لندن مصممة على طرد المهاجرين إلى رواندا رغم النكسة القضائية
الحكومة البريطانية تبدي تصميمها على ترحيل المهاجرين غير القانونيين إلى رواندا، رغم قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان منع مغادرة أول رحلة من نوعها لنقل طالبي لجوء إلى رواندا.
أبدت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، تصميمها على ترحيل المهاجرين "غير القانونيين" إلى رواندا، رغم الضربة التي تلقتها هذه الخطة في اللحظة الأخيرة من القضاء الأوروبي الذي بات يواجه انتقادات المحافظين.
وتراجع عدد الأشخاص المقرر ترحيلهم إلى رواندا إلى 7 فقط نتيجة التماسات فردية في المملكة المتحدة بعد أن كان 130 شخصاً.
وكانت الطائرة المستأجرة خصيصاً لذلك جاهزة للإقلاع من قاعدة عسكرية بريطانية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عندما منعت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تنفيذ عمليات الإبعاد، فبقيت الطائرة على مدرج مطار القاعدة.
وأثار القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الهيئة التابعة لمجلس أوروبا المكلفة بضمان الامتثال للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، انتقادات شديدة من الحكومة البريطانية، من دون أن يردعها عن مواصلة مشروعها الذي اصطدم بانتقادات شديدة من الأمم المتحدة والكنيسة الأنغليكانية، وحتى من قبل ولي العهد الأمير تشارلز في الكواليس، وفقاً للصحافة.
وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، في البرلمان، أنّ "قرار محكمة ستراسبورغ بالتدخل كان مخيّباً ومفاجئاً" مشيرةً إلى أنّ القضاء البريطاني رفض الطعن الذي قدمته جمعيات ضد هذا الإجراء.
وأضافت: "لن تثبط عزيمتنا التماسات في اللحظة الأخيرة لا مفرّ منها"، مشددةً على أنّ "الاستعدادات للرحلات الجوية المقبلة بدأت".
وقف "التدخلات"
واعتبر نواب الأغلبية المحافظة أنّ ذلك يمثّل مساساً بسيادة المملكة المتحدة، ودعوا إلى التخلي عن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي أسهمت البلاد في إنشائها في عام 1950 وحوّلتها الى قانون.
ولا علاقة للهيئة بالاتحاد الأوروبي الذي غادره البريطانيون مع "بريكست" في كانون الثاني/يناير 2020.
وكتبت النائبة المحافظة اندريا جينكينز في تغريدة: "نعم، لننسحب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ولنوقف تدخلاتها في القانون البريطاني".
ولمّح بوريس جونسون إلى احتمال كهذا، مبدياً استياءه لتصدّي القضاء لسياسة الهجرة الحكومية. وقال: "هل سيكون من الضروري تغيير بعض القوانين للمضي قدماً؟ قد يكون هذا هو الحال، وتجري دراسة كل هذه الخيارات بانتظام".
وتواجه لندن معارضة كبيرة لاتفاق مثير للجدل أبرمته مع كيغالي (عاصمة رواندا)، أُعلن في الـ 13 من نيسان/أبريل، وينصّ على إرسال المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش بـ"طريقة غير قانونية" إلى رواندا.
وانتقدت الأمم المتحدة هذه الاستراتيجية، وندّدت بخطر حدوث "ضرر كبير لا يمكن إصلاحه بحق المهاجرين". وعبّرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أيضاً عن معارضتها لهذا المشروع.