ليبيا: مؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة في 10 تشرين الأول/أكتوبر
رئيس حكومة الشرق الليبي أسامة سعد حماد يعلن أن حكومته دعت المجتمع الدولي إلى المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار درنة والذي تسعى لتنظيمه في تشرين الأول/أكتوبر.
أعلنت السلطات في شرق ليبيا، اليوم الجمعة، أنها تنظّم في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر "مؤتمراً دولياً" في مدينة درنة التي دمّرتها فيضانات فتّاكة، بهدف إعادة إعمارها.
وأعلن رئيس حكومة الشرق الليبي أسامة سعد حماد في بيان أن الحكومة دعت المجتمع الدولي إلى المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الذي تسعى لتنظيمه الثلاثاء 10 تشرين الأول/أكتوبر في مدينة درنة، وذلك لتقديم الرؤى الحديثة والسريعة لإعادة إعمار المدينة.
وجاء في البيان أن الحكومة دعت لهذا المؤتمر "نزولاً عند رغبة سكان مدينة درنة المنكوبة والمدن والمناطق المتضررة من الإعصار دانيال" في العاشر من أيلول/سبتمبر.
وكشفت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرٍ نشرته الخميس، أنّ أكثر من 43 ألف شخص نزحوا في إثر الفيضانات والسيول المدمّرة التي شهدتها منطقة شرقي ليبيا، والتي تركّزت أضرارها في مدينة درنة.
وكانت السلطات الليبية قد طلبت من سكان درنة عدم استخدام المياه من شبكة التوزيع المحلية، وذلك باعتبار أنّها ملوّثة بسبب تأثير الفيضانات الذي أدّى للخلط بيان مياه الشرب ومياه الصرف الصحي.
كما أعلنت الأمم المتحدة مطلع الأسبوع الجاري، أنّ وكالاتها ولا سيما منظمة الصحة العالمية، تعمل على "منع انتشار أمراض، وتجنّب أزمة ثانية مدمّرة في المنطقة التي ضربتها الفيضانات"، محذّرةً في الوقت نفسه من مخاطر مرتبطة "بالمياه وغياب مستلزمات النظافة الصحية".
وتابع تقرير المنظمة الدولية للهجرة أنّ "الاحتياجات المُلحّة للأشخاص النازحين تشمل المواد الغذائية والمياه العذبة والصحة العقلية وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي".
وعبر قناة الميادين، أعلن رئيس هيئة البحث عن المفقودين في ليبيا، كمال أبو بكر، أنّ الهيئة "تواجه صعوبات في نقل الجثث التي يعثر عليها"، مطالباً بوجوب وضع "خارطة بيانات وراثية لأسر الضحايا لتسهيل عملية التعرّف إلى الجثث".
وفي سياقٍ متصل، أعيد العمل بشبكات الهاتف النقال والإنترنت في مدينة درنة، الأربعاء، وذلك بعد انقطاعٍ دام 24 ساعة، حسبما أعلنت السلطات الليبية.
وكانت شبكة الاتصالات في المنطقة قُطِعت الثلاثاء الماضي، كما طُلب من الصحافيين مغادرة المدينة المنكوبة غداة تظاهرةٍ لسكان درنة للمطالبة بمحاسبة سلطات شرقي البلاد، مُعتبرين أنّها "مسؤولةٌ عن الكارثة في المدينة".
يُشار إلى أنّ عدد سكان مدينة درنة يبلغ قرابة 100 ألف نسمة، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا فيضانات المدينة إلى 11 ألفاً و300 وفاة، وفقاً لحصيلةٍ غير نهائية كانت أعلنتها الأمم المتحدة، فيما قال الهلال الأحمر الليبي إنّ هذه الحصيلة "غير دقيقة"، حيث لا يزال أكثر من 10 آلاف شحص في عداد المفقودين في المدينة المنكوبة، مُشيراً إلى أعداد وفياتٍ أخرى في مدنٍ أخرى أصابتها الكارثة.
مِن جهته، أوضح المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إري كانيكو، أنّه من الصعب الحصول على أرقامٍ دقيقة للضحايا، خصوصاً مع استمرار البحث عن الجثث والناجين، مُشيراً إلى حديث وزير الصحة في حكومة شرقي ليبيا، بأنّ "3283 شخصاً توفوا".
يُذكر أنّ إعصار "دانيال" المدمّر ألحق أضراراً جسيمة بأبرز معالم درنة الأثرية، ومنها موقع "شحات/قورينة" الأثري، الذي أضافته منظمة "اليونيسكو" إلى قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.