"فايننشال تايمز": على مجموعة السبع أن تقبل أنها لا تستطيع إدارة العالم
مجموعة السبع الاقتصادية تتعامل كحكومة عالمية، في حين أنّ هيمنتها الاقتصادية والهيمنة الأميركية على العالم "أصبحتا تاريخاً"، وفق ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ الهيمنة الأميركية، والهيمنة الاقتصادية لمجموعة السبع "أصبحتا تاريخاً"، مؤكدةً أنّه يتحتم على المجموعة الاقتصادية أن تتقبل أنّها لا تستطيع إدارة العالم.
واسترجعت الصحيفة التذكير بمقالٍ كانت قد نشرته مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية بشأن القمة الأولى لمجموعة العشرين، والتي انعقدت في واشنطن عام 2008، والذي جاء تحت عنوانٍ رئيسي لافت هو "وداعاً G7، مرحباً G20"، وجادل بأنّ القمّة تمثّل "تحولاً حاسماً في النظام القديم".
وأكّدت الصحيفة أنّ الآمال في نظامٍ اقتصادي عالمي تعاوني، قد تبخرت، وذلك بعد أنّ وصل إلى ذروته في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في لندن، عام 2009، لافتةً إلى أنّ العالم السابق لهيمنة مجموعة السبع هو أبعد ما يكون عن عالم التعاون الذي تقدمه مجموعة العشرين.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ التعاون العالمي لا يبدو ممكناً اليوم، ولا الهيمنة الغربية أيضاً، وأنّه قد يتبع هذا الوضع انقساماً وفوضى مقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى بيان قمة مجموعة السبع الأخيرة، التي عقدت في مدينة هيروشيما اليابانية، والذي ذكرت بأنّه يُقرأ مثل بيانٍ لحكومة عالمية، فقد جاء في 19 ألف كلمة، وقد طال موضوعاتٍ كثيرة بدون أن يترك تناول أي موضوع عالمي في أي مستوى من مستويات الأهمية، لكنّه من جهةٍ أخرى يدلّ على أنّه عندما "يكون كل شيء أولوية، فلا شيء يكون أولوية".
علاوة على ذلك، فإنّ لحظة القطب الواحد، والتي عاشتها الولايات المتحدة الأميركية في الفترة السابقة، إضافةً إلى الهيمنة الاقتصادية لمجموعة السبع، تمثّل تاريخاً الآن.
اقرأ أيضاً: بالبيانات والأرقام.. اقتصاد "البريكس" يتفوّق على اقتصاد مجموعة السبع
وعلى الرغم من أنّ مجموعة السبع لا تزال الكتلة الاقتصادية الأقوى في العالم، وهي تواصل إنتاج جميع العملات الاحتياطية الرائدة في العالم، لكنّ حصتها من الناتج العالمي (في القوة الشرائية) انخفضت من 44% إلى 30%، بين عامي 2000 و2023، كما انخفضت حصة جميع البلدان ذات الدخل المرتفع من 57% إلى 41%، بينما ارتفعت حصة الصين من 7% إلى 19%.
وتواصل الصين الآن الصعود كقوةٍ اقتصادية عظمى، وذلك من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، حيث أصبحت بشكلٍ مهم مستثمراً ضخماً وموفراً بارزاً للديون في البلدان النامية.
وتُعد الصين شريكاً اقتصادياً أكثر أهمية من مجموعة السبع، بالنسبة لعدة بلدان من الدول الناشئة والنامية، وتُعد البرازيل أحد أبرز الأمثلة عليها.
وبينما تواصل مجموعة دول السبع التواصل مع عدد من الدول، تقدمت 19 دولة بطلباتٍ للانضمام إلى مجموعة دول "بريكس"، والتي تضم بالفعل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.