لماذا ترفض فصائل فلسطينية المشارَكة في اجتماع منظمة التحرير؟

فصائل فلسطينية متعددة ترفض دعوة حركة "فتح" إلى حضور اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشير إلى المنطلقات التي تراها ملائمة للبدء في مسار المصالحة والتسوية.

  • لماذا ترفض الفصائل الفلسطينية المشاركة في اجتماع منظمة التحرير؟
    فصائل فلسطينية رفضت دعوة "فتح" إلى عقد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير

تبادر حركة "فتح" إلى خطوة تؤكد أنّها تريد من خلالها جَسر الهوة مع سائر الفصائل، وصولاً إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. والطريق الشاقّ يمرّ، كما يبدو، من دمشق، ومن بعدها من اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير.

ذاك من أهم ما قصد من أجله اللواء جبريل الرجوب سوريا، مع تأكيده الانتخابات سبيلاً إلى الحكم وبناء الشراكة الفلسطينية، بينما تحقيق الوحدة يقتضي انعقاد المجلس الذي دعت إليه  "فتح" الفصائل، فهو المدخل، كما يؤكد الرجوب. فهل تحقّق شيء من مقاصد زيارة أمين السر للجنة المركزية للحركة؟

في هذا الإطار، قال ممثل حركة "حماس" في لبنان، أحمد عبد الهادي، في حديث إلى الميادين، إنّ الدعوات إلى حضور اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية "لا تعنينا"، مضيفاً أنّ "مدخل الوحدة الوطنية لا يكون بالدعوة إلى حضور اجتماعات المجلس المركزي". 

وأشار عبد الهادي إلى أنّ الفصائل الفلسطينية في دمشق "رفضت دعوة الرجوب إلى المشاركة في الاجتماع"، معتبراً أنّ "الإيجابية تعني إجراء الانتخابات، والتزام لقاء الأمناء العامين، لمواجهة التحديات".  

ووصف ممثل حركة "حماس" في لبنان تصريحات أمين السر للجنة المركزية لحركة "فتح"، في مقابلة سابقة مع الميادين، بأنّها ذات "نَفَس استعلائي وتفرّد بالقرار الفلسطيني"، فعلى الرغم من "اعترافه بكل مصائب أوسلو، فإنه تصرّف بمنطق استعلائي ضد حماس والمقاومة".

وشكّر عبد الهادي الجزائر بعد إطلاقها الخطوات التمهيدية لـ"مؤتمر المصالحة الفلسطينية"، معرباً عن ترحيب حركة "حماس" بدعوة الرئيس الجزائري إلى الحوار، و"وفدها سيكون الأحد المقبل في الجزائر".

من جهته، قال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إنّ "المجلس المركزي "كان يريد من الاجتماع التوصّل إلى استراتيجية لمواجهة الاحتلال وتغوّله، ولم يكن الهدف من الدعوة إلى انعقاده ملءَ المواقع الشاغرة".

وأضاف أبو يوسف أنّ "من الواجب انعقاد المجلس المركزي لتنفيذ استراتيجية جامعة للمحافظة على الثوابت الوطنية"، مشدداً على ضرورة "انضواء الجميع، بما في ذلك "حماس" و"الجهاد"، في منظمة التحرير، كمظلة جامعة".

أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، فقال للميادين إنّ "أزمة الساحة الفلسطينية أعمق من اجتماع للمجلس المركزي"، مشيراً إلى أنّ السلطة الفلسطينية "همّشت منظمة التحرير حتى أصبحت هيكلاً بلا مضمون". 

ودعا إلى التوصل إلى "مسار سياسي جديد، ورؤية سياسية جديدة، عبر إلغاء اتفاقية أوسلو"، مؤكداً أنّ "الساحة الفلسطينية مشرذمة ومنقمسة منذ 15 عاماً، وهذا الأمر يتطلب معالجات جدية".

وأشار إلى أنّ الحركة طلبت من جبريل الرجوب "إنهاء المسار السياسي الذي فشل، وإعلان ذلك"، معتبراً أنّ "أوسلو قدّم إلى "إسرائيل" وأميركا أكثر كثيراً من قرارات الشرعية الدولية". 

اخترنا لك