كثير من الأحيان إلى المليارات" ويشدد على التدابير الاجتماعية، مثل التضامن عند المنبع أو محاربة الصحاري الطبية. كل ذلك أثناء محاولته تصحيح ملاحظاته المؤسفة التي أدلى بها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في 17 آذار/ مارس حول المعلمين، الذين، وفقاً له، "اختفوا" أحياناً خلال وباء كورونا، ومحاولة معالجة فضيحة قضية ماكنزي الشركة الاستشارية الأميركية التي استخدمتها الحكومة على نطاق واسع ووجهت لها إتهمامات بالتهرب الضريب وجني أرباح خيالية.
كراهية تافهة
لإعادة تعبئة القوات ضد اليمين المتطرف الذي لم يعد مخيفاً، حاول إيمانويل ماكرون "إعادة تعريف" المرشحة لوبان، مشدداً على أن "خطر التطرف اليوم أكبر لأنه منذ عدة أشهر، وعدة سنوات، أصبحت الكراهية والحقائق البديلة أمراً شائعاً في النقاش العام".
رئيس الدولة يسعى جاهداً لنبش ماضي اليمين المتطرف الذي يغذيه كره الأجانب ومعاداة الديغولية لإثبات أنّ ابنة جان ماري لوبان أقل رعباً لأنها تخفي نفسها خلق القناع، وتولى ذلك الناطق بإسم الحكومة غابرييل أتال في مقابلة مع جورنال دو ديمانش في 3 نيسان/ أبريل بقوله: "تتقدم مارين لوبان متخفية وراء صديقها إريك زمور ، ووعدت بكل شيء للجميع".
رداً على سؤال لفرانس إنتر، اليوم الإثنين، اعترف رئيس الدولة بأنه "لم ينجح" في "إبطال" التطرف كما وعد في عام 2017 وقال "أولئك الذين يلعبون بمخاوف يصعدون". وتابع: "ما يهمني هو مواصلة القتال. أريد أيضاً أن أفعل ذلك في هذه الحملة، أي الذهاب وإقناع الأشخاص الذين، اليوم، يغريهم التطرف لشرح سبب عدم تقديم المتطرفين الإجابة الصحيحة، تلك المخاوف التي تكون لدى الناس أحياناً شرعية، ولكنها حقيقية الإجابة هي شيء آخر وأحياناً قد تستغرق وقتاً. وكأن معركة الجولة الثانية قد بدأت بالفعل".