قرغيزستان تدعو إلى إعطاء فرصة للمفاوضات عقب الاشتباكات مع طاجيكستان
رئيس قرغيزستان، صادر جباروف، يحثّ بلاده على "الثقة بجيشها وشركائها الاستراتيجيين"، ويؤكد أنّه "ليست هناك حاجة إلى قوات من المتطوعين عند الحدود مع طاجيكستان"، بعد اشتباكات دامية هناك، الأسبوع الماضي.
-
قرغيزستان تحثّ على الهدوء عقب اشتباكات حدودية دامية مع جارتها طاجيكستان
دعا رئيس قرغيزستان، صادر جباروف، بلاده، اليوم الإثنين، إلى "الثقة بجيشها وشركائها الاستراتيجيين". وقال إنّه "ليست هناك حاجة إلى قوات من المتطوعين عند الحدود مع طاجيكستان"، بعد اشتباكات دامية هناك الأسبوع الماضي.
ولقي ما لا يقل عن 100 شخص حتفهم، بين 14 و16 أيلول/سبتمبر، في قتال استُخدمت فيه الدبابات والطيران والمدفعية الصاروخية، على جزء متنازع عليه من الحدود في مقاطعة باتكين في قرغيزستان.
وقال جباروف، في خطاب بثّه التلفزيون، في يوم أعلنه للحداد الوطني: "نواصل جهودنا لحلّ القضايا الحدودية بين قرغيزستان وطاجيكستان، بطريقة سلمية بحتة".
وأضاف: "أودّ أن أشير إلى نقطة أخرى. أحثّ على الهدوء بين الرجال والشبان المستعدين للذهاب إلى باتكين. لدينا محاربون شجعان، وقوات كافية لصدّ من ينتهكون حدودنا".
من جهة أخرى، قالت السلطات في قرغيزستان إنّها "تفاوضت، اليوم الإثنين، من أجل إطلاق سراح أربعة من حرس الحدود أَسرتهم القوات الطاجيكية خلال الصراع".
وقالت وزارة الخارجية الطاجيكية، اليوم الإثنين، إنّ "مفتاح حلّ النزاع يكمن في المفاوضات"، وكرّرت التأكيد أنّ "قرغيزستان هي التي حرّضت على القتال".
عشرات القتلى والجرحى
وقُتل العشرات، بينهم مدنيون، هذا الأسبوع، خلال مواجهات حدودية بين طاجيكستان وقرغيزستان، كما أعلن الطرفان الأحد، في أسوأ موجة عنف منذ أعوام بين البلدين، اللذين أعلنا هدنة هشّة. وأفادت بشكيك أيضاً بأنّ 140 شخصاً أُصيبوا بجروح.
وأعلنت قرغيزستان، يوم الجمعة الفائت، وقف إطلاق النار مع طاجيكستان. ومنذ ذلك الوقت، شهدت الحدود اشتباكات محدودة، وغلب الهدوء الحذر عليها، بينما بدأت المفاوضات بين الطرفين.
وكانت معارك حدودية سابقة واسعة النطاق جرت في نيسان/أبريل 2021، أدّت إلى مقتل نحو خمسين شخصاً.
وتشهد المناطق الحدودية بين الجمهوريتين السابقتين في الاتحاد السوفياتي حوادث متكررة، بسبب وجود أراضٍ واسعة متنازع عليها، بحيث لم يتم، حتى الآن، ترسيم نحو 519 كيلومتراً من الشريط الحدودي بين البلدين، والممتد على طول 980 كيلومتراً.
"صديقتان لموسكو": بوتين يدعو إلى الهدوء
ودعت روسيا الجانبين القرغيزي والطاجيكي إلى "اتخاذ تدابير لمنع أي استفزازات عند الحدود بين البلدين"، مشيرةً إلى "استعدادها لمساعدة الجانبين على حل مسائل الحدود".
وخلال محادثات هاتفية، حضّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، البلدين على تجنّب "أي تصعيد جديد" خلال اتصال مع كل من رئيس قرغيزستان، صادر جاباروف، ورئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن.
وجاء في بيان للكرملين أنّ الرئيس الروسي "دعا الطرفين إلى تجنّب أي تصعيد جديد، وإلى اتّخاذ تدابير لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن، وذلك عبر الوسائل السلمية والسياسية والدبلوماسية حصراً".
ويستضيف البلدان قواعد عسكرية روسية، وتربطهما علاقات وثيقة بموسكو، إذ إنهما عضوان في عدد من التكتلات العسكرية والاقتصادية التي تقودها روسيا، التي أحجمت عن الانحياز إلى أيّ جانب في الصراع، واكتفت بحثّ الجانبين على حلّه سلمياً.