تقرير: الولايات المتحدة تخسر معركة أشباه الموصلات لصالح الصين

موقع "ذا بوست" الأميركي يتحدّث في تقرير عن معركة أشباه الموصلات بين الصين والولايات المتحدة، ويشير إلى أنّ الأخيرة تخسر هذه المعركة.

  • تقرير: محاولة عزل الصين اقتصادياً ودبلوماسياً شبه مستحيلة
    تقرير: محاولة عزل الصين اقتصادياً ودبلوماسياً شبه مستحيلة

ذكر موقع "ذا بوست"، في تقرير، أنّ الولايات المتحدة "تخسر معركة أشباه الموصلات لصالح الصين"، مشيراً إلى أنّ "محاولة عزل الصين اقتصادياً ودبلوماسياً شبه مستحيلة". 

وأضاف الموقع أنّ "الحرب التجارية تحتدم، بعدما أعلنت الحكومة الصينية أنّه سيجري حظر أشباه الموصلات من شركة ميكرون الأميركية بين مشغلي البنية التحتية الحيوية في الصين"، علماً أنّ الشركة تستمدّ نحو 16% من إيراداتها من الصين وهونغ كونغ.

وتابع التقرير أنّ "كوريا الجنوبية أشارت بعد وقت قصير من الإعلان، إلى أنّها لن تفعل أي شيء لمنع الصينيين من شراء الرقائق من شركاتها كبديل".

أتى ذلك بعد أن "طلب البيت الأبيض من سيؤول، في الشهر الماضي، منع استبدال الرقائق الأميركية، لكن كوريا الجنوبية تجاهلت الأمر، وأصرت على أنّ القرار يعود لشركاتها".  

وبحسب التقرير، فإنّ "رفض كوريا الجنوبية إلحاق الضرر بشركاتها لتحقيق رغبات مؤسسة السياسة الخارجية في العاصمة، يُظهر أنّ هناك حدوداً صارمة للحرب التجارية في واشنطن".

اقرأ أيضاً: أشباه الموصلات.. أهميتها الاقتصادية وتأثيرها في الصراع العالمي

ويبدو أنّ الاستراتيجيين الأميركيين يفترضون أنّ المنتجات التي يختارون القتال بشأنها لا يمكن استبدالها بسهولة، أي إنّها، في علم الاقتصاد، "غير قابلة للاستبدال". ولكن، كما هو الحال مع النفط الخام الروسي، نرى السوق العالمية تعمل وتزيل أي محاولات لمنع التجارة.

إنّ "العام الماضي، أنتج سلسلة من الدروس للولايات المتحدة وحلفائها، في عالم سريع التغير. ومفاد هذه الدروس أنّ هناك حدوداً لقوتهم الصلبة واللينة على حد سواء"، وفقاً للتقرير.  

وخلُص التقرير، إلى أنّ "الصين ليست إيران، ولا حتى روسيا، ومحاولة عزل البلاد اقتصادياً ودبلوماسياً هي شبه مستحيلة، وقد ينتهي بها الأمر إلى عزل الدولة التي تحاول فرض هذا الإجراء"، متوقّعاً أن "تضطر أميركا إلى مراجعة سياستها تجاه الصين، في الأشهر المقبلة".

في هذا السياق، يقول محللون إنّ الولايات المتحدة تخطط لتوسيع القيود المفروضة على الصادرات ذات الصلة بأشباه الموصلات إلى الصين، ممّا يدل على أنّ القيود لم تكن فعالة كما اعتقدت واشنطن، ولم تعرض الشركات الأميركية إلاّ للخطر. 

ووفق صحيفة "غلوبال تايمز"، تعمل واشنطن على توسيع القيود المفروضة على صادرات آلات تصنيع الرقائق إلى الصين، مما قد يضاعف عدد الآلات التي تتطلب تراخيص خاصة للتصدير.

وأكّد المحللون أنّ الشركات الصينية عززت بشكل كبير استبدال الواردات واكتسبت أيضاً حصة أكبر في السوق في جميع أنحاء العالم، فيما تجبر الولايات المتحدة حلفاءها للانضمام إلى قيودها ضد الصين، وبحسب ما ورد توصلت إلى اتفاقيات مع هولندا واليابان. 

وشدّد المحللون على أن مثل هذه التحركات، بالتدخل في الأنشطة الاقتصادية والتجارية العادية، تعيق بشكل خطير عمل سلسلة التوريد العالمية والتقدم التكنولوجي.

ومع أنّ أشباه الموصلات اختُرعت في الولايات المتحدة، فإنّ البلاد تنتج نحو 10% فقط من الإمدادات العالمية، وفقاً للبيت الأبيض، مع استيراد نحو 75% من الإمدادات الأميركية من شرقي آسيا.

ويكافح أصحاب العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة للعثور على عمال، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أشارت إلى أنّ "صانعي أشباه الموصلات لطالما واجهو صعوبة في توظيف عمال بسبب نقص الوعي بالصناعة، وقلة الطلاب الذين يدخلون المجالات الأكاديمية ذات الصلة".
 
وذكرت الصحيفة أنّ "صناعة أشباه الموصلات الأميركية ستواجه نقصاً في نحو 70 إلى 90 ألف عامل خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقاً للبيانات. 

كما توقّعت شركة "ماكينزي" الأميركية، عجزاً بنحو 30 ألف مهندس و 90 ألف فني ماهر في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

في المقابل، أنشأت الصين ائتلافاً تجارياً (كونسورتيوم) من الشركات والمعاهد البحثية  لتعزيز الإنتاج المحلي من أشباه الموصلات في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

اقرأ أيضاً: هل تهيمن الصين على عالم "أشباه الموصلات"؟

اخترنا لك