كاراباخ تعلن مقتل جُنديّين أرمينيين.. وأذربيجان: أرمينيا تنشر معلومات مضلّلة
وزارة الخارجية الأذربيجانية ووزارة الدفاع في ناغورنو كاراباخ يتبادلان الاتهامات بعد مقتل جنديين أرمينيين بنيران أذربيجانية، بحسب ما أعلنت سلطات كاراباخ، وأرمينيا تحذّر من كارثة إنسانية في كاراباخ بعد انقطاع إمدادات الغاز عن الإقليم.
أعلنت سلطات إقليم ناغورنو كاراباخ أنّ قوات أذربيجانية قتلت أمس الجمعة اثنين من المقاتلين الأرمن في منطقة ناغورنو كاراباخ، متّهمة باكو بخرق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أنّ قوات أذربيجانية دخلت يوم الخميس الماضي قرية باروخ الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية، معتبرة أن هذه الخطوة تمثّل "خرقاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع في كاراباخ إنّ "قوات العدو قتلت جنديَّين في جيش الدفاع بعدما أطلقت النار بواسطة أسلحة ومسيّرات قتالية"، مضيفةً أنّ "الأوضاع في المنطقة لا تزال متوترة".
وأعربت الوزارة عن أملها في أن "تتمكن قوات حفظ السلام الروسية من إيجاد حل لهذه المسألة".
لكنّ وزارة الخارجية الأذربيجانية اتّهمت في بيان أرمينيا بـ"تضليل المجتمع الدولي"، في ما يتعلّق بالأوضاع في كاراباخ.
وأشار بيان الخارجية الأذربيجانية إلى أنّ "أرمينيا تنشر معلومات مضلّلة"، موضحة أنّ قوات أذربيجان كانت تجري أعمالاً ترمي إلى "توضيح مواقعها الميدانية".
أرمينيا تحذر من "كارثة إنسانية" إثر انقطاع الغاز عن كاراباخ
وحذّرت أرمينيا من "كارثة إنسانية" في كاراباخ بعد قطع إمدادات الغاز عن المنطقة إثر عمليات صيانة. فيما اتّهمت يريفان أذربيجان بأنها تعمّدت قطع إمدادات الغاز عن سكان المنطقة المنتمين إلى الإتنية الأرمنية. لكن وزارة الخارجية الأذربيجانية رفضت هذا الاتهام، واعتبرت أنه "لا أساس له"، مشددةً على أنّ "رداءة الأحوال الجوية أدت إلى انقطاع الإمدادات".
وحذّر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في وقت سابق، من أنّ المنطقة التي تشهد درجات حرارة شديدة الانخفاض "على شفا كارثة إنسانية". وقال في اجتماع للحكومة: "هذا يظهر بوضوح أنّ سياسة أذربيجان تجاه أرمن كاراباخ هي جعل حياتهم مستحيلة على أرضهم".
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أذربيجان وأرمينيا إلى حل جميع القضايا العالقة عبر الحوار، والامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد الموقف بينهما.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، في مؤتمر صحافي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، إنّ "الأمين العام يشعر بالقلق إزاء التقارير التي أفادت بتجدد القتال في منطقة كاراباخ ومحيطها".
وأضاف: "يحثّ الأمين العام الجانبين (أذربيجان وأرمينيا) على الامتناع عن أي أعمال وبيانات من شأنها تصعيد الموقف ومعالجة جميع القضايا العالقة، بما في ذلك الشواغل الإنسانية، من خلال الحوار المباشر وضمن النسق القائم".
وأفادت لجنة التحقيقات الأرمينية، يوم الإثنين الماضي، بأنّ حجم الخسائر التي تكبدها الجانب الأرميني نتيجة تصعيد الصراع في ناغورنو كاراباخ في خريف العام 2020 بلغ 3822 شخصاً. وقالت اللجنة في بيان على موقعها الرسمي: "نتيجة للحرب العدوانية التي شنتها أذربيجان، بلغ إجمالي عدد القتلى من العسكريين والمدنيين في جمهورية أرتساخ (الاسم الذاتي لكاراباخ) وجمهورية أرمينيا 3822 شخصاً".
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنّ "هناك حاجة مُلِحّة إلى ضمان الاستئناف الفوري لإيصال الغاز إلى السكان المحليين المتضررين".
وخاضت أرمينيا وأذربيجان في العام 2020 حرباً في المنطقة المتنازع عليها أوقعت أكثر من 6500 قتيل. وتوصلتا بوساطة روسية، في الـ 9 من تشرين الأول/نوفمبر 2020، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ، والذي دخل حيّز التنفيذ يوم الـ 10 من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بعد معارك استمرت لنحو شهر ونصف، وأسفرت عن سيطرة أذربيجان على أجزاء واسعة من الإقليم.