تقرير: نهج الولايات المتحدة تجاه آسيا يعاني من العسكرة المفرطة
بعد وصول غوّاصة نووية أميركية إلى كوريا الجنوبية، موقع "Responsible Statecraft" الأميركي يقول إنّ نهج واشنطن غير المتوازن تجاه كوريا الشمالية وشرق آسيا لا يمكن أن يحلّ النزاعات المعلقة.
-
غواصة "يو إس إس ميشيغان"
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، اليوم الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة أرسلت غواصة تعمل بالطاقة النووية إلى كوريا الجنوبية، وذلك "في غياب استراتيجية حقيقية".
وأورد الموقع أنّ النهج العسكري الأميركي تجاه آسيا تفّعل الأسبوع الماضي، حيث وصلت غواصة "يو إس إس ميشيغان" التي تعمل بالطاقة النووية وصواريخ موجهة، إلى كوريا الجنوبية، كجزء من اتفاقية جديدة بين واشنطن وسيول.
وأشار الموقع إلى أنّ زيارة الغواصة إلى كوريا الجنوبية هي الأولى التي تقوم بها غواصة أميركية منذ عام 2017، ومن "المحتمل أن يكون هناك المزيد في السنوات المقبلة".
كما أوضح أنّ استعراض القوة هذا، في حد ذاته"، ليس بالضرورة مشكلة، لكن النهج غير المتوازن تجاه كوريا الشمالية وشرق آسيا لا يمكن أن يقلل التوترات أو يحل النزاعات المعلقة".
وبحس ما تابع الموقع الأميركي، فكلما زادت "عروض القوة" التي تقوم بها الولايات المتحدة "لطمأنة" كوريا الجنوبية، زاد احتمال رد كوريا الشمالية بمزيد من "تجاربها الصاروخية الاستفزازية وربما حتى بإجراء تجربة نووية جديدة".
واعتبر الموقع أنه طمأنة الولايات المتحدة للحلفاء "يجب أن تكون متوازنة، وإلا فإنّ إيماءات الدعم هذه ستؤجج التوترات وتجعل المواقف الخطرة بالفعل أكثر اضطراباً"، لافتاً إلى أنّ "إظهار القوة يمكن أن يتحول بسرعة إلى هزيمة ذاتية".
وأضاف الموقع أنّ سياسة الولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية "لا تزال مجمدة بالأهداف والتدابير القسرية التي لم تكن منطقية أو مجدية" خلال العشرين عاماً الماضية، مؤكداً أنّ "سياسة العصي، والمزيد من العصي هي التي جلبت الأمور إلى وضعها الحالي، لذلك لا ينبغي أن نتوقع الحصول على نتائج مختلفة، إذا ظلت السياسة دون تغيير".
ووفق الموقع، ليس من الواضح ما الفائدة الحقيقية التي ستحصل عليها الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية من هذه العروض، موضحاً أنه في ظل هذه الظروف، "من غير المرجح أن يؤدي إرسال المزيد من الأصول العسكرية للمنطقة إلى تحسين الوضع".
وشدّد على أنّ الأمر "لا يعدو كونه مجرد قعقعة سيوف"، ولا يفعل شيئاً لمعالجة النزاعات الأساسية التي يمكن أن تتصاعد إلى صراع.
ورأى الموقع أنّ نهج الولايات المتحدة تجاه آسيا يعاني من "العسكرة المفرطة"، مشيراً إلى أنه "للحصول على نهج أكثر توازناً وبناءً تجاه آسيا، تحتاج الولايات المتحدة إلى إلغاء التركيز على عروض القوة، والتهديدات الضمنية لاستخدام القوة وتركيز جهود مشاركتها على التجارة والدبلوماسية".
يُشار إلى أنه قبل أيام، وصلت غوّاصة أميركية تعمل بالطاقة النووية إلى ميناء بمدينة بوسان الكورية الجنوبية، بهدف "تطبيق إعلان واشنطن"، بحسب ما ذكر قائد أسطول كوريا الجنوبية.
ومطلع الشهر الحالي، أعلن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، ارتقاء تحالف بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية إلى "تحالف قائم على القوة النووية"، بموجب اتفاقه مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتعزيز التزام واشنطن بالردع النووي.
وقبل شهرين، تبنّى رئيس كوريا الجنوبية خلال قمة في واشنطن مع بايدن، "إعلان واشنطن"، الذي تضمّن إجراءات لتعزيز التزام الأخيرة بـ"الردع الموسّع"، للدفاع عن كوريا الجنوبية بكل ما لديها من القدرات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية.
وبُعيد الإعلان، رأت بيونغ يانغ أنّ زيارة الرئيس الكوري الجنوبي إلى الولايات المتحدة تمثّل استفزازاً في طريق الحرب النووية، موضحةً أنّ هذه الرحلة جعلت كوريا الشمالية تؤكد أنّها ستقوم بتعزيز ردعها العسكري ضد جارتها سيؤول وواشنطن.
وانتقدت اتفاق القمة بخصوص "تعزيز الردع الموسّع الأميركي"، مؤكدةً أنّه "نتاج سياسة عدائية شائنة ضد بيونغ يانغ".