ليبيا: قوات مسلحة تنتشر في محيط مؤسسة النفط
قوات مسلحة تنتشر في مقرّ المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بعد رفض رئيسها مصطفى صنع الله قراراً حكومياً قضى بإقالته.
أفادت وكالة رويترز، اليوم الخميس، بأنّ قوات مسلحة انتشرت في مقرّ المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بعد رفض رئيسها مصطفى صنع الله قراراً حكومياً قضى بإقالته.
وحذّر صنع الله رئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد الدبيبة من المس بـ"مؤسسته"، متجاهلاً أمر إقالته لدى عودته إلى طرابلس بعد أداء فريضة الحج.
وقال صنع الله في خطابٍ تلفزيوني مخاطباً الدبيبة: "حكومتك منتهية ولايتها وليس لها سلطة على المؤسسة، ولا على غيرها".
وكانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية قد قررت، الثلاثاء الماضي، تعيين فرحات بن قدارة مكان صنع الله في رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، ما يُثير المخاوف من جرّ المؤسسة المسؤولة عن إنتاج النفط إلى المواجهة السياسية الطاحنة في البلاد.
كذلك، شكّل رئيس مجلس وزراء حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لجنة لإدارة عملية الانتقال إلى مجلس الإدارة الجديد، بحسب بيان نُشر على موقع وزارة النفط.
لكن بيان المؤسسة الوطنية للنفط وصف صنع الله، بعد عودته من أداء مناسك الحج، بأنّه الرئيس، ولم يُشر إلى قرار إقالته.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل، أغلق أنصار المشير خليفة حفتر المنشآت النفطية الرئيسة، كوسيلة للضغط على حكومة طرابلس وإجبارها على التنحي.
وتسبب الإغلاق بخسارة 600 ألف برميل، أو ما يعادل نصف الإنتاج اليومي، في الوقت الذي كان متوسط إنتاج ليبيا - التي تمتلك أكبر احتياطيات نفط في أفريقيا - 1.2 مليون برميل يومياً.
وخرجت تظاهرات في مطلع تموز/يوليو في جميع أنحاء البلاد ضد تدهور الظروف المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي، وللمطالبة بتجديد الطبقة السياسية، ومن ضمنها الدبيبة وباشاغا. وتمكّن المتظاهرون من دخول برلمان طبرق في شرقي البلاد، قبل أن يُضرموا فيه النيران.
ويسود ليبيا انقسامٌ كبير بوجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس، وجاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف عام، برئاسة عبد الحميد دبيبة، الرافض تسليم السلطة إلّا إلى حكومة منتخَبة. والثانية برئاسة فتحي باشاغا، وعيّنها برلمان طبرق في شباط/فبراير الماضي، ومنحها الثقة في آذار/ مارس، وتتّخذ من سرت في وسط البلاد مقراً موقّتاً لها، بعد منعها من دخول طرابلس.