"كفى تهديدات.. يجب الرد".. دوغين يدعو لاتخاذ خطوة نووية بهدف ردع الغرب
"أوكرانيا تتصرف بشكل غير عقلاني منذ فترة طويلة، وكلما خسرت أكثر، زادت عدوانيتها. وهكذا فإنّ إثارة صراع نووي ليس فقط أمراً مقبولاً، ولكنه مرغوب فيه أيضاً عند كييف"، يوضح دوغين.
أكّد ألكسندر دوغين، أحد كبار مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأبرز المفكرين القوميين الروس، أنّ أوكرانيا والغرب "مستعدون لبذل كلّ شيء لإعادة روسيا عقوداً إلى الوراء، ما عدا الصراع النووي المباشر مع موسكو".
وأوضح دوغين، في مقال نشر في مواقع روسية، أنّ "السلطات في روسيا تحاول إظهار التزامها بقواعد معينة في الحرب في أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية، بل في الواقع منذ عام 2014، بعد ضم شبه جزيرة القرم، في وقت يرى فيه الغرب أن روسيا قد انتهكت القواعد المفيدة للغرب".
ولكنّ دوغين لفت إلى أنه "حتى لو لم يكن الأمر كذلك، ولم تلتزم روسيا بهذه القواعد، فلن يعني ذلك شيئاً، لأنّ الغرب يلعب ضد روسيا بدون أي قواعد".
ويؤكد المفكر الروسي أنّه "من المهم اليوم للغرب، أن يهزم روسيا ويحجم نفوذها، أو على الأقل يقوم بإضعافها وإخضاعها إلى أقصى حد، أي إعادتها إلى التسعينيات، وهو مستعدّ لدفع أي ثمن مقابل هذا الأمر ما عدا التصادم النووي المباشر".
من ناحية أخرى، تبني روسيا نظام قواعد مستقل خاص بها، والذي لا يلتزم به الغرب على الإطلاق، بينما "يفسر الغرب أي ضبط للنفس من قبل موسكو في الحرب على أنه ضعف، ويتحرك على هذا الأساس"، يتابع دوغين.
وتابع: "أوكرانيا تتصرف بشكل غير عقلاني منذ فترة طويلة، وكلما خسرت أكثر، زادت عدوانيتها"، و"هكذا بالنسبة للحكام الأوكرانيين الملبوسين بالشياطين، فإنّ إثارة صراع نووي ليس فقط أمراً مقبولاً ، ولكنه مرغوب فيه أيضاً".
ويضيف بأنه "للمضي قدماً بشكل صحيح، نحتاج إلى بناء نظام استجابة مكالمات أكثر واقعية، فقبل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية والأسلحة النووية الاستراتيجية، لا تزال هناك مجموعة كبيرة، إلى حدّ ما من الخيارات لتكثيف الصراع على أساس الأسلحة التقليدية".
ورأى دوغينأن هذا "ينبع من القواعد، فالقواعد لا تسمح بذلك، ولكن إذا كانت القواعد موجودة لطرف واحد فقط، وغير موجودة بالنسبة للغرب، ولا حتى بالنسبة إلى المهووسين بكييف، فهي ببساطة غير موجودة، وبالتالي فهي لم تعد قواعد"، إذ إنّ "اللغة التي يفهمها مشارك واحد فقط في الحوار، هي لغة لا تُفهم شيئاً على الإطلاق".
واعتبر دوغين أنّ "مجرد التهديدات بأننا سنردّ إذا اضطررنا لذلك، ليست كافية. وعلينا أن نستجيب.. فإذا كان هناك أي شيء يهمنا، فقد حان الوقت".
وحذّر دوغين من أنّ القوات المدعومة من الغرب "ستقوم بغزو القرم، وكذلك أراضينا القديمة، وهم يهاجمونهم بالفعل"، مؤكداً أنّه يجب أن "تطرح مسألة الأسلحة النووية التكتيكية والأسلحة النووية الاستراتيجية مرة أخرى، لأنّ هذه هي الحجة الأخيرة والرادع الأخير قبل وقوع الكارثة"، وإلّا فإن "تهديداتنا تصبح خفيفة للغاية".
وبيّن بوتين أنّ "الجبهة بفضل الجهود البطولية لشعبنا - ما زلنا نتمسك بها، برغم صعوبة الوضع، ولكننا صامدون، والعدو يتكبد خسائر فادحة"، ولكننا في موازاة ذلك "بحاجة إلى شيء أكثر من ذلك".
واعتبر دوغين، في ختام مقاله، أنه "من الأفضل أن تكون الأسلحة مفاجئة وغير متوقعة ووقحة ومميتة للعدو، فالانتصار على أساس قواعد في حالتنا بشكل عام لا معنى له، ولا شيء أقل من النصر يناسبنا".