حاكم دارفور يتهم "الدعم السريع" بالسعي لترسيم دولة جديدة غربي السودان

حاكم دارفور يقول إنه كلما تساهلت القوة المشتركة للحركات الموقّعة على اتفاق سلام جوبا تتمادى قوات "الدعم السريع"، ويحذّر من أن الاعتداء على مليط يعني تطويق الفاشر بغرض تجويعها من أجل إجبار مواطني دارفور القبول بالأمر الواقع.

  • حاكم دارفور يتهم الدعم السريع بالسعي لفصل غرب السودان عن الوطن الام
    حاكم دارفور يتهم الدعم السريع بالسعي لفصل غرب السودان عن الوطن الأم

قال حاكم إقليم دارفور، زعيم حركة جيش تحرير السودان، مني أركو منوي، إنّ قوات "الدعم السريع" تسعى إلى فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تحظى بالاعتراف الصامت كما خُطط لها.

وأضاف مناوي، في تغريدة له على منصة "إكس": "كلما تساهلت القوة المشتركة للحركات الموقّعة على اتفاق سلام جوبا، رغبةً لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموماً وفي دارفور خصوصاً، على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادى قوات الدعم السريع".

واعتبر أن "اعتداءهم (الدعم السريع) على مليط، يعني تطويق مدينة الفاشر من جميع الجهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة".

وتابع: "إن هدف قوات الدعم السريع هو إجبار مواطني دارفور على القبول بالأمر الواقع".

وأردف: "هذا الحال سيدفع لاتخاذ قرار آخر غير تقليدي على مدن دارفور الأخرى التي تعيش في حالة الاختطاف بعد أن سيطروا عليها وجعلوها مدناً للأشباح".

يشار إلى أن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو قال، الأسبوع الماضي، إن "واشنطن أوضحت أن محادثات السلام مع الأطراف المتحاربة في السعودية يجب أن تكون شاملة، بما في ذلك الإمارات ومصر وهيئة شرق أفريقيا (إيغاد) والاتحاد الأفريقي".

وكان مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس، قد أكد في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، رفض بلاده لمشاركة الإمارات في أي حوار يرتبط بالأزمة السودانية كونها طرفاً رئيساً في الصراع الدائر، وداعماً لقوات "الدعم السريع".

كما أشار بيرييلو إلى أن الإمارات وأطرافاً أخرى في المنطقة تدرك أن الوضع "يخرج بسرعة عن نطاق السيطرة"، وأن "قوات الدعم السريع ليست في وضع صعب"، وفق تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن "محادثات جدّة" التي قادتها السعودية والولايات المتحدة العام الماضي فشلت في محاولة التوصّل إلى هدنة.

يذكر أن الجيش السوداني أكد حرصه على "تفادي إلحاق أيّ أضرار يمكن أن يطال المواطنين والأعيان المدنيّة "، ودعا المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق القتال.

وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان، بأنه "تم رصد قوات الدعم السريع وهي تتّخذ من المدنيين دروعاً بشرية بشكل متعمّد، من خلال استخدام المنازل والأعيان المدنية مواقع عسكرية على غرار ما يجري في جنوب كردفان وشمال وشرق دارفور وكل المناطق الموجودين فيها".

وشدّد البيان على ضرورة أن يبتعد المواطنون عن مناطق تجمّعات "الدعم السريع" في أنحاء البلاد، وقال إن هذه المواقع "تعتبر أهدافاً عسكرية مشروعة لضربات قواتنا الجوية".

السودان يُحذِّر من نهب نفايات مشعّة من مؤسسات تقع تحت سيطرة "الدعم السريع"

إلى ذلك، حذر مندوب السودان في الأمم المتحدة، الحارث إدريس، من نهب نفايات مشعّة ومواد إشعاعية من مؤسسات سيطرت عليها قوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم.

وقال الحارث: "المليشيات سيطرت على المستشفيات والمرافق الصحية ذات العلاقة باستخدام المواد الإشعاعية للأغراض الطبية والبحوث".

وأضاف، خلال تعقيبه على مداولات اجتماع مجلس الأمن بشأن السودان: "المليشيات احتلت مكتب النفايات المشعّة في منطقة سوبا جنوب شرق الخرطوم، حيث وظّفت مخازنه ضمن مقارها، كما تمركزت داخل مباني الجهاز الوطني للرقابة النووية والإشعاعية".

وتابع: "يساور السلطات السودانية عظيم القلق من تسرّب هذه المواد عبر السرقة التي أصبحت ديدناً لتلك المليشيات"، واصفاً استخدام "الدعم السريع" لهذه المؤسسات بأنه يعتبر "أخطر الانتهاكات" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 الصادر تحت الفصل السابع والخاص بمكافحة انتشار التسلّح والأسلحة النووية والكيميائية واتفاقية المواد النووية واستخدامها السلمي".

وصدر القرار رقم 1540 في 2004، أكد فيه أن انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية ووسائل إيصالها يُشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، حيث منع الدول عن تقديم الدعم للجهات غير التابعة للدول فيما يخص هذه الأنشطة.

وقال الحارث إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن خلال تواصلها مع الجهاز الوطني للرقاية النووية، أبدت مخاوف من أن يعمد المرتزقة الأجانب الذين أُلقي القبض على بعضهم في الأعمال العسكرية والإرهابية إلى استخدام هذه المواد.

تجدّد الاشتباكات والقصف في الأبيض والفاشر وكبكابية وود مدني

ميدانياً، تجدّدت الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي بين القوات المسلحة و"الدعم السريع" في الأبيض، أمس الأحد، جنوبي شرق المدينة.

وأفاد شهود من المدينة بأن الاشتباكات بدأت من الساعة 5 صباحاً واستمرت لساعات قبل أن تتحوّل إلى قصف بعيد المدى.

في المقابل، ذكرت مصادر في القوات المسلحة أن الجيش تمكّن من صدّ الهجوم في الأبيض واستولى على آليات، وتمكّن من القبض على جنود من "الدعم السريع" خلال المعارك.

وفي ولاية شمال دارفور، قصف الطيران الحربي التابع للجيش مواقع في الفاشر وكبكابية وغراء الزاوية، ليل السبت. فيما تتواصل المعارك في شمال بحري بين الجيش والمسلحين في محيط منطقة الجيلي.

وفي الأثناء تجدّدت الاشتباكات بين الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة في منطقة جقي غرب الفاشر، صباح أمس الأحد. واتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات "الدعم السريع" بممارسة الانتهاكات ونهب وحرق في منطقة أم مراحيك شمال الفاشر.

في ولاية الجزيرة، كشفت لجان المقاومة عن مقتل اثنين من المدنيين خلال اليومين الماضيين في هجوم شنته قوات "الدعم السريع" على قرى تتبع لرفاعة وأبو قوتة والحصاحيصا.

ومن جهة أخرى، قالت لجان مقاومة "أبو قوتة" إن عدداً من المواطنين أصيبوا بطلقات نارية في هجوم لـ"الدعم السريع" على قرية كترة الضقالة. في حين كشفت لجان مقاومة الحصاحيصا عن مقتل شخص في قرية أم جريس العوامرة ريفي طابت بمحلية الحصاحيصا وإصابة اثنين آخرين في هجوم نفذه عناصر "الدعم السريع".

اقرأ أيضاً: "الجيش السوداني: "الدعم السريع" يتعمّد اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية"

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك