قبرص تُرحّب برفع الحظر الأميركي على استيرادها الأسلحة
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس يرحّب بقرار واشنطن رفع حظر السلاح على قبرص، وتركيا تعتبر أنّ القرار "يتعارض مع مبدأ المساواة بين الطرفين في الجزيرة".
رحّب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، اليوم السبت، بقرار الولايات المتحدة الرفع الكامل لحظر الأسلحة المفروض منذ عقود على الجزيرة المقسمة، بشرط أن تواصل نيقوسيا منع السفن الحربية الروسية من دخول موانئها.
وقال أناستاسيادس عبر تغريدةٍ في حسابه في "تويتر": "هذا قرار تاريخي يعكس العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، بما في ذلك في مجال الأمن".
It is with great satisfaction that I welcome the announcement by 🇺🇸 @StateDept on the complete lifting of the U.S. arms embargo on Cyprus🇨🇾. This is a landmark decision, reflecting the burgeoning strategic relationship between the two countries, including in the area of security.
— Nicos Anastasiades (@AnastasiadesCY) September 17, 2022
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "رفع أمس الجمعة القيود التجارية على المعدات الدفاعية عن قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف برايس أنّه "مع الرفع الكامل للحظر، يُتوقع أن تواصل قبرص تعاونها مع واشنطن، لا سيما من خلال مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع السفن العسكرية الروسية من الوصول إلى الموانئ للتزود بالوقود والصيانة".
ويقول بعض النقاد إنّ الحظر الأميركي كانت له نتائج عكسية، لأنه أجبر قبرص على البحث عن شركاء آخرين، بينما تنشر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي قوات في شمال الجزيرة، التي أعلن فيها قيام جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وعبّر مسؤولون أميركيون عن خشيتهم من أنّ الحظر سيقرّب قبرص من روسيا، بعد أن وقّعت نيقوسيا اتفاقية مع موسكو في العام 2015 تسمح للبحرية الروسية بالوصول إلى موانئها.
تركيا تندد بقرار واشنطن رفع حظر السلاح على قبرص
تركيا، من جهتها، نددت بتوسيع الولايات المتحدة الأميركية نطاق قرار رفع حظر السلاح المفروض على قبرص منذ أكثر من 30 عاماً، داعيةً واشنطن إلى "اتباع سياسة متوازنة تجاه طرفي جزيرة قبرص".
وأكّدت وزارة الخارجية التركية، اليوم السبت، دعمها لموقف قبرص الشمالية إزاء قرار واشنطن رفع حظر السلاح عن قبرص الجنوبية.
وقال البيان إن "قرار واشنطن، الذي يتعارض مع مبدأ المساواة بين الطرفين في جزيرة قبرص، سيجعل قبرص الجنوبية أكثر تعنتاً ويؤثر سلباً في المساعي الرامية إلى إيجاد حل لقضية قبرص، ويؤدي إلى سباق تسلح في الجزيرة، ويضر بالسلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط".
وشددت الخارجية التركية على ضرورة قيام المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة الأميركية، بتكريس "مبدأ المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للشعب القبرصي التركي، والمؤكد في معاهدات عامي 1959 و1960، والعمل وفقاً لذلك".
وفرضت واشنطن حظراً على توريد الأسلحة إلى قبرص بأكملها في العام 1987،بعد أن قُسمت منذ الغزو التركي في العام 1974 والسيطرة على قسمها الشمالي، رداً على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون أرادوا إلحاق الجزيرة باليونان.
وانضمّت جمهورية قبرص عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي، الذي تنحصر مكتسباته في الشطر الجنوبي من الجزيرة، حيث يقطن قبارصة يونانيون، وتحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة. أمّا في الشمال، فلا تعترف سوى أنقرة بجمهوريّة شمال قبرص.
وبعد فشل جولات تفاوض كثيرة برعاية الأمم المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، أبرزها في سويسرا عام 2017، يطالب إردوغان بإقامة دولتين، وباعتراف المجتمع الدولي بشمال قبرص.