رئيسي لمبعوثي أذربيجان وأرمينيا: إيران ترفض أي تغيير جيوسياسي في القوقاز
الرئيس الإيراني يشدد خلال استقباله مبعوثي أذربيجان وأرمينيا على أنّ إعطاء موضع قدم للدول الأجنبية في المنطقة تحت أي ذريعة ليس في مصلحة أي دولة، ويؤكد أنّ بلاده تدعم حل الخلافات بين باكو ويريفان عبر الحوار.
قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إنّ "أي تغييرات جيوسياسية في منطقة القوقاز غير مقبولة، وستُلحق الضرر بمصالح دول المنطقة"، مشيراً إلى أنه "يجب حماية حقوق وأمن الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ".
وشدد رئيسي على "وجوب حل القضايا بين أذربيجان وأرمينيا عبر الحوار".
موقف الرئيس الإيراني جاء خلال استقباله مبعوث الرئيس الأذربيجاني الخاص، خلف خلفوف، وأمين مجلس الأمن الأرمني، أرمن كريكوريان، اليوم الأربعاء، في طهران.
كما أكّد رئيسي "ضرورة تحسين العلاقات بين طهران وباكو، والتصدي لمخططات توتير العلاقات بين البلدين".
وتوجّه الرئيس الإيراني لمبعوث الرئيس الأذربيجاني قائلاً "إنّ إعطاء موضع قدم للدول الأجنبية في المنطقة تحت أي ذريعة ليس في مصلحة أي دولة".
بدوره، قال المبعوث الأذربيجاني، إنّ "أذربيجان وإيران تتمتعان بقدرات كبيرة تساعد في تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية والإقليمية".
كما أعرب خلفوف عن "ترحيب باكو بأي نوع حوار وخاصة ضمن صيغة 3+3 لتعزيز التعاون الإقليمي وحل القضايا الإقليمية".
من جهته، قال أمين مجلس الأمن الأرمني: "تُولي بلادنا مكانة خاصة للعلاقات مع إيران"، مؤكداً استعداد بلاده لـ"تطوير العلاقات والتعاون الشامل مع إيران".
إيران تعارض تغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة
وفي وقت سابق اليوم، استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، المبعوث الخاص للرئيس الأذربيجاني، وقال خلال اللقاء إنّ "إيران تعارض بشدة أي مشروع قد يؤدي إلى تغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية، أنّ الجانبين استعرضا آخر التطورات في منطقة القوقاز.
وأكّد أحمديان الأهمية الخاصة التي توليها إيران للنأي بالمنطقة عن كل فوضى أو أزمة، مشدداً على تضافر الجهود بين الدول من أجل إحلال السلام والاستقرار والأمن عبر الحوار في إطاره الإقليمي.
وجدّد المسؤول الإيراني تأكيد موقف بلاده الذي يعترف بأنّ "إقليم ناغورنو كاراباخ هو جزء من الأراضي الأذربيجانية".
كما شدد أحمديان في الوقت نفسه على أنّ "الإجراءات التي قد تؤدي إلى تغيير في الوضع الجيو سياسي للمنطقة، ومنها المزاعم التي يطرحها البعض حول ممر زنغزور، ليست فقط لا تقدّم أي دعم للدول الإقليمية، وإنما تتيح الفرص لدول من خارج المنطقة لكي تتدخل في شؤونها وتفتعل أزمات جديدة في المجال الاستراتيجي"، وفق تعبيره.
من جانبه، أشاد مساعد الرئيس الأذربيجاني بسياسات إيران التي تهدف إلى حماية الأمن والاستقرار الإقليميين، وحلّ قضايا المنطقة في إطارها الإقليمي"، داعياً إلى توسيع العلاقات بين إيران وأذربيجان.
يُشار إلى أنه في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت أذربيجان، عن رغبتها بـإعادة دمج سلمي لإقليم ناغورنو كاراباخ داخل أراضيها وإعادة العلاقات مع أرمينيا، متعهّدة بضمان ممر آمن "للانفصاليين" الأرمن الذين استسلموا في إثر العملية العسكرية التي شنتها باكو واستمرت 24 ساعة.
ووضع الاتفاق حدّاً للعملية العسكرية التي بدأتها القوات الأذربيجانية، وخلّفت 32 قتيلاً على الأقلّ، والتي انتهت بعدما أعلنت باكو والسلطات في ناغورنو كاراباخ وقفاً لإطلاق النار، بعد موافقة "الانفصاليين" على إلقاء أسلحتهم وبدء المحادثات حول إعادة دمج المنطقة المتنازع عليها.