خطيب زاده: نتائج الحوار الإيراني السعودي تتوقف على سياسات الرياض
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده يؤكد تكرار موقف بلاده من أنّ عودة فتح السفارات بين السعودية وإيران ما زالت مبكرة، وأنّ نتائج الحوار الإيراني السعودي تتوقف على سياسة الرياض.
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أنه "لا نمازح أحداً في أمننا القومي، وسنرد على أي تحرك معاد".
وتناول خطيب زاده في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم الإثنين، ملف عودة العلاقات الدبلوماسية الإيرانية السعودية، وكرر ما قاله أمس من أنّ "الوقت مبكراً ما زال مبكراً للحديث عن عودة فتح السفارات بين إيران والسعودية".
وأوضح أنّ "ما بدأناه في بغداد من حوار إيراني سعودي يهدف بالنتيجة إلى الوصول إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مشدداً على أنّ "نتائج الحوار الإيراني السعودي تتوقف على سياسات الرياض"، مؤكداً أنّ المفاوضات التي تجريها طهران مع السعودية "جديّة وتتم مناقشة الملفات بصورة شفافة".
وأشار إلى أنّ "موقف إيران لا يتغيير حول الجزر الإيرانية والخليج الفارسي"، مؤكداً أنّ "إيران جار صبور ومحب للمنطقة ولكن لن تتنازل أبداً عن أي شبر من أراضيها".
بالتوازي، أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان أمس الأحد، عن "بدء المحادثات مع السعودية"، وقال إنه "لم يكن سلوك السعودية بنّاءً تجاه إيران في السنوات الأخيرة"،واصفاً المحادثات بـ"الإيجابية".
وأكدت طهران مراراً ترحيبها الدائم بالحوار مع الرياض، وأشارت إلى أنّها مستعدة لـ"إجراء محادثات مع السعودية على أي مستوى"، كما أكّدت "ضرورة الحوار بین دول العالم الإسلامي لحل المشكلات الحالية".
طهران لن تقبل بأي تواصل مع واشنطن قبل تغيير سلوكها
وحول احتمال إجراء محادثات بين إيران والولايات المتحدة عبر وسيط ثالث، أوضح خطيب زاده أنه "ليس هناك بين إيران وأميركا كعضو سابق في الاتفاق النووي محادثات منذ انسحابها من الاتفاق النووي"، مشدداً على أنّ "طهران لن تقبل بأي تواصل مع واشنطن قبل أن تغير سلوكها على أرض الواقع وترفع العقوبات، وهذا الأمر لم يحدث حتى الآن".
وبالنسبة لتصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حول خيارات التعامل مع إيران، أكد خطيب زاده أنّ "تصريحات المسؤولين الأميركيين تثير الشكوك حول نوايا الحكومة الأميركية الحالية، وتذكر بتصريحات المسؤولين الأميركيين السابقين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب".
وأشار إلى أنّ "التصريحات المتناقضة للولايات المتحدة وسلوكها المتناقض في مواصلة سياسة ترامب، وإطلاق الوعود حول رفع العقوبات هي ما تفسر ما حدث في فيينا "، معتبراً أنّ "رفع أميركا للعقوبات عن إيران لا يحتاج إلى كل هذه التعقيدات والمقدمات الاستعراضية".
ولفت إلى أنّ "ما يجب فعله اليوم تجاه رفع العقوبات عن إيران واضح، ويجب أن يكون مجدي ويحقق النتائج المطلوبة".
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، كشف أنّ زيارة مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري إلى بروكسل، كانت "لتوضيح سبب جرّ الولايات المتحدة لجولات فيينا الستة إلى طريق مغلق، وإعاقتها إحياء الاتفاق النووي وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق".
وشدد على أنّ "إيران لن تسمح بأن يتعرض اقتصادها لصدمة أخرى، وستقبل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي في حال تأكدت من أن عودتها مؤكدة وحتمية".
وأردف أنّ "الولايات المتحدة تدرك جيداً أن خيارها الوحيد هو احترام سيادة الشعوب وإرادتها"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "التصريحات المتآكلة لأميركا يجب أن تنتهي وأن تعتمد واشنطن سلوك منطقي تجاه إيران".
وشدد خطيب زاده على أنّ "الاتفاق النووي نهائي غير قابل للتغيير"، و"ما نناقشه اليوم هو طريقة عودة الولايات المتحدة لالتزاماتها في الاتفاق النووي ورفع العقوبات بشكل مؤثر".
وتناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الوضع في أفغانستان، وعلّق على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، وقال إنّ "الولايات المتحدة تدرك جيداً الخيارات التي أمامها، وأفغانستان خير مثال على ذلك".
ورأى أنه من الأفضل أن "تبتعد أميركا عن منطق ترامب وتعود إلى المجتمع الدولي".
خطيب زاده: نأمل إظهار النوايا الحسنة والعملية في بيان الترويكا الأوروبي
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تناول بيان الترويكا الأوروبي، وقال إنّ "أوروبا لم تلتزم بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي وسياساتها غير مستقلة".
وأكّد أنّ "إيران لم ولن تسعى لامتلاك الأسلحة النووية وبرنامجها النووي سلمي تحت رقابة دولية".
ورحّب خطيب زاده بإظهار النوايا الحسنة في بيان الترويكا الأوروبي، آملاً أن تكون نواياها عملية.
ورأى أنّ "الاتفاق في فيينا سيكون قريب إذا قدمت الولايات المتحدة في فيينا برنامجاً صحيحاً ومجدياً في رفع العقوبات".
وبالنسبة لطلب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لقاء وزير الخارجية الإيراني، أكّد خطيب زاده أنّ "علاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية دقيقة ومنظمة"، كاشفاً أنه "ليس هناك مانع لعقد لقاء بين غروسي وأمير عبد اللهيان، وإذا كان هناك حاجة سيتم وضع ذلك ضمن برنامج الزيارات المقبلة تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية في إيران".
خطيب زاده: سياسة الضغوط على لبنان غير مجدية
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تناول المستجدات الأخيرة في لبنان، وتزامنها مع الحوار السعودي الإيراني، وأوضح"إننا لا نطرح ملف أصدقائنا مع طرف ثالث، وحوارنا مع السعودية يتناول ملفات ثنائية".
واعتبر أنّ "الرياض تدرك جيداً أن سياسة الضغوط على لبنان غير مجدية".
وردّاً على تهديدات "إسرائيل" لإيران، شدد خطيب زاده على أنّ "إيران لا تمازح أحد بخصوص أمنها القومي، وسترد على أي تحرك معادي".