"لا شيء مستحيل" مع لانا مدوّر.. قريباً على الميادين
تحت ضوء الشمس "لا شيء مستحيل". تجدّد الميادين هذه القاعدة قريباً مع برنامج تجارب إنسانية، يحكي الصعوبات التي تواجهنا خلال رحلتنا، لكنها لا تثنينا عن المضيّ.
-
ملصق برنامج "لا شيء مستحيل".
"لا شي مستحيل". يتسرب الأمل إلى خاطرك فور سماع هذه الجملة، وكأنها طبطبة على رأس الأمنيات العالقة.
بالقصص والمواقف والجهد والعمل والإصرار والعزيمة، أثبتت التجارب الإنسانية أن لا شيء مستحيل. بعد الحروب الكبيرة والدمار والإبادات والدم المزهوق، عادت شعوب كثيرة لتبني نفسها وبلدانها وتصرّح بالمنطق الواضح والحقيقي أن لا شيء مستحيل، وبعد المعارك الصغيرة التي يخوضها أيّ منّا في تجربته الذاتية الخاصة، وظنه أن لا عودة، وأنها النهاية، وأنه الخط الأحمر، نعود لنقول إنه لا شيء مستحيل تحت ضوء الشمس.
من هنا، ومن هذا الظرف الأسود، يولد برنامج "لا شيء مستحيل" الذي يُعرض على الميادين، ليدخل منها إلى كل بيت عربي ويشعل فيه خيطاً من طاقة ونور.
لانا مدوّر: "لا شيء مستحيل" هدية لكل الأرواح المتعبة
-
لانا مدوّر، معدّة ومقدمة برنامج "لا شيء مستحيل".
معدّة ومقدمة برنامج "لا شيء مستحيل"، الزميلة لانا مدوّر، تقول إن "البرنامج يتّخذ من الشمس شعاره وفلسفته، حيث تتفتّح اللقطة الأولى من كل حلقة على خيوط الفجر وهي تشق طريقها بين أبنية المدن وشوارعها".
من الفجر، رمز البداية والنور، يُبحر "لا شيء مستحيل" في عالم المستحيلات، بحسب مدوّر، "ليستقبل ضيوفاً تجرّدوا من "الأنا"، واختاروا أن تكون الكاميرا مرآة أوجاعهم وانكساراتهم". تقول مدوّر إن "ما سنسمعه ونراه هو رحلة أناس عاشوا تجاربهم وصارعوا الحياة، تقبّلوا الظروف الصعبة لينقلبوا عليها في ما بعد".
هل رأيت كيف يحاول الإنسان أن يتمرّد على نفسه وعلى مسارات حياته ليصنع المستحيل؟ هذا ما سنشاهده في "لا شي مستحيل"، إذ يحاول البرنامج أن يكشف عن تجارب إنسانية شفافة اختبرت الحياة بكل وجوهها، ابتسمت حينما كان يجب أن تبكي، واجتهدت حيث كان مكتوباً عليها أن تفشل، وعاندت حتى تغيّر مفهوم الخسارة.
مدوّر التي تضج بالحياة والأمل خلال تصوير كل حلقة، تؤكّد أن "لا شي مستحيل" يأسر أحاسيس المشاهد لمدة نصف ساعة ويدخله إلى عمق الضيف ليلمس روحه. دقائق مشبعة بدفق من المشاعر والأفكار، حيث الحديث البسيط العفوي سيحملنا إلى التجارب الإنسانية المعقدة التي يختزنها كل ضيف". تعتبر مدوّر أن هذا البرنامج هو "هدية لكل الأرواح المتعبة والآمال الضائعة"، وتعتبره شهادة حياة صلبة بأن "لا شيء مستحيل".
خلال كل حلقة، يختبر المشاهد أن الحياة مجموعة من اللحظات المتدفقة التي لا يمكن التقاطها، لذا يختار البرنامج أن يُقفل على لحظة جامدة يقف معها الزمان والمكان ليحبسها داخل صورة.
نحاول أن نشبه الناس الذين نتكلم عنهم
-
فريق عمل "لا شيء مستحيل" أثناء تصوير إحدى الحلقات.
لا يوجد أحد لا يملك حكاية مشوّقة أيّاً كانت تفاصيلها. هكذا يختار البرنامج أن يضيء على الحكايات بطريقة ليست مبهرة بقدر ما هي حقيقية. مخرجة البرنامج، يارا أبو حيدر، تقول إن "لا شيء مستحيل" اعتمد على زيارة الشخصيات في أماكنها وفضاءاتها الخاصة، أو في أي مكان تحبه، عوضاً عن استقبال الضيف في استديو أو مكان مخصّص".
البرنامج الذي يعتبر مساحة برامجية ذات طابع وثائقي، اعتمد التصوير في عدد من البلدان العربية. تقول أبو حيدر "استطعنا أن ندخل إلى أكثر من بلد ومجتمع وبيت عربي، لنتحدث مع أناس خاضوا تجاربهم الخاصة، واستطاعوا أن يخرجوا منها بشي أفضل".
وتعتبر أبو حيدر أن طريقة الإخراج كانت "كالمرآة" التي تذهب في كل مكان نذهب إليه، لتلتقط المشهد الذي نريد"، ما يعني أن لكل حلقة طريقة عرض تختلف باختلاف الضيف والمكان والقصة. وتحدثت كذلك عن التنوع في الشخصيات التي يستضيفها البرنامج، من شخصيات سياسية وفنية، إلى ضحايا حروب واحتلال، وغيرها، وقالت إن البرنامج رحلة ممتعة فيها الكثير من الحكايا والطاقة الإيجابية.
أبو حيدر التي اعتبرت أن كل ضيف سيأخذ المشاهد معه في رحلته الخاصة، قالت إننا حاولنا في "لا شيء مستحيل أن "نشبه الناس الذين نتكلم عنهم".
أقرب إلى الإنسان
تسعى الميادين أن تشق مع المشاهدين طريقاً مختلفاً؛ فعلى الرغم من باقة برامجها المتنوعة، تحاول القناة أن تكون أقرب إلى الإنسان دائماً، تماماً كما يقول شعارها "مع الإنسان في كل مكان". لذلك كان "لا شيء مستحيل" وعدد من البرامج الأخرى التي ستشق طريقها مطلع العام الجديد.
تدرك الميادين جيداً أن الإنسان العربي منهك بفعل التناحرات والصراعات والحروب التي تأخذ من أمام أحلامه كثيراً، لذلك تجهد خلف الكواليس أن تقدّم المعلومة ومعها الحقيقة، وتعمل في الوقت نفسه على أن تبيّن قيمة الإنجازات الصادقة المغيّبة غالباً في كل أصقاع الأرض، فتظهرها وتعطيها حقها.
ولأن الإنسان مكوّن من مشاعر وقيم وأمنيات معلّقة، يخبرنا "لا شيء مستحيل" عن صراعات وحروب داخلية قادها أشخاص تعرّضوا للظلم والألم والصعوبات، وانتصروا في معاركهم الصغيرة، أو ما زالوا يحاولون على الأقل. ولأننا لم نخلق في هذه الدنيا مع كتيّب للاستعمال، ولأنه لا يوجد وسيلة لنتحقق أو نعرف أي قرار هو الصحيح، لأن كل شيء نعيشه مرة واحدة ومن دون إعداد، وكأن الحياة هي نفسها الامتحان، علينا أن ندرك، رغم كل شيء، أن "لا شيء مستحيل".
"لا شيء مستحيل" يأتيكم ابتداءً من الجمعة الـ 21 من كانون الثاني/يناير 2022، الساعة الـ : 08:30 مساءً بتوقيت القدس الشريف على شاشة الميادين.
لا شيء سهل، لكن #لا_شيء_مستحيل قريباً على شاشة #الميادين⏳ @MedawarLana pic.twitter.com/Sl17hIVEVc
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 2, 2022
