عالِم سياسي أميركي: الانتخابات هي الدافع وراء خوض الرؤساء الأميركيين الحروب

كتاب لعالِم سياسي أميركي يطرح تفسيراً جديداً لخوض الرؤساء الأميركيين حروباً، ويرى أنّ الانتخابات هي السبب الرئيسي، وليس المعتقدات الأيديولوجية أو حتى المصالح المادية.

  • مشاهد من الحرب في فيتنام
    مشاهد من الحرب في فيتنام

تناولت صحيفة "فورين بوليسي"، الأسباب التي دفعت الرؤساء الأميركيين، إلى خوض حروب، وإساءة استخدام السلطة كقائد أعلى للقوات المسلحة.

وذكرت الصحيفة أنّ هناك أمراً ثابتاً واحداً في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، هو أنّ الرؤساء يرتكبون في كثير من الأحيان أخطاء فادحة، وفيتنام خير مثال على ذلك، مشيرةً إلى أنّ "المؤرخين وعلماء الاجتماع، سكبوا قدراً كبيراً من الحبر في محاولة تفسير الأسباب التي دفعت رؤساء الولايات المتحدة إلى إساءة استخدام السلطة كقائد أعلى للقوات المسلحة".

الإجابة عن ذلك لدى العديد من الأكاديميين، كانت تكمن في المعتقدات الأيديولوجية التي أعمت المسؤولين المنتخبين عن الحقائق على الأرض. أما في كل من فيتنام وكوريا، فإن "نظرية الدومينو" هي المسؤولة، وفقهم، حيث يرى الرؤساء الأميركيون أنّه إذا سقطت دولة صغيرة في قبضة الشيوعية، فإن دولاً أخرى ستتبعها.

أسباب أخرى مختلفة تماماً توصل إليها مؤرخو اليسار الجديد في الستينيات والسبعينيات. فبالنسبة لهم، ذهبت الإدارات الأميركية إلى الحرب من أجل إرضاء مجموعات المصالح، أو لجان الكونغرس، أو تغذية ميزانيات مقاولي الدفاع، أو تأمين السيطرة الإقليمية والموارد الطبيعية القيمة، بحسب ما أوردته "فورين بوليسي".

لكن، على مدى العقد الماضي، رأى أكاديميون أن الأسباب الأيديولوجية أو المصالح المادية التي تم ذكرها أعلاه، ليست السبب وراء اندفاع الرؤساء إلى شنّ حرب ما، بل السبب يكمن في "السياسة الانتخابية". واستشهدت الصحيفة بكتاب للعالِم السياسي أندرو باين، عنوانه: "الحرب على الاقتراع: كيف تشكل الدورة الانتخابية عملية صنع القرار الرئاسي في الحرب".

ويرى العالِم السياسي أندرو باين في كتابه، إنّ "القادة عادة ما يأخذون الاعتبارات الانتخابية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية في الحرب".

وحدد باين في كتابه 5 طرق يمكن أن تؤثر بها الانتخابات الأميركية في عملية صنع القرار الرئاسي في زمن الحرب. وهي أولاً تأجيل العمل العسكري حتى إجراء الانتخابات. ثانياً، تخفيف العمل الاستراتيجي الجيد حتى التصويت. ثالثاً، تسريع النشاط العسكري للظهور بقوة قبل الانتخابات. رابعاً: كسر أو الوفاء بتعهدات الحملة الانتخابية بشأن الحرب بناءً على نتائج الانتخابات، وخامساً: التخريب، أي عندما تتداخل الانتخابات مع استراتيجيات المساومة أو تعطلها.

كذلك، يقدم الكتاب 3 دراسات لحالة محددة، باستخدام مواد أرشيفية، ووثائق تم إصدارها مؤخراً، ومقابلات حول كوريا وفيتنام والعراق.

وفي كل حالة، انتصرت المصلحة الانتخابية الذاتية على المصلحة الاستراتيجية الوطنية، وفق ما ذكرته "فورين بوليسي". 

أحد الأمثلة التي طرحها باين، عندما دفع الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان، إلى تسريع المشاركة في الحرب في كوريا، والسبب أنّ لديه مخاوف من الظهور بمظهر ضعيف قبل الانتخابات النصفية لعام 1950.

مثال آخر طرحه باين، هو عندما "قاوم الرئيس جورج دبليو بوش زيادة وجود القوات الأميركية في العراق إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي في عام 2006، خوفاً من أن يؤثر هذا في الناخبين"، وهذا أمر اعترف به في مذكراته.

أيضاً، عندما ترشح باراك أوباما للرئاسة، وعد بسحب القوات من العراق، لكنه تباطأ بعد فوزه في الانتخابات ومواجهة مخاوفه بشأن الانتخابات النصفية، ثم قام بعد ذلك بتسريع عملية الانسحاب مع اقتراب حملة إعادة انتخابه، مدركاً أن العديد من الديمقراطيين سيقيمون ما إذا كان قد نفذ التزامه، بحسب ما نقلته الصحيفة من كتاب العالِم السياسي.

وفي السياق عينه، ذكرت "فورين بوليسي"، أنّ "الرئيس السابق ريتشارد نيكسون اعترف صراحةً، بأنّه عندما يتعلق الأمر بتحديد أفضل مسار للعمل في زمن الحرب، فإن الفوز في الانتخابات أمر بالغ الأهمية".

ووصولاً إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، سألت "الميادين"، محلل الشؤون الدولية والاستراتيجية لديها، منذر سليمان، عن تأثير قرارات الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وهو مرشح لتولي الرئاسة مجدداً، حيال الحرب في أوكرانيا، في مصير السباق الرئاسي في 2024.

ورأى سليمان أنّ "فشل القوات الأوكرانية في الحرب سيكون له ارتدادات على الداخل الأميركي وعلى مصير الانتخابات المقبلة".

اخترنا لك