"لا حداثة بالتغريب".. ما هو "التغريب" الذي تحدث عنه وزير خارجية الهند؟
وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار يصرّح بأنّ "العصر الذي كنا نساوي فيه بين الحداثة والتغريب قد ولّى".
ناقش وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، أمس الأربعاء، مع نائب رئيس وزراء فيجي، بيمان براساد، سُبل تعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد كجزءٍ من استراتيجية الهند والمحيط الهادئ، وفق موقع "ذا إيكونوميك تايمز".
وفي وقتٍ سابق، افتتح جايشانكار مؤتمر "فيشاو" الهندي، الذي عُقد في فيجي، والذي يعمل على تعزيز استخدام اللغة الهندية في جميع أنحاء العالم.
جايشانكار أكّد خلال المؤتمر أنّ "عصر اعتماد اللغات الأجنبية والتقاليد الغربية قد ولّى".
وعقّب وزير الخارجية الهندي بقوله إنّ "العصر الذي كنّا نساوي فيه بين التقدّم والحداثة بالتغريب قد ولّى، فالعديد من هذه اللغات والتقاليد التي تمّ قمعها خلال الحقبة الاستعمارية ترفع صوتها مرّة أخرى على المسرح العالمي".
مفهوم التغريب
وشرح موقع "موديرن ديبلوماسي" معنى مصطلح التغريب الذي تحدّث عنه وزير الخارجية الهندي، وقال إنّه "اعتماد ممارسات وثقافة أوروبا الغربية التاريخية من قبل المجتمعات والبلدان في أجزاء أخرى من العالم، سواء عن طريق الإكراه أو التأثير".
وأوضح الموقع أنّ التغريب هو تمجيد التكنوقراطية والأسواق والتجارة بالمعنى البرجوازي الليبرالي للكلمة، وكذلك إلغاء مفهوم السياسة المستقلة مع تجانس الأحزاب والأفكار في طريقة تفكير واحدة.
هذا يفترض مسبقاً محاولة القضاء على كل قيمة مرتبطة بالمُثل السياسية والدينية والوطنية والإنسانية: بعبارة أخرى، اعتبار الإنسان أو الحدث، فقط كوسيلة لتحقيق الربح.
وشرح الموقع عن نشأة التغريب بقوله إنّ "الولايات المتحدة الأميركية وإلى جانبها بريطانيا استغلت مفهوم حرية البحار وديمقراطية الحكومات الغربية كي تؤمّن الوصول إلى السوق الأوروبية".
أي بمعنى آخر اعتمدت واشنطن سياسة امبريالية مخفية بحجّة عدم وجود مستعمرات، ولكنّها بالفعل كانت تُسيطر على 95% من الأراضي المكسيكية، واستردّت مناطق كانت مستعمرات فرنسية (لويزيانا)، وروسية (ألاسكا).
وعملت الولايات المتحدة على التقليل من الأهمية الإقليمية الأوروبية من خلال تفتيت أو تغيير القانون الدولي والذي كان عبارة عن القانون الأوروبي العام، وبالتالي مهّدت الطريق لانتصار الحملة الأنجلو-أميركية لفرض إمبراطورية العولمة الاقتصادية.
وأشار "موديرن ديبلوماسي" إلى أنّه من تداعيات ذلك كان إزاحة الغرب (أوروبا التاريخية) عن مكانتها كمركزٍ للأرض وإلغاء 4 قوى أوروبية عظمى هي (النمسا، المجر، ألمانيا، وروسيا، وكذلك الإمبراطورية العثمانية الأوراسية)؛ من خلال الشروع في تقسيم جديد للأراضي الأوروبية.
وأضاف أنّه "بعد الحرب العالمية الثانية، كان نصف الكرة الغربي يُمثّل بُنية فضائية جديدة غير متبلورة، تماماً مثل تلك التي اتفق عليها الأوروبيون الساذجون عند تقسيم الأرض خلال الحقبة الاستعمارية".
ووفق الموقع فإنّ الغرب الجديد المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية أزاح الغرب القديم أي أوروبا من مركز العالم، وبالتالي هذا الأمر خلق "التغريب"، الذي لا علاقة له بالغرب وتقاليده الروحية والتاريخية.