ماكرون يبحث عن 5 ملايين يورو لتمويل حملته الانتخابية!
يسعى حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحصول على 5 ملايين يورو لاستكمال ما يقول إنها ميزانية حملته الانتخابية، في حين يؤكد متابعون بأنّ ماكرون لن يبذل الكثير من الجهد للوصول إلى تلك الميزانية.
بغض النظر عن تأخر رئيس الدولة في إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، فقد شرع حزبه بالفعل في البحث عن التبرعات. يستهدف حزب الرئيس ماكرون كلاً من المساهمين الصغار و الكبار، وهؤلاء الأخيرين أكثر تردداً مما كانوا عليه في عام 2017، بحسب تقدير جريدة " لوموند".
في بطاقة أُعدت خصيصاً للحملة، تبرز الأحرف الزرقاء والبيضاء على خلفية حمراء، إلى جانب صورة ظلية إيمانويل ماكرون، وفي الشعار: "خمس سنوات أخرى ( ولاية رئاسية) مع تبرعاتك".
في الأسابيع الأخيرة، أصدر حزب فرنسا إلى الأمام نشرة موجهة إلى رعاته في ضوء الانتخابات الرئاسية لعام 2022 يقول فيها: "لقد كنتم بالفعل 100,000 متبرع في عام 2017، لعام 2022، نحن نعتمد عليكم!".
ويسعى الحزب الرئاسي إلى الحصول على 5 ملايين يورو لاستكمال ما يقول إنها ميزانية حملته الانتخابية، من أصل 22.5 مليون يورو سمحت الدولة بإنفاقها لكل مرشح مؤهل في الجولة الثانية.
بالنسبة إلى حزب الرئيس سيتم تمويل حوالي 10 ملايين يورو من خلال قروض بنكية، و7 ملايين أخرى من رأس مال الحزب الذي يستفيد، مثل جميع الأحزاب السياسية، من التمويل العام المرتبط بنتائجه في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
المطلوب لاستكمال ميزانية الحملة الرئاسية 5 ملايين يورو مفقودة، كما يوضح لوران سانت مارتن، عضو البرلمان من كتلة ماكرون، أمين صندوق جمعية حزب الرئيس لجمع التبرعات: "لم نفرض أبداً أي رسوم على العضوية، فجمع الأموال أمر ضروري".
القضية سياسية أكثر مما تبدو. سواء من حيث العرض فإنّ الحصول على عدد كبير من التبرعات، بما في ذلك التبرعات الرمزية، يمكن أن يظهر ديناميكية لصالح المرشح، كما هو الحال في المنافسة لربط المتبرعين الكبار، هؤلاء المليونيرات أو المليارديرات بأيدٍ سخية. وتلاحظ جريدة "لوموند" أنه في هذه البوتقة من الأثرياء بالتحديد يتنافس حزب فرنسا إلى الأمام بشكل أساسي مع حزب "الجمهوريون" اليميني.
في عام 2016، أعرب نيكولا ساركوزي، الذي كان حينها مرشحاً للانتخابات التمهيدية اليمينية، عن أسفه الشديد أمام أقاربه لدرجة أن صديقه الملياردير الفاخر برنارد أرنو رفض وضع يده في جيبه لدعمه، بينما كان الأخير يتطلع بعينيه إلى ماكرون.
وكان ماكرون، الذي انطلق لغزو السلطة عام 2017 بدون حزب سياسي حقيقي قد جمع 14 مليون يورو من التبرعات لتمويل حملته. مبلغ تم الحصول عليه إلى حد كبير من الرعاة الأثرياء، بمعدل يصل إلى 7500 يورو لكل ثري، وهو الحد الأقصى الذي يسمح به القانون للتبرعات للأحزاب السياسية (هذا السقف هو 4600 يورو للتبرعات لحملة تمويل جمعية المرشح).
المتابعون لتمويل الحملات الانتخابية والقريبون من مصادر المعلومات يؤكدون بأنّ ماكرون لن يبذل الكثير من الجهد للوصول إلى ميزانية الحملة، وليس من العبث وصفه برئيس الأثرياء وهو الذي عقد الكثير من التحالفات والعلاقات المميزة مع أثرياء فرنسا في الداخل والخارج، ورفض بعناد المسّ بثرواتهم تحت شعار أنّ أصحاب الرساميل والشركات الكبيرة هم أساس النهوض الاقتصادي والاستثمارات وتنمية الوظائف ويعتمد اقتصاد فرنسا ورفاه مواطنيها عليهم!
معارضون للرئيس الفرنسي يقولون إن ماكرون في حقيقة الأمر ليس بحاجة إلى تمويل حملته الانتخابية، فقبل إعلان ترشيحه رسمياً وهو الأمر المنتظر قريباً، أمِّن له موقعه عل رأس السلطة كل الإمكانات والوسائط لترويج أفكاره وبرنامجه، مستفيداً من دفتر شيكات الدولة لتوزيع المليارات في مشاريع وخدمات وإعانات وغير ذلك مما تنفقه الدولة، ولا سيما في الأشهر الأخيرة من ولايته. ويعتبر معارضون من اليسار إن ماكرون مزج بين وظيفته كرئيس للدولة ومرشح في الوقت نفسه ما يستوجب المساءلة، الأمر الذي لم يأخذه حزب الرئيس بعين الاعتبار ولم يصدر أي تعليق عليه.