"لوموند": بيلاروسيا تهدد بقطع الغاز الطبيعي عن دول أوروبية
صحيفة "لوموند" تقول إن دولاً أوروبية قلقة حيال أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية البولندية، وتدرس فرض عقوبات جديدة على مينسك التي تهدد من جهتها بقطع الغاز الطبيعي عن أوروبا.
تشهد أزمة المهاجرين العالقين على الحدود البولندية البيلاروسية تطورات في الأيام الماضية، وصلت إلى تخوف جهات محلية ودولية من تحولها إلى نزاع مسلح بين الجارين النقيضين.
من جهتها، تعتبر بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، أنَّ بيلاروسيا تستخدم المهاجرين كسلاح في "حرب هجينة" ضد الاتحاد، رداً على العقوبات التي فرضتها بروكسل على مينسك.
أما بيلاروسيا، فاعتبرت أنَّ بولندا، ومن ورائها حلفاؤها الغربيون، يستخدمون أزمة الهجرة ذريعة لتصعيد الموقف في المنطقة، في إطار الكباش السياسي الحاصل بين الدول الغربية وروسيا وحلفائها.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هناك "قلقاً شديداً في بروكسل بعد تدهور الوضع على الحدود مع بيلاروسيا، ووجود ما لا يقل عن 2000 مهاجر محاصر من قبل قوات مينسك".
وأضافت أن "المهاجرين يعيشون هناك في ظروف مزرية، على أمل الوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي عبر بولندا أو ليتوانيا ولاتفيا".
"وردّاً على العقوبات الأوروبية المفروضة على القمع الذي يمارس في البلاد، تنظم مينسك هؤلاء الوافدين إلى أراضيها من سوريين وعراقيين وفلسطينيين ولبنانيين"، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن "بعض القادة الأوروبيين يخشون ما يوصف بالهجوم المختلط على الاتحاد والهجرة كسلاح، ما يمكن أن يؤدي الآن إلى تصعيد عسكري".
وأثارت إستونيا أزمة الهجرة في بيلاروسيا مع فرنسا وأيرلندا في الأمم المتحدة، مساء الخميس، في اجتماع مغلق لمجلس الأمن. وفي نهايته، دان أعضاء المجلس الأوروبيون والأميركيون في إعلان مشترك "استغلال بيلاروسيا المنظم للبشر كأداة لزعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
ويستعدّ الاتحاد الأوروبي في المدى القريب لمجموعة جديدة من العقوبات، وهي الخامسة، ضد بيلاروسيا. ومن المقرر أن يتم التصديق عليها يوم الإثنين 15 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل وزراء الخارجية.
بعد ذلك، سيناقش وزراء الدفاع أيضاً هذه القضية كأولوية، وهي "ليست حرباً، بل أزمة خطرة ومحاولة لعسكرة قضية الهجرة"، كما اعتبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و سياسة الأمن جوزيب بوريل.
وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء 10 تشرين الثاني/ نوفمبر مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الذي يجري زيارة إلى وارسو، قال رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي: "ما نواجهه هنا، ويجب أن نكون واضحين، هو شكل من أشكال إرهاب الدولة".
ورداً على اتهامات الدول الأوروبية، قال الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، أمس الخميس، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية: "إنهم يواصلون تهديدنا.. ماذا لو قطعنا الغاز الطبيعي؟".
ويمر حوالى 35% من الغاز الروسي المستهلك في أوروبا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا الذي يخدم بولندا وألمانيا ودولاً أخرى. ومع ذلك، لم تأخذ بروكسل التهديد على محمل الجد، وتذرعت بالالتزامات الدولية التي كان من الصعب الالتفاف عليها.
وفي وقت لاحق، حاول وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي تهدئة الأمور بالقول إن بلاده "تؤيد حل الأزمة في أسرع وقت ممكن".