روسيا: أوكرانيا تزيّف الأحداث لتشرّع إمدادات الأسلحة لكييف
الإدارة الرئاسية الروسية تقول إنّ "كييف ودول الناتو يحاولون تزييف الأحداث فور وقوعها في أوكرانيا لإضفاء الشرعية على توريد الأسلحة الثقيلة".
قال النائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية الروسية، سيرغي كيرينكو، اليوم الأربعاء، إنّ كييف ودول "الناتو" يحاولون تزييف الأحداث فور وقوعها في أوكرانيا، وذلك لإضفاء الشرعية على توريد الأسلحة الثقيلة.
وأضاف كيرينكو، خلال افتتاح منتدى "ديغوريا" للعلماء السياسيين الشباب: "بالفعل، كما يقال، يحاولون إعادة تأويل الأحداث بشكل علني، وهذا ما يحدث الآن أمام أعيننا عندما قصفت القوات الأوكرانية منطقة محطة الطاقة النووية زابوروجيه، هذا الأسبوع".
وبالتزامن، دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع، روسيا إلى تسهيل إرسال خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه النووية في أوكرانيا "من أجل توضيح المسائل في مجال السلامة النووية"، معقبين بأنّ موظفي الوكالة "يجب أن يكونوا قادرين على الوصول بشكل آمن وغير مقيد إلى جميع المنشآت النووية في أوكرانيا، وكذلك التواصل بشكل مباشر وحر مع الموظفين الأوكرانيين المسؤولين عن تشغيل هذه المرافق".
واتّهم الكرملين قبل أيام، قوات كييف بالوقوف خلف قصف أكبر محطة نووية في أوكرانيا وأوروبا، محذّراً من "عواقب كارثية" على أوروبا. يأتي ذلك بعد إطلاق المدفعية الأوكرانية النيران مرة أخرى على المحطة، بحسب الخارجية الروسية.
وحملت موسكو المسؤولية لكييف بشأن المحطة النووية قائلة إنّ "العالم يتجه إلى حافة الهاوية في ظل الغارات التي تشنها أوكرانيا على محطة الطاقة النووية في زابوروجيه"، معتبرة أنّ الأمم المتحدة "تتصرف بشكل غير مسؤول بعرقلتها مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في زابوروجيه".
وكانت روسيا قد نفت اتهام الولايات المتحدة القوات الروسية باستخدام أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا "درعاً نووية، من خلال نشر قوات فيها، ما يمنع القوات الأوكرانية من الرد على إطلاق النار، ويهدّد بخطر وقوع حادث نووي مروع"، بحسب الخارجية الأميركية.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، من أنّ خطر حدوث مواجهة نووية عاد إلى الظهور بعد عقود، داعياً الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام هذه الأسلحة.
ورأى غوتيريش أن أي هجوم على محطة نووية هو "عمل انتحاري"، مطالباً بوقف العمليّات العسكريّة في محيط محطّة زابوروجيه في أوكرانيا، حتّى يتسنّى للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية الوصول إليها.
ضخ الأسلحة يطيل أمد الصراع في كييف
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، إنّ "ضخ الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا يعمل على إطالة أمد الصراع هناك، وزيادة معاناة نظام كييف".
وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى دول حلف شمال الأطلسي بسبب تزويد أوكرانيا بالأسلحة، مصرّحةً بأنّ دول "الناتو" "تلعب بالنار" بسبب تزويدها أوكرانيا بالأسلحة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، موضحة أنه "تمّ الحصول على إذن رئاسي بمنح مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، لتلبية احتياجاتها الدفاعية الحرجة"، وذلك بعد أيام فقط من إرسالها أسلحة جديدة بقيمة 550 مليون دولار إلى القوات الأوكرانية، بينها ذخائر لقاذفات الصواريخ.
وفي 18 تموز/يوليو، أكّد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، "القرار السياسي للاتحاد الأوروبي بتخصيص 500 مليون يورو إضافية لأوكرانيا لتمويل شراء السلاح"، قائلاً عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنّ "جميع الوزراء أجمعوا على موقفهم بشأن الحاجة إلى مواصلة تقديم الدعم الشامل لأوكرانيا، واتخذوا قراراً سياسياً بتخصيص حزمة جديدة للمساعدة العسكرية".
وفي هذا الصدد، نشرت قناة "CBS" الأميركية تحقيقاً صحافياً، أشارت فيه إلى أنّ جزءاً كبيراً من المساعدات العسكرية التي ترسل إلى أوكرانيا لا تصل إلى وجهتها النهائية.