زعيم "طالبان" يظهر علناً بهدف مناقشة قضايا محلية
الزعيم الأعلى لـ"طالبان" هبة الله أخوند زادة، المتخفي في قندهار، يظهر في العاصمة كابول خلال تجمع يضم أكثر من 3 آلاف مشارك من الزعماء الدينيين.
شارك القائد الأعلى لحركة "طالبان" هبة الله اخوند زاده، الذي قلما يشارك في مناسبات عامة، في اجتماع لشخصيات دينية الجمعة في كابول دعا إليه نظام الحركة المتطرفة لتعزيز شرعيته.
وأعلنت وكالة الأنباء "بختار" التابعة لـ"طالبان" أنّ الزعيم الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زاده، انضم إلى تجمع كبير للزعماء الدينيين ووجهاء قبائل في العاصمة كابول، اليوم الجمعة، "بهدف مناقشة قضايا الوحدة الوطنية".
واشارت إلى أنّ "الزعيم المنعزل، الذي يتخذ من مدينة قندهار الجنوبية مقراً له، حضر اجتماعاً يضمّ أكثر من 3 آلاف مشارك من الرجال". ولم يسمح لأي امرأة بالمشاركة في هذه الاجتماعات، إذ اعتبرت حركة "طالبان" أنّ الأمر غير ضروري لأنهنّ ممثلات بأقارب ذكور.
ونقلت لوكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في "طالبان" أنه سيسمح للمشاركين بانتقاد السلطة، وستطرح مسائل شائكة خلال الاجتماع، من بينها تعليم الفتيات الذي يثير جدلاً حتى داخل الحركة.
ومنذ نهاية آذار/مارس الماضي، منعت حركة "طالبان" مجدداً الفتيات من ارتياد المدارس الإعدادية والثانوية، وذلك بعد ساعات فقط على إعادة فتحها. وهو قرار صدر عن اخوند زاده نفسه، على ما ذكرت مصادر عدة داخل الحركة، بحسب الوكالة الفرنسية.
واحتفظ أخوند زاده بدور المرشد الأعلى الذي شغله منذ العام 2016، وهو أعلى سلطة في الحركة، لكنه نادراً ما يظهر علناً.
وبعد تلقيه تعهدات بالولاء من المشاركين الذين رفعوا أيديهم، هنأ أخوند زاده الحاضرين على انتصار الحركة في أفغانستان وسيطرتها على السلطة، في آب/أغسطس الماضي، بعد انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان.
ونقلت الوكالة عن أخوند زاده قوله: "نجاح الجهاد الأفغاني ليس مصدر فخر للأفغان فحسب، بل للمسلمين في جميع أنحاء العالم أيضاً".
وبدأ التجمع في كابول، أمس الخميس، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وكان يمكن سماع دوي إطلاق نار متواصل بالقرب من موقع التجمع، وقال متحدثون باسم "طالبان" إنّه "نتج عن إطلاق رجال الأمن النار على موقع مريب"، وأنّ الوضع تحت السيطرة.
وفي كلمة له خلال الاجتماع، قال نائب زعيم "طالبان"، والقائم بأعمال وزير الداخلية، سراج الدين حقاني، إنّ "العالم يطالب بحكومة شاملة وتعليم شامل، وإنّ هذه القضايا تحتاج إلى وقت" .
وأضاف: "هذا التجمع يتعلّق بالثقة والتفاعل، نحن هنا لنصنع مستقبلنا وفقاً للإسلام والمصالح الوطنية".
وتراجعت حركة "طالبان" عن إعلان سابق بأنّ جميع المدارس ستفتح في آذار/مارس، ما أثار انتقادات من الحكومات الغربية التي تقوض عقوباتها الصارمة الاقتصاد الأفغاني بشدة.
وشدّد المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد على أنّهم "سيحترمون قرارات أولئك الذين حضروا الاجتماع، لكن الكلمة الأخيرة في تعليم الفتيات تعود إلى المرشد الأعلى".
وقضى أخوند زاده معظم فترة زعامته في الظّل، ما سمح لآخرين بأخذ زمام المبادرة في المفاوضات مع الولايات المتحدة وحلفائها.