سياسة ممنهجة للاحتلال الإسرائيلي: تهجير مسيحيي فلسطين ونهب ممتلكاتهم
صحيفة "دايلي مايل" البريطانية تنشر تقريراً يضيء على معاناة المسيحيين بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وتشير إلى أن المستوطنين يقودون عمليات التوغّل في الأحياء المسيحية.
قالت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية إن المسيحيين الفلسطينيين في الأرض المقدسة، في مدينتي القدس وبيت لحم، يطالبون بالمساعدة مع استمرار تضاؤل أعدادهم، ويواجهون التمييز والصعوبات الاقتصادية.
وأجرت الصحيفة مقارنة بين مسيحيي بريطانيا، الذين يتطلعون إلى عيد الميلاد على الرغم من أزمة غلاء المعيشة والفوضى، التي سببتها الإضرابات، وبين مسيحيي القدس المحتلة، الذين بدأ اعتناقهم المسيحية قبل 2000 عام، والذين يقاسون جميع أنواع المعاناة.
وتشير الصحيفة إلى أن المسيحيين في القدس، والبالغ عددهم 31000 عام 1948، كانوا يشكّلون 20% من السكان، بينما يبلغ عددهم 10000 فقط الآن، أي أقل من 2% من عدد الفلسطينيين، لافتة إلى أن الأرقام آخذة في الانخفاض.
وبحسب "دايلي مايل"، "يتم البصق على رجال الدين وهم يقودون مواكب إلى كنيسة القيامة المقدسة، المبنية على موقع قبر يسوع الشهير، وتتعرض كنائس أخرى للهجوم من مثيري الحرائق" من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
ووقعت حادثة من هذا النوع عندما بصق جنود إسرائيليون، من لواء "غفعاتي"، على رجال دين مسيحيين رفيعي المستوى، وعلى الصليب الذي يحملونه، خلال مسيرة عيد الصليب في القدس المحتلة.
وروى رجل دين رفيع من الكنيسة الأرمنية أن قوات الاحتلال "بصقوا عليه وعلى الصليب الذي يحمله"، وهو يستذكر لحظات من المسيرة الاحتفالية التي نُظِّمَتْ الشهر الماضي، والتي تحوّلت، بحسب كلامه، إلى "مسيرة إهانة وانفعال".
المستوطنون يقتحمون الأحياء المسيحية
وأكّدت الصحيفة أن "المستوطنين قادوا عمليات الاقتحام في الحي المسيحي، والتي تجلت مؤخراً بالاستيلاء على دار ضيافة ليتل بترا، التي احتُلت بصورة غير قانونية في نيسان/أبريل الجاري، وهي في طور التجديد وتجريدها من جميع علامات استخدامها السابق".
ويرى السياح الذين يأتون إلى القدس المحتلة مؤشرات على التحديات التي يواجهها المسيحيون الفلسطينيون، وعلامات التوتر موجودة في كل مكان.
ففي جبل صهيون، تقول الصحيفة إن "هناك كنيسة أرثوذكسية يونانية يعتقد بعض المسيحيين أنها كانت تُستخدم من أتباع يسوع الأوائل، تحتاج إلى الحماية بواسطة القضبان والأسوار، واستُهدفت مراراً وتكراراً من جانب المخربين" من المستوطنين.
وفي حزيران/يونيو الماضي، تمّ اختراقها من حانب أعضاء جماعة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، زُعم أنهم قالوا لحارس الأمن: "نحن نعلم أين تعيش وسوف نقتلك". كذلك هاجمت الجماعة مجموعة من الكهنة الأرمن، الأمر الذي أدى إلى نقل أحدهم إلى المستشفى في أيار/ مايو من العام الماضي.
في المقابل، وعلى الرغم من تعسف الاحتلال الاسرائيلي، الذي يمنع، كما في كل عام، المئات منهم من السفر إلى الضفة والقدس المحتلتين، يُحْيي المسيحيون في غزة احتفالات الميلاد المجيد بإضاءة شجرة عيد الميلاد.
الوجود المسيحي في فلسطين
وأشارت تقديرات إلى أن "أعداد الفلسطينيين المسيحيين وصلت إلى 2.3 مليون نسمة، أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين".
وباتت نسبة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 1%، بعد أن كانوا يشكلون قبل النكبة عام 1948 نحو 11.2%، والسبب الرئيس في هذا الانخفاض هو سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تهجيرهم من أرضهم.
ويعيش 45 ألف مسيحي في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، موزعين بين الضفة الغربية التي يقطنها 40 ألفاً، وقطاع غزة الذي يقطنه 850 مسيحياً، والقدس المحتلة التي تضم أقل من 4 آلاف منهم، في حين يُظهر أحدث التقديرات أن نسبتهم لا تتجاوز 0.60% من مجموع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية.
ويتركز وجود المسيحيين الفلسطينيين في مدن بيت لحم والقدس والناصرة ورام الله وحيفا ويافا وبيرزيت وعدة قرى في الجليل الأعلى شمالي فلسطين.
وبحسب بيان سابق للأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، حنا عيسى، فإن من بين الفلسطينيين الذين تعرضوا للتهجير وعاشوا تجربة اللجوء، ما بين 40 و50 ألفاً من المسيحيين العرب، الذين كانوا يشكّلون أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين عام 1948.
ويقول عيسى إن عدد السكان المسيحيين كان يتجاوز 30 ألف مسيحي في القدس عام 1944، ثم تراجع عددهم بالتدريج ليصبح اليوم أقل من 5 آلاف نسمة.