تقرير أميركي: دبابات الناتو ضعيفة في القتال.. وتفاؤل كييف في غير محله
العديد من المحللين العسكريين الغربيين يزعمون أنّ كمية كافية من الدروع الغربية يمكن أن تغيّر الأمور لصالح أوكرانيا. بينما يكشف التحليل الدقيق في هذا التقرير عن أنّ هذا التفاؤل قد يكون في غير محله.
تحدث تقرير في موقع "1945" الأميركي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، بعنوان "خبر سيّئ: دبابات وطائرات ومدفعية الناتو لن تكسبه الحرب في أوكرانيا"، عن أنّ دبابات "ليوبارد-2" الألمانية ودبابات "أبرامز-أم1 أي1" الأميركية أظهرت أنها ضعيفة في القتال.
وبينما تشير الدلائل إلى احتمال إطلاق هجوم الربيع الأوكراني قريباً، يزعم العديد من المحللين العسكريين الغربيين أن كمية كافية من الدروع الغربية يمكن أن تغيّر الأمور لصالح أوكرانيا. ويكشف التحليل الدقيق عن أن هذا التفاؤل قد يكون في غير محله.
أوكرانيا تبني آمالها على الدبابات الغربية
إذ يقدّر معظم المحللين ببساطة أنّ قدرات الطائرات والدبابات والعربات المدرعة الغربية المختلفة تجعلها متفوقة على نظيراتها الروسية، وبالتالي فإنّ مجرد امتلاكها يمنح الجانب الأوكراني ميزة تكتيكية مفترضة، لكنّ الأمر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، يؤكد الموقع.
ففي 23 آذار/مارس، أعلن قائد القوات البرية الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، بثقة بالغة أنّ "القوات المسلحة الأوكرانية ستشنّ هجوماً جديداً قريباً جداً"، وأنها "ستدفع القوات الروسية إلى الوراء، كما فعلت في الماضي بالقرب من كييف وخاركيف وبالاكليا وكوبيانسك".
اقرأ أيضاً: "الناتو" يخطط لإمداد أوكرانيا بـ 6 كتائب من الدبابات الألمانية
وبعد أربعة أيام، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن كييف تلقت بالفعل دبابات وناقلات جنود مدرعة من بريطانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال، مضيفاً بأنّ "الوقت قد حان للمضي قدماً نحو الهجوم".
وبحسب التقرير، تلقّى ما يصل إلى 30 ألف جندي أوكراني تدريبات تمتدّ من أسابيع إلى عدة أشهر، في العديد من منشآت الناتو.
تجارب "ليوبارد" و"أبرامز" سيئة في الميدان
وهناك عامل لا يحظى باهتمام كبير في الصحافة الغربية، وهو حجم القدرة الحقيقية لهذه الدبابات.
فالدبابات التي تعتمد عليها أوكرانيا ليست في حدّ ذاتها تقنية تحويلية، من شأنها أن تزيد بشكل كبير من قدرات ساحة المعركة، يتابع تقرير "1945"، موضحاً أنه "في الواقع، أظهرت "ليوبارد-2" و"أبرامز أم1 أي1" أنها ضعيفة في القتال".
ويذكّر التقرير أنه "في كانون الأول/ديسمبر 2016، شنّ الجيش التركي عملية ضدّ الانفصاليين الكرد، وضد قوات "داعش"، شمالي سوريا"، ويوضح أنّ "تركيا استخدمت أحدث دبابات "ليوبارد-2 أي4" الألمانية، إلّا أنّ حظّها لم يكن أفضل من نظيرتها الأميركية، حيث دُمّر ما لا يقلّ عن 10 دبابات".
وفي العام نفسه أيضاً، أفادت مجلة "ديفينس وان" أنّه تمّ في الواقع تدمير نحو 20 دبابة "أبرامز" أميركية، يمتلكها الجيش السعودي، في حربه في اليمن على أيدي الجيش اليمني.
وهذه الدبابات التي تمّ تدميرها، أي "ليوبارد" و"أبرامز"، تعد اليوم أساس آمال أوكرانيا في ساحة المعركة.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا تستلم من بولندا أول دفعة من دبابات "ليوبارد 2"
مشاكل إضافية
وفي حين أنّ هذا سيؤدي بلا شك إلى تحسين قدرات قوات كييف، إلّا أنّ الجهد مفكّك للغاية، ولن يجهز الجيش الأوكراني بشكل كافٍ لإجراء عمليات أسلحة مشتركة واسعة النطاق، ومتطورة ومنسقة بشكل صحيح، لاختراق أحزمة متعددة من المواقع الدفاعية الروسية المعدة.
إذ يشير التقرير إلى ضرورة وجود خطوط إمداد لوجستية موثوقة، لتوفير قطع الغيار والميكانيكيين المدربين، والذخيرة المصممة لكل نظام، وصعوبة استخدام الأسلحة المختلفة بفعالية في هجوم مشترك.
والنتيجة الأكثر ترجيحاً بالنسبة لكييف ستكون مختلفة قليلاً، فما يهمّ دائماً هو كيفية استخدام المعدات، لأنّ الدبابات بحدّ ذاتها تحدث فارقاً أقلّ بكثير في الميدان.
وفي المقابل، تستحوذ أوكرانيا على كميات كبيرة من العتاد، من بينها طائرات وأنظمة صاروخية وأنظمة دفاع جوي ودبابات وغيرها، وهذا فائض قوة نارية، ومع ذلك فإنّ ما لا يُفهم كثيراً في وسائل الإعلام الغربية هو كيفية تحويل هذه المنصات الحديثة المتنوعة إلى قوة قتالية.
استعدادات الجيش الروسي ومخاطر الهجوم الأوكراني
في أوائل شباط/فبراير، أفادت المخابرات الأوكرانية بأنّ "روسيا حشدت ما يقرب من 300،000 جندي لتنفيذ عملية واسعة النطاق، مزودة بـ 1800 دبابة حديثة، و3950 مركبة مدرعة، وأكثر من 3000 قطعة مدفعية وقاذفات صواريخ، و400 طائرة، و300 طائرة هليكوبتر، وكان التوقّع ولا يزال بأن تنطلق روسيا في وقت قريب باندفاع هجومي جديد.
ويترك ذلك مخاطر كبرى بالنسبة لهجوم الربيع الأوكراني المتوقّع، إذ بمجرد بلوغ لحظة الذروة، ستكون لدى روسيا قوة كبيرة ومجهزة جيداً لشنّ هجوم مضاد كبير من جانبها، وستتعرض أوكرانيا لضغوط شديدة لوقف هجوم روسي مضاد.
وبطبيعة الحال، ستكون للفشل الأوكراني تداعيات سلبية واضحة، ومع ذلك، فإنّ ما يدركه قليل من المراقبين أنّه "حتى القيادة الناجحة من الناحية التكتيكية، يمكن أن تكلّف أوكرانيا الحرب في نهاية المطاف".
إذ قد يؤدي فشل الهجوم إلى ترك القوات المسلحة الأوكرانية في حالة ضعف قد لا تنجو منها خلال العام كقوة متماسكة، كما قد يؤدي الهجوم الناجح أيضاً إلى إضعاف القوات الأوكرانية لدرجة أن كييف ستصبح عرضة لهجوم روسي مضاد، فبمجرد إنفاق هذه القوات المدربة في هجوم، لن يكون هناك سوى القليل من قوات الحرس الوطني للدفاع عن البلاد.
يختم التقرير بأنه "بغض النظر عن العاطفة والتفضيل الغربي لانتصار أوكرانيا، فإنّ الفحص الحسابي الدقيق لأساسيات القتال وزمن الحرب لا يبشر بالخير لكييف.