لودريان: أزمة صفقة الغواصات تمثّل قطيعة في مبدأ الثقة بين الحلفاء
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يقول إنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى "تقديم تفسيرات وإيضاحات" إلى فرنسا بشأن صفقة الغواصات، ويشير إلى أنّ "النقطة المهمة هي كسر الثقة بين الشركاء".
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، مساء أمس الاثنين، إنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى "تقديم تفسيرات وإيضاحات" إلى فرنسا عندما يتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وأضاف لودريان أنّ "ما حدث بشأن أزمة صفقة الغواصات قطيعة في مبدأ الثقة بين الحلفاء، وقد تمّ فسخ عقد تجاري بشكل مفاجئ وغير منتظر ودون أي شرح"، مشيراً إلى أنّ "النقطة المهمة هي كسر الثقة بين الشركاء".
كما شدّد لودريان على أنّ "الولايات المتحدة تحتاج أيضاً أن تأخذ في الاعتبار مصالح حلفائها الأوروبيين".
من جهته، قال قصر الإليزيه إنَّ فرنسا بدأت تساورها الشكوك إزاء صفقة غواصات مع أستراليا بقيمة أربعين مليار دولار، فيما لم تردُّ الولايات المتحدة على أي أسئلة تتعلّق بالاتفاق.
الإليزيه أضاف أنه لم تصدر أيُّ تلميحات لإلغاء أي عقود عندما اجتمع ماكرون مع رئيس الوزراء الأسترالي في باريس، في منتصَف حزيران/يونيو، بالتزامن مع إعلان أستراليا إلغاء طلب لشراء غواصات من فرنسا وتعاقدها مع أميركا وبريطانيا لبناء غواصات نووية.
في السياق ذاته، أكد مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ دول الاتّحاد أعربت عن تضامنها مع فرنسا في أزمة الغوّاصات الناشبة بينها وبين الولايات المتحدة.
وبعد اجتماعٍ لوزراء خارجية دول التكتل في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتّحدة، قال بوريل إنّ وزراء خارجية الاتحاد اعتبروا أن الخلاف بين باريس وواشنطن قضيّة أثرت على الاتحاد الأوروبي بأسره، داعياً إلى تعاون أكبر ضمن الاتحاد الأوروبي في ما يخصُّ المحيطين الهندي والهادئ.
وفي وقت سابق، قال مسؤول في الإدارة الأميركية للصحفيين في نيويورك إنّ بايدن يريد "التحدث هاتفياً مع ماكرون لمناقشة الغضب الذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي بسبب الصفقة التي أبرمتها الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا".
كذلك ندد رئيس المجلس الأوروبي، أمس الاثنين، شارل ميشال بـ"قلة وفاء" الولايات المتحدة، في أزمة الغواصات بين باريس واشنطن.
واعتبر الاتحاد الأوروبي، أنّ الطريقة التي تمّ التعامل بها مع فرنسا بشأن صفقة الغواصات مع أستراليا في إطار الشراكة الأمنية الأميركية الأسترالية البريطانية "غير مقبولة"، طالباً معرفة "ما الذي حصل ولماذا".
يذكر أنّ أستراليا أعلنت، الخميس الماضي، إنها ستلغي صفقة أبرمتها عام 2016 مع مجموعة "نافال" الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وستبني بدلاً من ذلك 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية على الأقل باستخدام التكنولوجيا الأميركية والبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في وقت سابق، بياناً مشتركاً أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.