لوكاشينكو وميركل يتفقان على بدء مفاوضات حول الهجرة.. وبولندا تنتقد!
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يبحث هاتفياً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إجراء مفاوضات لحل أزمة الهجرة على الحدود البولندية البيلاروسية.
أفادت وسائل إعلام محلية بأن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بحث هاتفياً مع المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنجيلا ميركل، إجراء مفاوضات بين المسؤولين في بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي لحل أزمة الهجرة.
وبحث لوكاشينكو وميركل، اليوم الأربعاء، خلال الاتصال الهاتفي، أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، وتوصلا إلى تفاهم بشأن إجراءات لحل المشاكل القائمة، إضافة إلى بحث مسألة رغبة اللاجئين في الدخول إلى ألمانيا.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، عبر تغريدة في "تويتر"، إن ميركل ولوكاشينكو بحثا "الوضع الصعب عند الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد والأوروبي"، مؤكداً أن البحث تناول "بالذات الدعم الإنساني الضروري للمهاجرين واللاجئين الموجودين هناك حالياً".
وأعرب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الألمانية، هايكو ماس، عن رفضه الواضح لإيواء بلاده لمهاجرين عالقين في بيلاروسيا. وقال في أعقاب مشاورات مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم: "سأدعو إلى إعادة الناس الموجودين هناك إلى أوطانهم".
وأضاف أنه "ينبغي عدم استغلال الناس كأداة سياسية لحاكم بيلاروسيا لوكاشينكو في التضليل من خلال ادّعاءات كاذبة"، مطالباً "بأن تكون هناك حملات توعية في هذا الخصوص، في أوطان هؤلاء الناس".
والجدير ذكره أن ولاية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستنتهي في غضون أيام، بعد أن فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانيّة في ألمانيا، وذلك بحصوله على 25,7% من الأصوات، متقدّماً بفارق ضئيل على حزب ميركل "المحافظين".
بولندا تنتقد إجراء ميركل مكالمة هاتفية مع لوكاشينكو
بدورها، انتقدت بولندا بشدة إجراء ميركل مكالمة هاتفية مباشرة مع لوكاشينكو الذي لا يعتبره الاتحاد الأوروبي "منتخباً شرعياً".
وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، إنه "تعجّب شخصياً من المحادثة مع لوكاشينكو، لأنها تعدّ بطريقة ما قبولاً بانتخابه"، وأضاف: "أفهم الوضع، لكنني أعتقد أنها ليست خطوة جيدة".
كما انتقد زعيم الكتلة البرلمانية لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، ريزارد تيرليكي، خطوة ميركل، وقال في تصريحات إلى محطة "راديو بلاس" الإذاعية: "بهذه الطريقة انكسر التضامن الأوروبي... لكن ينبغي عدم التعجب للغاية من أن أكبر دولة في أوروبا ترعى أهدافها الوطنية الخاصة"، مضيفاً أن "ما يهم ألمانيا هو مصالحها الاقتصادية".
ولا يعترف الاتحاد الأوروبي بلوكاشينكو رئيساً، وذلك على خلفية مزاعم بـ"التزوير" في الانتخابات.
هذا وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين الفائت، مكالمة هاتفية طويلة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في حل النزاع. وتحدث بوتين إلى لوكاشينكو أمس الثلاثاء.
بيلاروسيا تفتح مأوى للمهاجرين في مركز للخدمات اللوجستية
وفي أعقاب هذه الجهود الدبلوماسية لتسوية الخلاف الذي يهدد بأن يتحول إلى صراع عسكري، وحتى كارثة إنسانية أكبر، مع انخفاض درجات الحرارة في الخريف، إلى أقل من الصفر، قدمت بيلاروسيا، اليوم، مأوى للمهاجرين في مركز للخدمات اللوجستية، بالقرب من الحدود البولندية، ما يمثل حلاًّ مؤقتاً.
وقال متحدث باسم الشرطة إن بعض المهاجرين، على الجانب البيلاروسي، عادوا إلى المخيم، الذي كانوا يقيمون فيه في السابق، بينما قضى آخرون الليل في محطة تخليص جمركي حدودية.
واحتدم الوضع مساء أمس الثلاثاء، وظهرت مشاهد من الفوضى، عندما تم إطلاق نفاثات مياه قوية، على المهاجرين، عند معبر "كوزنيكا-بروزجي"، وهو واحد من الأماكن الرئيسية التي يتجمع فيها الناس، أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير شرعي، إلى بولندا.
وأكد الرئيس البيلاروسي، في وقت سابق، أنه يريد تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين على الحدود مع بولندا إلى "مواجهة".
وقال في اجتماع حكومي اليوم الثلاثاء: "لا يمكننا أن ندع هذه المشكلة تؤدي إلى مواجهة ساخنة"، مضيفاً أن "الأمر الرئيسي الآن هو حماية بلدنا وشعبنا وعدم السماح بالاشتباكات".
ويتجمع آلاف المهاجرين من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا على الحدود البيلاروسية البولندية، في الأسابيع الأخيرة، وذلك بهدف الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، عبر الأراضي البولندية.
وقابلت بولندا هذا التصرف بنشر آلاف الجنود عبر حدودها، مع أسلحة ثقيلة وأنظمة دفاع جوي، وهو ما اعتبرته بيلاروسيا تهديداً لأمنها، وزادت بالتالي من وجودها الاستخباري عبر الحدود.
ونصح لوكاشينكو الغرب، الأسبوع الماضي، بالتفكير ملياً قبل أن يهدد بيلاروسيا بعقوبات جديدة وإغلاق الحدود معها، ملوّحاً بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا.