"ذا هيل": أميركا تعاني فقدان ذاكرة غير قابل للشفاء بسبب "جين الغباء"
مقال في صحيفة "The Hill" الأميركية يقول إنّ "النظام القائم على القواعد" في الولايات المتحدة يتعرض للتأكل.
قال الخبير هارلان أولمان، في مقال لصحيفة "The Hill"، إنّ الولايات المتحدة الأميركية تعاني من "فقدان ذاكرة تاريخي غير قابل للشفاء" بسبب "جين الغباء" في الحمض النووي الاستراتيجي والسياسي للبلاد.
ووفق المقال: "مهما كانت الأوبئة فتاكة وقاتلة، فإن حالة فقدان الذاكرة التاريخية في الولايات المتحدة، قد تكون مصيبة أكثر شدة بكثير. ووفقاً لمسار تاريخنا، قد يكون هذا المرض غير قابل للشفاء. وهو لا يزال شديد العدوى وينتقل من جيل إلى جيل من الأميركيين".
وأضاف المقال، بأنّ الكونغرس وافق قبل 58 عاماً على قرار حول خليج تونكين الذي قاد الولايات المتحدة إلى حرب فيتنام. وكانت الرواية الرسمية لتبرير ذلك، أن مدمرة أميركية تعرضت خلال قيامها بدوريات في المياه الدولية لخليج تونكين، لهجوم من قبل عدة زوارق طوربيد فيتنامية شمالية، رغم أن السفينة لم تصب، ولم تقع إصابات بين أفراد طاقمها.
وقال الكاتب: "كان رد فعل الكونغرس سريعاً بشكل غير معتاد، ما يعكس الأجواء المتوترة للحرب الباردة التي كانت قائمة آنذاك، وانتكاستنا في أزمة الصواريخ الكوبية قبل ذلك بعامين. وخلال ذلك كان ضابط القيادة التكتيكية الموجود على متن المدمرة يعلم أن الهجمات الفيتنامية الشمالية مشكوك فيها".
وأضاف أنّه "بعد 39 عاماً، سار على المبدأ "المقلوب" نفسه، جورج بوش الابن عندما أطلق العنان لكل القوة العسكرية الأميركية لتحييد صدام حسين، ولتحييد أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن موجودة بحوزته فعلاً".
كما رأى الكاتب أنّ النماذج المستخدمة اليوم في الولايات المتحدة، تكرر بشكل أساسي النماذج القديمة من الحرب الباردة. مشيراً إلى أنّه من الصعب جداً تنفيذ مقولة "الديمقراطية ضد الاستبداد"، بدون قدر كبير من النفاق.
وبرأيه، فإن معظم أصدقاء واشنطن في منطقة الخليج يحملون ألقاب "ملك" أو "ولي عهد"، وهناك عضوان في الناتو بعيدان كل البعد عن مفهوم "الديمقراطية الليبرالية" بحسب تعبيره.
كذلك، ختم الكاتب مقاله: "يتعرض ما يسمى بالنظام القائم على القواعد للتأكل، ويعكس ذلك بشكل واضح رفض العديد من الدول وخاصة الصين وروسيا، للعب وفق قواعد الغرب. لا يزال واضحاً في الذاكرة التاريخ البائس للاستعمار والإمبريالية الغربية. ومع استمرار تدهور مكانة أميركا ونفوذها، بات العالم يحتاج إلى نظام أحدث للعلاقات الدولية غير قائم على القواعد".