دبلوماسيون للإعلام الإسرائيلي: ليس لدى "إسرائيل" خيار عسكري لمواجهة النووي الإيراني
"القناة الـ13" الإسرائيلية تنقل عن جهات، وصفتها بـ"مصادر دبلوماسية"، تأكيدها أنّ "إسرائيل غير مستعدة لمهاجمة إيران"، وذلك عقب الأخبار الأخيرة، التي روّجتها وسائل إعلامية بشأن رغبة إسرائيلية في توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
تزداد الشكوك في كيان الاحتلال بشأن الأخبار الأخيرة، التي روّجتها وسائل إعلامية، بشأن رغبة إسرائيلية في توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، إذ نقلت"القناة الـ13" الإسرائيلية، عن جهات وصفتها بـ"مصادر دبلوماسية"، تأكيدها أنّ "إسرائيل غير مستعدة لمهاجمة إيران".
وجواباً عن سؤال للمذيعة في القناة الإسرائيلية، بشأن ما إذا كانت "إسرائيل مستعدةً لشنّ هجوم على ايران"، قال مراسل الشؤون الخارجية في "القناة الـ13"، غيل تماري، إنّ "مصدراً دبلوماسياً كبيراً تحدثنا معه، قال لنا إن انطباعنا عن نتنياهو هو أنّ إسرائيل غير مستعدة الآن لمهاجمة إيران، وليس لديها خيار عسكري فعّال قادر على إيقاف النووي الإيراني".
وعلّل تماري ذلك بأنه يرجع إلى تطور قدرات إيران النووية، والوضع المتفجر مع الفلسطينيين".
وأضاف المراسل أنه "صحيح أنه يمكن لإسرائيل أن تواصل أنشطتها السيبرانية وأعمالها المزعزعة لاستقرار النظام الإيراني، لكن الأمر لن يصل إلى أكثر من ذلك"، على حدّ زعمه.
"إسرائيل" أنهت مخزون صواريخها الاعتراضية خلال 10 أيام
وبحسب القناة الإسرائيلية، قال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي إنّ "الإيرانيين يعلمون هذا أيضاً، والدليل على ذلك أنه، في عملية غزة الأخيرة، أنهت إسرائيل خلال عشرة أيام صواريخها الاعتراضية ومخزونها من صواريخ القبة الحديدية. وإذا هاجمت إسرائيل إيران فسيكون هناك ردّ مطوّل".
وأكد المصدر أنّ "إسرائيل لم تَبنِ تحالفاً لا مع الولايات المتحدة ولا مع أوروبا لردع الإيرانيين"، موضحاً أنّ "الانطباع السائد لدى كبار المسؤولين الدبلوماسيين هو أن الخيار العسكري ليس مطروحاً على الطاولة فيما يتعلق بإسرائيل".
وبخصوص تشكيل الحكومة، كشف المصدر الدبلوماسي أن "هناك وزيرين في الحكومة تقاطعهما 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، هما بن غفير وسموتريتش، إذ إنّ دول الاتحاد الأوروبي لا تتحدث معهما منذ تشكيل الحكومة، وتكتفي بالحديث مع مستويات إدارية منخفضة ضمن الوزارات".
يأتي الكلام الإسرائيلي في وقت تقوم إيران بمناورات دفاع جوي واسعة في البلاد، بينما أكّد أبرز قادتها، خلال الأيام الماضية، أنّ القدرات العسكرية المتطوّرة لطهران باتت قادرة على ردع أيّ عمل عدواني أميركي أو إسرائيلي، كاشفين تصنيع أسلحة نوعية جديدة.
"ثرثرة تخلق توقعات لن تتحقق"
وكان الإعلام الإسرائيلي نقل، في وقت سابق، عن مسؤول أمني، قوله إنّ "الجيش (الإسرائيلي) غير قادر على تنفيذ أي هجوم، فهو يعاني نقصاً في العديد، وعدمَ جاهزية مخازن الطوارئ"، غير أنّ "التدريبات أوقفت، والكتائب لا تتدرب على مدى أعوام، بحيث لا يوجد تدريب وتعليم على الأسلحة".
كذلك، كان اللواء احتياط في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، أقرّ بفشل رؤساء الأركان الإسرائيليين على مدار سنوات طويلة في مواجهة إيران.
وقال بريك إنّه "في وقتٍ عملت "إسرائيل" منذ عام 2008 لشن هجوم عسكري على البرنامج النووي الإيراني، وبالرغم من إنفاقها 11 مليار شيكل إسرائيلي كميزانية تهدف إلى تعزيز قدرات سلاح الجو الإسرائيلي للهجوم المباشر على إيران، فهي تقف عاجزةً عن الإقدام على مثل هذه الخطوة".
وعزا ذلك إلى "ارتفاع وتيرة الهواجس وكلفة الفاتورة الكبيرة التي قدّر خبراء إسرائيليون أنها باهظة، وبسبب ميزان الرعب الذي فرضته إيران وحلفاؤها، وحال التخوف من اندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات بعد نجاح إيران في بناء قوة ممتدة على مدى 20 عاماً، عدا عن آلاف الصواريخ التي ستسقط في قلب "تل أبيب"، وستخلف آلاف القتلى الإسرائيليين".
وتتوافق التأكيدات الجديدة عن عدم وجود خيار عسكري جدي ضد إيران في يد نتنياهو، مع تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، خلال الصيف الفائت، أكّد فيه أنّه "ليس لدى إسرائيل خيار عسكري ضدّ إيران، وكلّ من يقول إن لدى إسرائيل خياراً عسكرياً، بمعنى حرب وهجوم شاملين، فإن هذا غير موجود".
وأضاف أولمرت أنه "يبدو لي أنّ رئيس الحكومة السابق (نتنياهو)، منذ أكثر من عام، يرفض تلقي الاطلاع على آخر المستجدات.. وبدلاً من ذلك، هو يقوم بإطلاق الكلام الفارغ"، واصفاً الحديث عن ضربة إسرائيلية لإيران بأنها "ثرثرة تخلق توقعات لا يمكن الإيفاء بها".