كلوب هاوس الميادين: الطائرة "حسّان".. قراءة في المخاوف والفشل الإسرائيليَين
كلوب هاوس الميادين يناقش موضوع دخول الطائرة المسيرة "حسان" إلى أجواء فلسطين المحتلة. فما تداعياتها على الاحتلال الإسرائيلي؟
عقد "كلوب هاوس" الميادين، ندوةً تحت عنوان: الطائرة "حسّان".. قراءة في المخاوف والفشل الإسرائيليَين، حول المميزات التقنية والأمنية التي يمكن رصدها في تجوّل الطائرة حسّان فوق فلسطين المحتلة وعودتها سالمة. وكيف يقرأ المستوى السياسي والعسكري في كيان الاحتلال فشل سلاح الجو والقبة الحديدية في إسقاط مسيّرة؟
وقال الباحث العسكري العميد شارل أبي نادر لكلوب هاوس الميادين إنّ "دخول الطائرة المسيرة حسّان إلى أجواء فلسطين المحتلة لمدّة 40 دقيقة وعلى امتداد 70 كيلومتر قد تكون نقطة مفصليّة في الصراع مع العدو الإسرائيلي،" مشيراً إلى أنّ "المقاومة تجاوزت الطرقات الوعرة في الصراع مع العدو وأصبحت قادرة على جمع المعلومات بطريقة أسرع".
ووفق أبي نادر فإن "الاحتلال الإسرائيلي كان دائماً أكيداً من قدرات حزب الله"، مشدداً على أنّ "العدو في مكان ما سوف يحاول الاستفادة من تهديد حزب الله بالمسيّرات في إعادة حساباته بالنسبة للقبة الحديدة".
كما أوضح أبي نادر في حديثه أنّ "ما يتم الإعلان عنه من قبل حزب الله ليس كل شيء والإسرائيلي يعلم ذلك"، مضيفاً أن "السلطة السياسيّة لدى العدو تسيطر على السلطة العسكريّة".
كذلك لفت العميد أبي نادر إلى أنّ "صورة هروب المستوطنين إلى الملاجئ بعد دخول المسيّرة حسّان الأجواء الفلسطينيّة هي الصورة التي تلقفها اليهود في الخارج".
أما عن منظومة "الليزر" والتي قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت أنّ "الجيش الإسرائيلي سيبدأ بعد عام بتشغيلها"، شرح العميد أبي نادر بأنّها "منظومة أميركيّة تقوم على إشعاعات ممكن أن تغطي هامش واسع من الجو وممكن أن تمنع أي مسيّرة أي صاروخ"، مضيفاً أنّ "نتيجة هذه المنظومة لم تعرف بعد".
وقال أبي نادر إنّ "البعد الأساسي في مسيّرة حسّان هو أبعد من البعد التقني أي تجاوز الدفاعات الجويّة الإسرائيليّة، بل البعد الاستعلامي وهو الذي أثبتته المسيّرة حسّان وقد فشل في المقابل فيه الإسرائيلي".
ووفق أبي نادر تبيّن أنّ "لدى المقاومة بعد استعلامي داخل العدو، وأن المقاومة اختارت مسارب آمنة حين اخترقت للأجواء الفلسطينية"، كما أنّ "المسيرة عبرت في مسار لا يوجد فيه أسلحة دفاع جوي إسرائيلي، وهذا ما يثبت أن البعد الاستعلامي لدى المقاومة جيد جداً".
الباحث العسكري قال أيضاً إنّ لدى "إسرائيل" القدرات الجويّة الأعنف في المنطقة، مشيراً إلى أنّ "العدو يحسب جيداً قبل مهاجمة لبنان ويسير على قدم وساق لأنه لا يعرف لو استهدف لبنان ماذا ستكون ردّة الفعل".
ورأى أبي نادر أن "حديث العدو عن ضرب لبنان يأتي لأجل التهويل ليس أكثر".
كما تطرق أبي نادر في حديثه إلى موضوع شراء دول عربية الأسلحة من "إسرائيل" قائلاً إن "بعض الدول العربيّة بنت أحلاماً أن إسرائيل تستطيع حمايتهم".
العميد حطيط: الحرب المقبلة هي حرب رسم مستقبل الشرق الأوسط
من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط لكلوب هاوس الميادين إنّ "عمليّة الاستطلاع حول مصدر العمليات مهم جداً والمسيّرات تؤمّن هذه الآلية".
ولفت حطيط إلى أنّ "تزويد المسيّرات بالذخائر تؤدي إلى إحداث الفوضى في صفوف الخصم".
ووفق العميد حطيط فإنّ "المسيرات تؤمن القدرة على الإرباك المعنوي في صفوف الخصم لأن الخصم عند يعلم أن حركته قيد المراقبة يضطر إلى اعتماد تدابير من أجل التمويه مما يعقد عملياته وهو مكسب لمالك المسيّرة".
حطيط قال أيضاً إنّ "من شأن هذه المسيّرات تعزيز القدرات العسكرية لمستخدمها والحد من قدرات الطرف الآخر مما يسلب منه عنصر المفاجأة".
كما شرح حطيط أنّ "التحقق من الميدان مسبقاً يمنع العدو من المفاجأة"، مشدداً على أنّ "من نقاط قوّة المقاومة خصوصاً في حرب تموز عام 2006 أنها كانت قادرة على مفاجأة العدو".
كذلك أوضح حطيط أنّه "في قواعد الاشتباك السابقة بشأن الميدان الجوي كانت سماء لبنان مفتوحة والعدو يستبيحها للتدريب والقصف من خلالها"، وأنّ "العدو سابقاً كان يعمل تحت عنوان تعملون تحت مراقبتنا ونعمل بهدوء وأمان".
واعتبر حطيط أنّ "اليوم قواعد الاشتباك الجديدة أسقطت قواعد العدو القديمة بفضل المسيّات التي أصبحت المقاومة تملكها"، مشيراً إلى أنّ "اليوم، من يخترق أجواء لبنان إحتمال ألّا يعود إلى مطاره سالماً".
وتابع حطيط قائلاً: "يلوّح حزب الله بأن من وعده بالمسيّرات وعده أيضاً بالصواريخ الدقيقة ومن نجح بالأولى سينجح حتماً في الثانية".
واعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط أنّخ "بوجود المسيّرة حسّان أكثر من رأس سيتدحرج في كيان العدو"، مؤكداً أنّه "عندما يصل الوقت إلى 40 دقيقة أي 6 أضعاف من الوقت الذي تحتاجه الدفاعات الجويّة الإسرائيليّة لتتفعّل فهذا إنجاز كبير".
وبحسب حطيط فإن مسيرة "حسّان" قامت بعمليّة مسح للمنطقة الشماليّة بشكل كامل ودقيق على مساحة 70 كيلومتر أي منطقة العمليّات التي يمكن أن تشهد مواجهة لاحقاً، مضيفاً أنّ "العدو يفهم أن عمليّة الاستطلاع التي حدثت هي لجمع معلومات إما لهجوم يقوم به حزب الله مستقبلاً تنفيذاً لوعده بالدخول إلى الجليل وأيضاً لجمع المعلومات لعمليّة دفاعيّة أيضاً تتوقى بها المقاومة".
العميد حطيط شرح أنّ "إسرائيل" تتحدث عن 3 مستويات من الحروب، وهم جبهة الشمال مع لبنان، وجبهات العمق الفلسطيني والجبهة الخارجيّة.
هذا ورأى العميد حطيط أنّ أكبر إنجاز استراتيجي حققته المقاومة أنها قيّدت قرار الحرب لدى "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ الذهاب إلى حرب هو صنف من صنوف الانتحار بالنسبة لـ "إسرائيل".
وتابع العميد حطيط: "إسرائيل" لا تعرف أي جبهة ستُفتح عليها في حال ذهبت إلى حرب،وأنّ الحرب المقبلة هي حرب رسم مستقبل الشرق الأوسط.
وشدد أيضاً على أنّ الفكر الصحيح "هو كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن أن الحرب المقبلة ستغيّر وجه المنطقة". ورأى حطيط أنّ "إسرائيل تملك قوّة عاجزة أمام مسيّرة حسّان، وأنّ هذه المسيرة ضربت مبيعات القبّة الحديدة".
عقد #كلوب_هاوس #الميادين ندوة حوارية مع العميدين المتقاعدين شارل أبي نادر وأمين حطيط حول دخول الـ #مسيّرة_حسّان الأجواء الفلسطينية في مهمة استطلاعية. وتطرقا إلى دلالات هذه العملية النوعية على الصعيدين العسكري والتقني وغيرها من التفاصيل.@AbbasAlzein@abinadercharle1@AmineHotait pic.twitter.com/CgLopVnexe
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 20, 2022
الجدير ذكره أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان أعلنت، يوم الجمعة، إطلاق الطائرة المسيّرة "حسّان" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت المقاومة أنّ الطائرة حلّقت "40 دقيقة في مهمة استطلاعية، امتدت على طول 70 كلم في فلسطين"، مضيفةً أنّها عادت "سالمة على الرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها".
وقالت المقاومة، في بيان، إنّ الطائرة "حسّان" عادت من الأراضي المحتلة سالمة، على الرغم من كل المحاولات المتعددة والمتتالية لإسقاطها، بعد أن نفّذت "المهمة المطلوبة بنجاح، ومن دون أن تؤثّر في حركتها كلُّ إجراءات العدو" الموجودة والمتَّبعة.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي بفشله في إسقاط المسيّرة. ورأى أنّ "اختراق طائرة حسّان لأجواء إسرائيل وعودتها من دون ضرر إلى لبنان يعكسان المعضلات الجديدة التي يقف أمامها الجيش الإسرائيلي".