دبلوماسي فرنسي: "اللحظة الغربية" انتهت.. والعالم نحو التعددية

موقع "Unherd" البريطاني يتحدث عن واقع جديد مُتعدد الأقطاب ويكشف سيناريوهات الحرب في أوكرانيا.

  •  الدبلوماسي الفرنسي السابق جيرارد أرو (أرشيف)
    الدبلوماسي الفرنسي السابق جيرارد أرو (أرشيف)

ذكر موقع "Unherd" البريطاني، نقلاً عن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين الكبار، أنّ "اللحظة الغربية انتهت، وأنّ العالم بدأ يتحوّل إلى عالم مُتعدد الأقطاب".

وقال أحد كبار الدبلوماسيين الفرنسيين السابقين، جيرارد أرو، وهو سفير فرنسا لدى واشنطن حتى عام 2019، إنّ "هناك ديناميكية عالمية غير مُستقرّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ولم تعد الولايات المتحدة  الأميركية قادرة على ضمان السلام".

وتابع الدبلوماسي الفرنسي: "بعد عام 1945، سيطرت قوتان على العالم، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وبعد انهيار الكتلة الشيوعية، أصبحت هناك قوة عظمى واحدة فقط، وهو ما كنت أسميه اللحظة الغربية، إذ كانت الولايات المتحدة تهيمن على النظام العالمي".

وأضاف أرو: "الآن انتهى هذا الأمر، ليس بسبب تراجع الولايات المتحدة أو تراجع الغرب، ولكن بسبب إعادة التوازن، فالصين والهند وروسيا عادت لتدافع عن مصالحها الخاصة، وعلى الغرب أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد".

وفي وقتٍ سابق، أكّد كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أنّ النظام العالمي يتغير حالياً، والعالم يتجه نحو التعددية.

الهستيريا المعادية للصين

في ما يتعلق بالصين، أشار أرو إلى أنّ "ما يحتاجه الأميركيون هو مزيجٌ من الاحتواء والمشاركة، فهناك "هستيريا معادية للصين في الولايات المتحدة، ما يجعل من الصعب جداً على أيّ رئيسٍ أميركي التعامل بصدق مع الصينيين".

وشدد على أنّ الولايات المتحدة الأميركية "ستبقى القوة الرئيسة للعقود القادمة، لكن من الواضح أنّ أوروبا، بسبب ديموغرافيتها ومشكلاتها الأخرى، أظهرت ضعفها النسبي، لأنّها لن تكون قادرة على الدفاع عن أراضيها من دون دعم الولايات المتحدة".

الانقسامات الأيديولوجية حول الأزمة الأوكرانية

وأردف أرو أنّه منذ "بداية الأزمة الأوكرانية، كان هناك معسكران غربيان؛ الأول يضمّ دول أوروبا الشرقية مدعومةً من المملكة المتحدة، والتي تعتقد أن النصر الحاسم لأوكرانيا هو النتيجة المعقولة للحرب، والمعسكر الثاني يضمّ فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبعض الدول الأخرى، التي تعتقد أن تحقيق نصرٍ حاسم مستحيل، وأنّ السيناريو الأكثر ترجيحاً هو حربٌ طويلة الأمد، وأنّ الحرب الطويلة هي نتيجة سلبية للغاية لأوكرانيا".

وأضاف أنّ واشنطن تنظر إلى الحرب في أوكرانيا على أنها "إلهاء، لأنّ الأهم بالنسبة إليها هو الصين".

وفي وقتٍ سابق، صرّح سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، بأنّ الأحداث في أوكرانيا جاءت نتيجة سنوات عديدة من الاستعدادات الأميركية لحرب ضد روسيا ومحاولة لمنع تشكيل عالم متعدد الأقطاب.

لماذا لم تتمكن أوكرانيا من الفوز بشكلٍ حاسم؟

كذلك، قال جيرارد أرو: "حتى لو تمكّن الأوكرانيون من استعادة شبه جزيرة القرم ودونباس، فإنّ الحرب لن تنتهي، لأنّ الروس مصممون على الاستمرار".

وأضاف: "لا يوجد في أوكرانيا سيناريو حاسم يوثّق أن الحرب ستؤدي إلى نصرٍ حاسم مع استسلام الروس. حتى لو أعيد انتخاب الرئيس جو بايدن، لا أرى واشنطن تضخّ 50 مليار دولار أخرى دعماً لأوكرانيا".

وعن العقوبات ضد روسيا، قال أرو إنّ "العقوبات أصبحت افتراضية، بمعنى أنّك لا تريد حقاً القتال، لكن عليك أن تظهر أنك تفعل شيئاً، فالعقوبات شكلية وغير فعالة".

اقرأ أيضاً: تقرير: بالنسبة إلى روسيا والصين.. التعددية القطبية تدور حول إطاحة "فرانكلين"

اخترنا لك