حلم الأمن الأوروبي الذاتي تلاشى.. القارة العجوز تتكئ على واشنطن

صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية تقول إن الولايات المتحدة الأميركية أظهرت أنها لا غنى عنها للأمن الأوروبي. وأكدت اعتماد أوروبا على واشنطن.

  • لماذا لا يزال قطاع الدفاع الأوروبي يعتمد على أميركا؟
    صحيفة: بدلاً من تحفيز الجهود لمعالجة المشاكل الهيكلية العميقة في الدفاع الأوروبي عززتها الحرب فقط.

نشرت صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية، اليوم الثلاثاء، تقريراً يتحدث عن تأثير العملية العسكرية في أوكرانيا على  قطاع الدفاع الأوروبي.

وقالت الصحيفة في تقريرها: "لا تصدق الضجيج حول التغيير في قطاع الدفاع الأوروبي، إذ أدت الحرب في أوكرانيا إلى تغيير طفيف فقط".

وأشارت إلى أنه عندما بدأت الحرب في أوكرانيا، بدت، وكأنها لحظة تحولية للأمن الأوروبي، وبات الأمور كأن "أوروبا "ستعمل معاً أخيراً" في الدفاع، ولكن مع دخول الحرب عامها الثاني، لم يتحقق شيئاً من هذا التحول، بحسب الصحيفة. 

ووفقاً للتقرير، يقع الخطأ في الركود المستمر على عاتق العديد من الأطراف، الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وحتى الولايات المتحدة، الذين تبنوا جميعاً سياسة دفاعية مستقرة، لا تعمل على زيادة الانتاج في الماضي، "على أمل الحفاظ على الوضع الراهن الذي كان سائداً".

اقرأ أيضاً: ماكرون: هندسة أمن أوروبا يجب أن تشمل ضمانات لروسيا

إلى ذلك، أكدت الصحيفة الأميركية أن هذا لا يعني أن الحرب لم تغير أوروبا، مضيفةً أن الجمهور الأوروبي وقادته احتشدوا لدعم أوكرانيا وحافظوا على دعمهم، على الرغم من الارتفاع الصاروخي في أسعار الطاقة وارتفاع التضخم.

وجاء في التقرير أيضاً أن معظم الدول الأوروبية في الناتو تقترب الآن، من هدف المنظمة المتمثل في إنفاق جميع الأعضاء ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، مع إنفاق بعض الدول مثل بولندا ودول البلطيق أكثر بكثير.

لكن هذه التغييرات، بحسب الصحيفة، تبدو أقل من كونها "لحظة تحول" في الإنفاق الدفاعي الأوروبي.

وعلى الرغم من أن "طفرة الإنفاق" الحالية قد تشير إلى تحول، إلا أنها قد تصل إلى حد ضئيل إن كانت أساسية، إلا أن القضايا التي يعاني منها الدفاع الأوروبي لا تزال "دون معالجة".

ولفتت الصحيفة، إلى أن القوات الأوروبية في حالة أسوأ مما كان يعتقد سابقاً، وقد تم بالضرورة استنفاد مخزونات الأسلحة لدعم أوكرانيا. 

وبحسب التقريـر، ففي الوقت الذي تسعى أوروبا فيه إلى إعادة التسلح، تجد أن صناعاتها الدفاعية غير مناسبة للغرض.

والجهود المبذولة لتنسيق المشتريات الأوروبية "لا تعمل"، حيث تسير جميع البلدان في طريقها الخاص، مما يزيد من الخلل الوظيفي العام.

وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة أظهرت أنها لا غنى عنها للأمن الأوروبي، وأكدت اعتماد أوروبا على واشنطن.

يبدو أن القادة الأوروبيين، وفقاً للتقرير، قبلوا هذا باعتباره الوضع الطبيعي، حيث أعلن الكثيرون عن وفاة السعي وراء "الحكم الذاتي الاستراتيجي" الأوروبي، وأداروا ظهورهم للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ويبدو أن الزخم المؤيد للإصلاح والتغيير، الذي تراكم على مدى العقد الماضي قد تلاشى.

اقرأ أيضاً: مليار يورو لشراء الذخائر.. الاتحاد الأوروبي يخصّص مزيداً من الدعم لأوكرانيا

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك