كنعاني: إنهاء عضویة إيران ‎في لجنة المرأة الأممية بدعة سياسية

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، يصرّح بأنّ إقصاء إيران من لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة يُشوّه سمعة هذه المنظمة الدولية، ويخلق أرضية للانتهاكات المستقبلية أحادية الجانب.

  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف)
    المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (أرشيف)

انتقدت إيران، اليوم الأربعاء، قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، إقصاءها من لجنته المعنية بحقوق المرأة، على خلفية أعمال العنف التي تشهدها إيران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في بيانٍ له تعليقاً على القرار: "يُعدّ هذا القرار قراراً سياسياً، وقد اتخذ من دون أيّ سندٍ قانوني، ومخالف لميثاق الأمم المتحدة، وهو إجراء أميركي مُدان وخاطئ في هذه المنظمة الدولية".

وأشار إلى أنّ "إيران كانت عضواً في لجنة المرأة منذ العام 2011 حتى الآن، وخلال انتخابات العام الماضي، حصدت 43 صوتاً من أصل 54 عضواً؛ لكونها عضواً للمرّة الثالثة في هذه المؤسسة".

وأضاف كنعاني أنّ هذا العمل الأميركي المتحيّز ضد إيران هو محاولة لفرض مطالب سياسية أحادية الجانب وتجاهل إجراءات الانتخابات في المؤسسات الدولية ذاتها، فحرمان عضو قانوني من لجنة المرأة هو "بدعة سياسية"، ويشوّه سمعة هذه المنظمة الدولية، ويخلق أرضية للانتهاكات المستقبلية أحادية الجانب للمؤسسات الدولية، ومن المثير للسخرية أن يُعدّ الكيان الإسرائيلي المزيف ذو السجل الأسود للجريمة المنظمة ضد الأمة الفلسطينية المضطهدة، بدعم من الولايات المتحدة، عضواً في لجنة حقوق المرأة".

وتابع كنعاني: "واشنطن لا تستطيع التستّر على الانتهاك الواسع لحقوق الشعب الإيراني، وخاصّة نساء إيران، من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب لعدّة عقود لابتزاز النظام الإيراني الذي حقق إنجازات كبيرة في مجال تقدّم المرأة خلال الأربعين عاماً التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية فيها، والمرأة الإيرانية ستواصل طريق التقدّم ويُعدّ التقدّم من أساس القيم الإسلامية الإيرانية".

وختم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية البيان، قائلاً: "نشكر الدول الأعضاء الـ25 التي لم تؤيد هذا القرار بشتى الطرق ولم تصوّت لمصلحته، ولا شك في أنّ عمل الولايات المتحدة مُدان وغير مقبول ولن ينسى لدى ذاكرة  الشعب الإيراني والضمائر المستيقظة والحكومات المستقلة في العالم".

وفي وقتٍ سابق، اتهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة بدعم الشغب في إيران، للضغط على طهران وإرغامها على قبول مطالبها في مفاوضات الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: طهران: الحكومات التي تستخدم العنف ضد مواطنيها لا يحق لها التدخل في شؤوننا

بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في تغريدة عبر تويتر: "ثلث السجينات النساء في العالم هنّ في أميركا".

وأضاف أنّه "منذ العام 2015 وحتى الآن قتلت واشنطن 250 امرأة على الأقل، وذلك نتيجة وحشية الشرطة الأميركية في الشوارع ومن دون محاكمة، السيدة ليونا هيل ذات الـ 26 عاماً هي إحداهن، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة هي سبب تعليق عضوية إيران في لجنة المرأة".

اقرأ أيضاً: إيران تُطالب أوروبا بالتوقف عن "دعم الإرهابيين وتشجيعهم"

وصوتت 29 دولة لمصلحة مشروع القرار و8 دول ضده، فيما امتنعت 16 دولة عن التصويت، منها روسيا والصين وبوليفيا. وصادقت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة على مشروع القرار مطالبةً أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالتصويت لمصلحته.

ونقلت وكالة "إيرنا" الرسمية عن سفیر إیران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد ‎إيرواني، قوله إنّ طلب الولايات المتحدة غير القانوني بإنهاء عضویة ‎إيران في لجنة المرأة "يُضعف سيادة القانون في ‎الأمم المتحدة، ويستند إلى مزاعم لا أساس لها، وحجج ملفقة تستخدم روايات مزيفة ومخالفة لروح ونص ميثاق الأمم المتحدة".

وقال مراقبو الأمم المتحدة إنّ المبادرة أثارت بعض الاستياء لدى دبلوماسيين، من بينهم حلفاء للولايات المتحدة شعروا أن لا خيار أمامهم سوى تأييدها.

وفي وقتٍ سابق، أكد المرشد الإيراني، السيد علي خامنئي، أنّ دول الغرب تسعى لإسقاط النظام الإيراني، لكنهم "لن ينجحوا في ذلك"، مشدداً على ضرورة التصدي لمثيري الشغب، وذلك في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة في إيران.

خلال 40 عاماً واجهت إيران حصاراً كبيراً وعقوباتٍ قاسية..ولكنها حققت الاكتفاء الذاتي وانتصرت. فانتقل الغرب إلى الحروب الناعمة و"الخشنة"، عبر تدخلات خارجية لتمزيق الحياة الداخلية، واليوم مخططات فتنوية وتحركات إرهابية، وتحريض إعلامي، ولكن إيران كشفت الأقنعة.

اخترنا لك