فرنسا ستفتح أرشيفها الخاص بحرب الجزائر قبل 15 عاماً من المهلة القانونية
وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو تعلن عن قرب رفع السرية عن أرشيف "التحقيقات القضائية" للحرب الجزائرية، بغية "إعادة بناء عدّة أمور مع الجزائر ولكن لا يمكن التقدم في هذه العملية إلا على أساس الحقيقة".
أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلو، عن قرب رفع السرية عن أرشيف "التحقيقات القضائية" للحرب الجزائرية (1954-1962) بعد حوالى 60 عاماً وبينما تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة منذ أشهر.
وقالت باشلو لمحطة "بي اف ام تي في" اليوم الجمعة "أفتح قبل 15 عاماً أرشيف التحقيقات القضائية لقوات الدرك والشرطة حول حرب الجزائر".
وشددت باشلو على أن فرنسا تريد إعادة بناء عدّة أمور مع الجزائر ولكن لا يمكن التقدم في هذه العملية إلا على أساس الحقيقة.
وفي ردها على سؤال عن تداعيات هذا القرار، خصوصاً الاعتراف الفرنسي مستقبلاً حول ارتكاب الجيش الفرنسي عمليات تعذيب في الجزائر، أجابت إنه "من مصلحة فرنسا الإقرار بأن التعذيب حدث فعلاً".
Guerre d'Algérie: Roselyne Bachelot (@R_Bachelot) annonce qu'elle ouvre "avec 15 ans d'avance" les archives sur les enquêtes judiciaires pic.twitter.com/RGEtCXyfmC
— BFMTV (@BFMTV) December 10, 2021
وفي السياق نفسه، أعلن مجموعة من النواب في الجمعية العامة الفرنسية عن طرح مشروع قانون يتكون من بند واحد تعترف بموجبه السلطات الفرنسية بمسؤوليتها عن مجازر السابع عشر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1961، والتي راح ضحيتها عشرات الجزائريين.
يذكر أن تصريحات وزيرة الثقافة الفرنسية تأتي قبل يوم واحد من إحياء الجزائر، لذكرى مظاهرات 11 كانون الثاني/ديسمبر 1961، والتي شهدت سقوط عشرات الشهداء الجزائريين بنيران الجنود الفرنسيين، فقط لأنهم خرجوا في تظاهرات سلمية مطالبين بالحرية والاستقلال.
كما تأتي أيضاً بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الجزائر ولقائه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وعدة مسؤولين كبار في الدولة، حيث قال إن زيارته"تهدف إلى تعزيز الثقة بين فرنسا والجزائر، في كنف السيادة الكاملة لكلِّ بلد".
ومطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نشبت أزمة دبلوماسية بين فرنسا والجزائر بعد تصريحات مفاجئة وغير مسبوقة تجاه الجزائر، أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شكَّك فيها بوجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي، وقال إن "التاريخ الرسمي الجزائري أُعيدت كتابته بالكامل، وهو لا يقوم على الحقائق"، كما اتّهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأنه "تحت تأثير المحيطين به".
وبعدها بأيام قليلة، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "أضر بكرامة الجزائريين"، وأعرب عن تشاؤمه من احتمال قرب نهاية الخلاف بين باريس والجزائر.
واعتبر تبون تصريحات ماكرون المشكّكة في وجود الأمة الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، بأنها "خطيرة للغاية".