دول غربية وعربية تعلّق على أحداث الطيونة في بيروت
كيف قرأت عواصم غربية وعربية أحداث الطيونة في العاصمة اللبنانية اليوم، والتي أدّت إلى سقوط 6 قتلى وعشرات الجرحى.
أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، عن عزائه للشعب اللبناني، وأعلن مساندة السلطات الأميركية للسلطات اللبنانية، ودعوتها إلى خفض العنف.
وقال برايس إنّه "يجب أن تعود الثقة بسلطة القانون. لذا، إذا أراد اللبنانيون مواجهة هذه الأزمات، فعليهم أن ينتهجوا سياسة الحوار مع الحكومة الانتقالية".
وأدان المسؤول الأميركي "أيَّ نوع من العنف"، معرباً عن "مساندة لبنان في استقلاليته، حتى يكون خالياً من العنف والتهديد والترويع".
من جهته، قال، عبر تويتر، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوري جيم ريش، إن "لدينا قلقاً من تصعيد مستويات عدم الاستقرار ومساعي حرف استقلالية القضاء في لبنان".
I am concerned by increasing levels of instability & attempts to curb judicial independence in #Lebanon. The investigation into the #Beirut port blast must continue free from #Hezbollah-backed political interference. The Lebanese people deserve accountability for these crimes.
— Senate Foreign Relations Committee Ranking Member (@SenateForeign) October 14, 2021
وأضاف ريش أنّه "يجب الاستمرار في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، بمعزل عن التدخلات السياسية المدعومة من حزب الله"، على حدّ تعبيره.
وأكد السيناتور الجمهوري أنّ "الشعب اللبناني يستحق التحقيق في تلك الجرائم".
ويأتي الموقف الأميركي في إثر الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة في العاصمة بيروت صباح اليوم الخميس، والتي راح ضحيتها 6 شهداء وعشرات الجرحى، في كمين نصبه مسلحون لمحتجّين سلميين عُزل تعرّضوا لرشقات نارية خلال توجههم إلى منطقة العدلية في بيروت، حيث وجّه المسلحون نيرانهم من على أسطح المباني التي تحصّنوا فيها إلى رؤوس المحتجّين وصدورهم.
بدورها، أعربت فرنسا عن قلقها إزاء الكمين الدامي التي جرى في لبنان، على خلفية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان اليوم، إن "فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحُسن سير التحقيق، وأعمال العنف التي وقعت في هذا السياق"، داعية جميع الأطراف إلى التهدئة.
ورأى بيان الخارجية الفرنسية أنّ " القضاء اللبناني يجب أن يتمكن من العمل بشكل مستقل وحيادي في إطار هذا التحقيق، من دون عراقيل وبدعم كامل من السلطات اللبنانية".
من جهته، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنّ الأخير يدعو كل المعنيين في لبنان إلى "وقف العنف، والكفّ عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية".
وأضاف دوجاريك أنّ غوتيريش يؤكد مجدَّداً "ضرورة إجراء تحقيق مستفيض ومستقلّ وشفّاف في الانفجار الذي وقع عام 2020 في مرفأ بيروت".
أمّا القائد السابق للقوات الروسية في سوريا، الجنرال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة مجلس الدوما للدفاع، فقال إنّ "الوضع في لبنان معقَّد، وتتقاطع فيه مصالح دول كثيرة"، معتبراً أنّ حادثة بيروت مؤسفة.
وأضاف أنّ "لبنان ساحةٌ تنشط فيها أجهزة استخبارات دول كثيرة".
وأشار الجنرال كارتابولوف إلى أنّ "إسرائيل تنتهك باستمرار الأجواء اللبنانية للاعتداء من دون وجه حق على سوريا"، مجدداً دعم بلاده ـ"الأصدقاء السوريين لصدّ الاعتداءات الإسرائيلية على بلادهم".
جامعة الدول العربية تدعو إلى ضبط النفس
عربياً، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، كلّ الأطراف اللبنانية إلى ضرورة "ممارسة ضبط النفس، وتجنّب الفتنة ولغة التحريض وأفعال التصعيد، ووضع المصلحة العليا للبنان فوق أيّ اعتبارات حزبية أو طائفية ضيقة"، وفق ما أفاد مصدر في الجامعة.
وفي السياق، حذّر مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية من خطورة استمرار المواجهات الجارية في الشارع اللبناني، والتي أسفرت عن سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى تهديد السلم الأهلي والاستقرار في لبنان، بصورة مباشرة.
وأوضح المصدر أن الأمين العام للجامعة العربية "يتابع بقلق كبير التوتر المتصاعد"، مشيراً إلى "الأهمية المطلقة التي يعلّقها الأمين العام على المحافظة على السلم الأهلي، تجنباً لانزلاق الأوضاع إلى منحىً خطير يصعب التنبؤ بمآلاته"، ومؤكداً الدور المحوري للجيش اللبناني في هذا الإطار.
ورأى المصدر في الجامعة العربية أنّ "هناك أهمية كبرى في مواصلة القضاء اللبناني اضطلاعه بمسؤولياته في التحقيق في انفجار المرفأ، على نحو مستقلّ وشفّاف ونزيه، للكشف عن ملابساته"، مؤكداً "حقّ أهالي الضحايا وعموم الشعب اللبناني في معرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث المفجع".
وأكد المصدر نفسه أنّ "الجامعة العربية ستواصل مواكبة التطورات البالغة الدقة، والجارية في لبنان، ولن تَدّخر جهداً في دعم الشعب اللبناني في مواجهة الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر فيها".
بدوره، توجّه زعيم التيار الصدري في العراق، السيد مقتدى الصدر، إلى اللبنانيين في تغريدة له عبر توتير، قال فيها إنّ "لبنان أغلى من المصالح"، وطلب من اللبنانيين، في كل طوائفهم، "تَرْكَ الخلافات والاقتتال الداخلي، لأن ذلك يُضعف الصف الوطني ويقوّي الاستعمار".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) October 14, 2021
وأدان، من جهته، وزير الإعلام في حكومة صنعاء، ضيف الله الشامي، الاعتداءَ على المتظاهرين، ورأى أنّ هدفه "جرُّ شعب لبنان وحكومته إلى أتون فتنة داخلية، وهذا ما لن يسمح به الشرفاء من القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية".
واعتبر الشامي أنّ "الكيان الصهيوني هو المستفيد الوحيد من الاعتداء الإجرامي على المتظاهرين في لبنان"، داعياً إلى "التهدئة وضبط النفس، وقيام السلطات اللبنانية بالتحقيق العاجل، لكشف الجناة والمتورّطين وضبطهم، ووأد الفتنة التي يخطِّط لها الأعداء ضد لبنان".
من جهتها، دعت السفارة الكويتية في لبنان رعاياها هناك إلى المغادرة، و"حثّت الراغبين في السفر على التريُّث".
وسقط 6 شهداء و عشرات الجرحى من المحتجين السلميين في منطقة الطيونة، في إثر إطلاق النار عليهم من جانب قنّاصين تحصّنوا على أسطح بعض المباني في منطقة الطيونة في بيروت.
وندّد الرئيس اللبناني، العماد ميشال عون، بـ"لغة السلاح"، وتعهّد محاسبة المسؤولين والمحرّضين على القتل. أمّا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، فقدم اعتذاره إلى اللبنانيين. وأكدّ أنّه أجرى اتصالات بالجيش اللبناني، الذي أفاد بتحسن الوضع الأمني في الشارع الذي شهد الأحداث الأليمة اليوم.
وقال وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، إن إطلاق النار على الرؤوس يُعَد أمراً خطيراً جداً، وأعلن أن كل الأجهزة تقوم بدورها من أجل الانتقال إلى مرحلة التوقيفات، كي يأخذ القانون مجراه.