لوكاشينكو يطلب التواصل مع بولندا بشأن التوتر الحدودي المتصاعد بين البلدين
رئيس بيلاروسيا يعلن إصداره تعليمات لرئيس الوزراء بالاتصال بالجارة بولندا، ويعبّر عن ثقته بأنّ العالم سيشهد تغييرات كبيرة خلال العامين المقبلين، ستؤثر في العلاقات مع الغرب.
شدّد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، على وجوب التحدث مع البولنديين، معلناً أنّه أصدر تعليمات لرئيس الوزراء بالاتصال بهم، وذلك بعد تصاعد التوتر الحدودي بين البلدين.
وقال لوكاشينكو: "إذا رغبوا، فلنتحدث و نحسّن العلاقات. نحن جيران".
ورأى لوكاشينكو أنّ البولنديين "بحاجة الآن إلى تصعيد الموقف لإظهار أنّهم سلّحوا وأعادوا تسليح البلاد بصورة صحيحة"، مستبعداً أن يقوموا بأي تغييرات "جوهرية مفيدة لهم ولنا" قبل 15 تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في بولندا.
وتابع: "هم يطلبون منّا الكثير ويطالبوننا، لكن لا يمكننا فعل ذلك، لأنه يتعارض مع مصالحنا".
ولفت رئيس بيلاروسيا إلى أنّ بولندا لا تفاقم الوضع في المنطقة بنفسها، بل تدفعها الولايات المتحدة الأميركية إلى ذلك، مؤكداً انفتاح بلاده على التعاون.
وأضاف: "الأميركيون راهنوا على بولندا. لكن البولنديين ليسو أناساً أغبياء. هم أناسنا، السلاف، إنّهم يدركون كل شيء تماماً".
وذكر لوكاشينكو أيضاً أنّه أصدر في تموز/يوليو الماضي، في اجتماع بمناسبة عيد الاستقلال، تعليماته للحكومة ووزارة الخارجية باقتراح خطة حسن جوار وسلام، على الجيران الغربيين.
ونقلت وكالة "بيلتا" البيلاروسية الرسمية عن رئيس البلاد تأكيده أنّ تغييرات كبيرة ستحدث في العالم في عامي 2024 و2025، وأنّ هذه التغييرات ستؤثر أيضاً على علاقات الدول مع الغرب.
وتابع: "صدقوني، سيأتي الوقت (...) في عامي 2024 و2025، وأنا واثق، من أنّ ستكون هناك تغييرات كبيرة في العالم".
يأتي ذلك في وقت يشوب فيه التوتر العلاقة بين بلاروسيا، حليفة موسكو، وبولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي أعلنت عزمها نشر نحو عشرة آلاف جندي، لتحمي بشكل "رادع" حدودها الشرقية مع بيلاروسيا.
وقبل أيام، ذكرت وكالة الأنباء البولندية أنّ وزارة الدفاع وافقت على إرسال قوات إضافية إلى الحدود مع بيلاروسيا، بناءً على طلب من حرس الحدود.
وكان نائب وزير الداخلية قد قال إنّ "حرس الحدود طلب من وزارة الدفاع، إرسال ألف جندي إضافي إلى الحدود وسط زيادة في "محاولات عبور الحدود بشكل غير قانوني".
من جهته، أكد وزير الدولة لمجلس الأمن البيلاروسي، ألكسندر فولفوفيتش، أنّ بولندا ودول البلطيق تعسكر نفسها، بسبب تهديدات وهمية من الشرق (روسيا - بيلاروسيا)، لإرضاء "موجّهيها في الخارج"، مشيراً إلى إعلان بولندا استعدادها لقبول نشر رؤوس حربية نووية تكتيكية أميركية على أراضيها، وشراء أنواع حديثة من الأسلحة.
وفيما تقدّم وارسو مساعدات مالية وعسكرية لكييف، تواجه مينسك مرحلةً جديدةً من توسيع العقوبات الغربية ضدها، لدعمها العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ومنذ الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا عام 2020، تدهورت العلاقة بين مينسك والدول الغربية بصورة حادة، وفرض الغرب تدريجياً عقوبات على المسؤولين والشركات والصناعات البيلاروسية.