لمواجهة بكين وموسكو.. واشنطن تنقل طائرات حديثة إلى آسيا وأوروبا
صحيفة "وول ستريت جورنال" تكشف أنّ الولايات المتحدة ستنقل طائرات حديثة من الشرق الأوسط إلى آسيا وأوروبا، وتضع مكانها طائرات قديمة.
-
طائرة من طراز "A-10"
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ "الولايات المتحدة ستنقل طائرات حديثة من الشرق الأوسط إلى آسيا وأوروبا، وتستبدلها بطائرات متقادمة من طراز A-10".
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أنّ هذه الخطوة هي "جزء من جهود البنتاغون لنقل المزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا لمواجهة الصين وروسيا".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ "نشر طائرات A-10، المقرر إجراؤه في نيسان/أبريل المقبل، يُعدّ جزءاً من خطة أوسع تدعو أيضاً إلى الاحتفاظ بقوات بحرية وبرية متواضعة في منطقة الشرق الأوسط".
وبحسب منتقدين لهذه الطائرة "A-10"، فإنّ "هذا النوع من الطائرات التي يبلغ عمرها 4 عقود هي ضعيفة للغاية وبطيئة في التعامل مع الجيش الصيني"، فيما يقول بعض الخبراء إنّه "لا يزال لها فائدة في الشرق الأوسط".
اقرأ أيضاً: نشاط روسيا والصين في الشرق الأوسط.. صدى يتخطى حدود المكان
وتعدّ عمليات نشر القوات الجوية جزءاً من خطة سرية أكثر شمولاً، ستشهد وجود سفينتين إلى ثلاث سفن بشكل عام في الشرق الأوسط، ولكن ليس حاملة طائرات، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الخطة.
ويشعر بعض الضباط الأميركيين المتقاعدين بالقلق من أنّ "مستويات القوة هذه غير كافية للتعامل مع مجموعة كاملة من التهديدات في الشرق الأوسط".
وفي هذا الخصوص، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقتٍ سابق، أنّ الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد للتعامل مع حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى ضد الصين وروسيا، لافتةً أن هناك عقبات كبيرة في الطريق.
واستشهدت الصحيفة برواية ضابط في سلاح الجو الأميركي، قال رداً على محاكاة لمناورات سابقة أجراهاً البنتاغون سرياً للسيطرة على بحر الصين الجنوبي: "حماقة مقدسة. سنخسر إذا قاتلنا بهذه الطريقة".
وبعد عقود من الحروب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بدأت الولايات المتحدة حقبة جديدة في منافستها القوى العظمى مثل الصين وروسيا، بحسب "وول ستريت جورنال".
وعلى الرغم من ميزانية الدفاع السنوية التي ارتفعت إلى أكثر من 800 مليار دولار، فقد تأخر هذا التحول بسبب الانشغال بالحروب في العراق وأفغانستان، والسعي وراء الأسلحة الكبيرة التي لم تنجح، والمناقشات الداخلية للحكومة الأميركية حول الميزانيات، والخلاف حول إلحاح التهديد من بكين.
اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": غزو العراق قلّص دور واشنطن في الشرق الأوسط مقابل الصين
كذلك، استحوذت المخاوف المستمرة في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن إيران، والحرب الروسية في أوكرانيا، على الاهتمام والموارد، وفقاً لمسؤولي وقادة الدفاع الأميركيين الحاليين والسابقين.
وكانت "وول ستريت جورنال" قد لفتت، في مقالٍ للباحث في معهد هادسون، والتر راسيل ميد، إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه الآن مواجهات متزامنة في أوروبا والشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة لا تستطيع إجبار إيران وروسيا على تجنب الإجراءات التي تؤدي إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط".
وأضاف الكاتب أنّ "الولايات المتحدة أقرب إلى الانخراط في حربٍ أخرى في الشرق الأوسط أكثر مما يفهمه الكثيرون في واشنطن".
كذلك، تحدث مقال في صحيفة "واشنطن بوست"، بعنوان "كيف تبشر الصين ببدايات شرق أوسط متعدد الأقطاب"، عن الدور الصيني المتزايد في السياسة العالمية، والذي بات يزاحم الدور الأميركي المتمحور حول عقلية القطب العالمي الواحد.
وتابع أنه "على المدى الطويل، فإنّ ظهور بكين كصانع سلام يغيّر مرجعية الدبلوماسية الدولية"، إذ "لم تعد الولايات المتحدة القوة التي لا غنى عنها في المنطقة، أو الدولة الوحيدة القوية أو المرنة بما يكفي للتوسّط في صفقات السلام".
واستخلص المقال بأنّ "الشرق الأوسط المقبل المتعدد الأقطاب، بتحوّطه وتوازنه المستمر، سيكون له مخاطره الخاصة، وستكون هناك لعبة سياسية جديدة بقواعد جديدة".