لمنافسة الصين في الثروة المعدنية.. خطط أميركية للهيمنة على غريندلاند
مجلة "فورين بوليسي" تقول إن غرينلاند، تتحول إلى ميدان منافسة بين القوى العظمى على مواردها الطبيعية، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة التي تحاول السيطرة على المعادن الموجودة فيها لمواكبة الصين.
-
غرينلاند غنية بالموارد الطبيعية بما في ذلك خام الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب والعناصر الأرضية النادرة واليورانيوم والنفط والغاز الطبيعي.
قالت مجلة "فورين بوليسي"، إن "غرينلاند هي ميدان للتنافس بين القوى العظمى على مواردها الطبيعية وهي موطئ قدم نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي".
وأضافت أنه "بسبب غنى غرينلاند بالمعادن الطبيعية النادرة، ومن بينها اليورانيوم، كان التنقيب عن المعادن أحد أبرز نقاط الجدل السياسي خلال الانتخابات في العام 2021".
وأوضحت أنه في "ظل وجود معظم المعادن الطبيعية النادرة متواجدة في الصين أو في مناجم تسيطر عليها الصين، تحتاج الولايات المتحدة لمصادر جديدة بسبب المنافسة مع بكين".
وتعد غرينلاند غنية بالموارد الطبيعية بما في ذلك خام الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب والعناصر الأرضية النادرة واليورانيوم والنفط والغاز الطبيعي.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعرب عام 2019 أنه عن رغبته بشراء غرينلاند، التي تعد أكبر جزر العالم. وقبل ذلك، اقترح الرئيس الأميركي هاري ترومان شراء غرينلاند في عام 1946، لتكون الجزيرة دفاعاً جغرافيا ضد القاذفات السوفييتية المحتملة.
وأصبحت الدائرة القطبية الشمالية موقعاً محورياً في الصراع الجيوسياسي، وفي المنافسة العالمية، وربما تشهد تصعيد صراع القوى العظمى في المستقبل القريب، ومع ذوبان القمم الجليدية في القطب الشمالي، بدأت الدول بالاندفاع إلى السيطرة عليه، بموارده الطبيعية وموقعه الاستراتيجي.
اقرأ أيضاً: صراع بارد في القطب الشمالي.. هل تندلع المواجهة؟
ونقلت "فورين بوليسي" عن الأستاذ المشارك في مركز العلوم السياسية والاقتصاد في القطب الشمالي بجامعة غرينلاند راسموس ليندر نيلسن، قوله إنّ هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الاهتمام:
- "سيخلق الجليد الذائب طرقاً إبحار جديدة ذات قيمة تجارية من الشرق.
- غرينلاند تعد ذات أهمية أمنية للولايات المتحدة باعتبارها موقعاً لقاعدتها العسكرية في أقصى الشمال "ثول".
- يمكن أن تصبح غرينلاند مصدراً مهماً لمعادن الأرض النادرة".
ولدى الولايات المتحدة قاعدة "ثول" العسكرية الجوية في جزيرة غرينلاند في القطب الشمالي. عام 2017، استثمرت واشنطن 40 مليون دولار أميركي في تحسين قاعدة "ثول" بسبب تصعيد روسيا للوجود العسكري في المنطقة.
ويعتبر موقع القاعدة الجوية استراتيجياً، فريداً من نوعه، نظراً إلى وقوعها في منتصف المسافة تقريباً بين واشنطن العاصمة وموسكو.
وقال موقع "ذا وار زون" (The war zone)، إن "قاعدة ثول هي مفتاح لقدرة الولايات المتحدة على توفير إنذار مبكر لهجوم نووي وشيك وتعمل كمركز لوجستي رئيسي في منطقة مهمة للغاية".
وأضاف بشأن رغبة ترامب شراء الجزيرة، إنه "لا يمكن للولايات المتحدة شراء غرينلاند ولكن قاعدة ثول الجوية ستصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى".
-
قاعدة "ثول" الجوية الأميركية في غرينلاند
الجدير ذكره أن واشنطن أعلنت في 7 تشرين الأول/أوكتوبر، "استراتيجية جديدة للتنمية في القطب"، بهدف "منافسة روسيا والصين في القطب الشمالي، تتعلق بالرد وتهيئة الولايات المتحدة للمنافسة بفعالية وإدارة هذه التوترات"، بحسب وثيقة للبيت الأبيض.
وقالت الوثيقة إن "القطب الشمالي موطن أكثر من أربعة ملايين شخص، وموارد طبيعية واسعة النطاق، وأنظمة إيكولوجية فريدة، وستعمل واشنطن على تعزيز وممارسة قدراتها العسكرية والمدنية في القطب الشمالي على النحو المطلوب لردع التهديدات وتوقع الحوادث الطبيعية والبشرية ومنعها والرد عليها".
وقالت الإدارة الأميركية إنّ "واشنطن قررت البدء ببناء ثلاث كاسحات جليد جديدة، بالإضافة إلى اثنتين قيد الاستخدام حالياً"، كجزء من "استراتيجية جديدة للتنمية في القطب".