في ثأرها للأحرار .. المقاومة تمسك بزمام المبادرة عسكرياً وسياسياً

كيف تتحكّم المقاومة الفلسطينية عسكرياً وسياسياً في مسار المواجهة مع المحتلّ الإسرائيلي؟ وكيف كشفت معركة "ثأر الأحرار" نقاط ضعفه؟

  • في ثأرها للأحرار .. المقاومة تمسك بزمام المبادرة عسكرياً وسياسياً
    في ثأرها للأحرار .. المقاومة تمسك بزمام المبادرة عسكرياً وسياسياً

لا تبحث المقاومة عن مخرجٍ للمواجهة، غدرت بها "إسرائيل" فامتصّت الصدمة، حدّدت الأهداف وتحكّمت في الوقت وأعادت توجيه مسار المواجهة مع الاحتلال. بجدارةٍ إذاً أمسكت المقاومة الفلسطينية بزمام المبادرة، تتحكّم عسكرياً وسياسياً في مسار الصراع، ويرتفع الدعم العربي والعالمي لها، فيما يخفت تدريجياً الدعم الغربي لـ "إسرائيل". 

عموماً حالة المقاومة تتقدّم عالمياً، باتت شعاراً جذّاباً وعملياً يُفتخَر به ولا سيّما في كثيرٍ من دول أميركا اللاتينية. 

 لماذا يبدو الاحتلال مصدوماً بهذه الطريقة؟

محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحّام، رأى أنّ "الجديد سياسياً أنّ الدعم الأميركي لم يعد شرطاً للانتصار للاحتلال"، مشيراً إلى أنّه "مقابل الخلافات الداخلية الإسرائيلية هناك موقف سياسي فلسطيني موحّد".

وأضاف أنّ "كل هذا الكم للسلاح لم يعد يضمن الانتصار لإسرائيل"، وتابع أنّ "تكتيكات المقاومة وأيضاً أسلحتها النوعية، والصاروخ الذي خرج ومرّ فوق إسرائيل وأسقط بنايات شكّلت جميعها علامة فارقة في الصراع".

وأكّد أنّ "الارتباك الإسرائيلي، سواء العسكري أو الأمني تقابله غرفة مشتركة منظّمة تعرف بنك أهداف".

ما هي أسباب غياب وفقدان زمام المبادرة من قبل المحتلّ الإسرائيلي؟

محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عز الدين قال إنّ "التحليلات العميقة تصوّب على غياب استراتيجية ناجعة لإسرائيل، وفي المقابل فإنّ استراتيجية غزة قائمة على إزالة الاحتلال".

وأضاف أنّ "إسرائيل حاولت منذ 2005 حصار الشعب الفلسطيني بالجو والبحر والبر"،  مشدداً على أنّ  "كلّ الصراعات والتضييقات والإمكانات بدعم غربي وعربي لم تستطع أن توقف المقاومة". 

اقرأ أيضاً: عارضةً "براق 85".. "سرايا القدس" للاحتلال: لن ينفعكم مقلاعكم

هل يمكن أن يؤدي صمود المقاومة إلى ارتفاع بمستوى تأييد الرأي العالمي لها؟

محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، رأى أنّ "التعاطف في الرأي العام الدولي أو أيّ رأي عام نحو قضايا الحق والعدل والتحرّر مسألة منطقية"، مشيراً إلى أّنّ "المشكلة التي نواجهها في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي هي أعدل قضية في التاريخ المعاصر أنّ هناك حالة من التشوّش والإرباك تتمّ لهذا الرأي العام الدولي".

وقال إنّ " مقدار الصمود هو الذي سيعزّز التعاطف الإنساني، ولكن يجب رعاية الرأي العام الدولي". 

ما أكثر نقاط ضعف "الجيش" الإسرائيلي؟ 

محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام، قال إنّ "نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي ليس في الجبهة الداخلية، وإنّما بالرؤية الاستراتيجية". مضيفاً أنّ " إسرائيل، كانت تكسب معركة وتخسر حرباً، اليوم تخسر معركة وتخسر حرباً".

وأشار إلى أنّ "ثمن صاروخ واحد من مقلاع داوود يساوي مليون دولار، لكن لا يستطيع أن يحقّق الانتصار". وتابع أنّ "الجيش الإسرائيلي اليوم عليه أن يُعيد النظر في مفهومه لاحتلال شعب آخر".

ما هو مناخ الرياح الأوروبية تجاه "إسرائيل"؟ 

محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عز الدين قال إنّ "بيان الاتّحاد الأوروبي الذي لم يذكر بضرورة دفاع إسرائيل عن نفسها والذي يعد أول مرة كان لافتاً جداً". وأضاف أنّ اللافت كان بيان الخارجية الألمانية الذي قال إنّ "حقّ الدفاع عن النفس مشروط بالنسبة والتناسب واحترام القانون الدولي وعدم الاعتداء على المدنيين".

وأضاف أنّ "هناك مناخاً ورياحاً  أوروبية مختلفة، بدأنا نشعر به منذ معركة حوارة وسيف القدس".

من يحكم المزاج الإسرائيلي؟

محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام أكّد أنّ "مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تحكم المزاج الإسرائيلي، فالزمن الذي كانت فيه الرقابة العسكرية تفرض نمط تفكيرها على المستوطنين قد ولّى". وتابع قائلاً: "اليوم كل إسرائيلي يُخرج هاتفه الذكي ويصوّر ما يحدث وينقله، ما يجعل الرقابة العسكرية مهمة صعبة". 

وتابع أنّ "خطاب الصحافيين الإسرائيليين لا يزال محكوماً برقابة ذاتية مائلة للرواية العسكرية الإسرائيلية، وهذا يمكن أن تفهمه من خلال تشابه العناوين في جميع الصحف الإسرائيلية والمواقع الرسمية حينما تكون هنالك حرب".

الصمود الشعبي وتثبيت خيار المقاومة 

محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية منذر سليمان قال إنّ "المقاومة هي التي تتصدّر للمواجهة، وتتصدّر الاتصالات والوساطات الدولية أو الإقليمية"، متسائلاً: أين هي السلطة الفلسطينية؟ 

وتابع قائلاً: "ربّما يتحرّك مندوب فلسطين في الأمم المتّحدة ويصدر بياناً ولكن هذه إشكالية يجب أن تُصحَّح".

وأكّد أن "تثبيت خيار المقاومة هو الأساس". وتابع أنّه على المستوى الميداني فإنّ "المقاومة هي القيادة الفعلية والشعب الفلسطيني يؤكد قيادة المقاومة، إلا أنّ السلطة الفلسطينية لا تزال في مكان آخر، لا تزال بعيدة عن برنامج التحرير لحركة تحرّر وطني".

وشدد على أنّ "الصمود الفلسطيني سيعطي دفعة باتّجاه تصحيح هذا الوضع لبناء هيكلية قيادية للمقاومة".

اقرأ أيضاً: المقاومة تدكّ تجمّعات الاحتلال العسكرية عند أطراف غزة.. وتتوعّد: سنزلزل أمنكم

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تعلن عن تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" بتوجيه ضربات صاروخية كبيرة لمواقع ومستوطنات الاحتلال، وذلك رداً على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس.

اخترنا لك